"مدينة الحكايا" أول كتاب يتناول معالم بغدادية تعود للقرن19

بعد أن أغفلت الدراسات التاريخية والتراثية عملية التعريف بجزء كبير من المعلم الحضري والعمراني التراثي لمدينة بغداد تصدت المهندسة المعمارية العراقية غادة موسى رزوقي بكتابها الجديد "مدينة الحكايا" للتعريف بتلك المعالم غداة مخاوف موجة اندثار قد تطيح بتلك المعالم.
وصدر الكتاب الذي يقع في 238 صفحة وباللغتين العربية والانجليزية عن الجمعية العراقية لدعم الثقافة التي يترأسها وزير الثقافة العراقي الأسبق مفيد الجزائري حيث أقامت الجمعية احتفالية ثقافية لإطلاق وتوقيع هذا الكتاب.
وتحدث الجزائري في مستهل الاحتفالية التي حضرتها شخصيات ثقافية عراقية إلى جانب مدير المركز الثقافي الفرنسي في بغداد ومهتمين بالموروث العمراني التراثي قائلا "الكتاب الذي يعد كتابا ثقافيا وسياحيا، هو الأول من نوعه الذي يتحدث عن موروث بغداد العمراني الأقدم.
فيعرف الكتاب بقيم بغداد التراثية والتاريخية المشيدة في القرن التاسع عشر، كما يتضمن مزايا أخرى فنية متفردة تتعلق بتصميمه وطباعته وسيسهم إلى حد بعيد بملء الفراغ الذي نشعر به في ما يتعلق بالتعريف بالتراث العراقي".
ويركز الكتاب على أهمية الدفاع عن الموروث العراقي في بغداد وجمال كنوز الفنون العمرانية فيها التي يتعرض بعضها اليوم إلى الهدم والتدمير والتخريب، كما يشكل أيضا دعوة إلى إيقاف التدمير التاريخي العمراني.
يتناول الكتاب 40 معلما تراثيا من العمران تعود مراحل بنائها و إنشائها إلى القرن التاسع عشر إلى العصرين العثماني والعباسي.
وقال الجزائري "للأسف لم تجد الدعوات السابقة لإيقاف تخريب تراث ومعالم هذه المدينة الإنسانية صدى لها، إلا أننا نأمل أن يشكل هذا الكتاب صوتا مدويا ودعوة مؤثرة لحماية تلك المعالم والمحافظة عليها".
وتضمن الجزء الأول من الكتاب مقدمة تاريخية شاملة عن بغداد قبل أن تنتقل الكاتبة إلى 40 معلما ما زال بعضها قائما حتى الآن في حين يواجه الاندثار.
وقد جاء الكتاب صوتا مدويا للحفاظ على تلك المعالم العمرانية من مساجد ومقاهي وأسواق وخانات ومناطق.
ومن المعالم التي تضمنها الكتاب مبنى "كنيسة أم الأحزان" أكبر الكنائس القديمة في العاصمة بغداد وتقع في منطقة تعرف ب"عقد النصارى".
والكنيسة تعرف باسمها القديم مريم العذراء أم الأحزان وقد وضع حجر الأساس فيها عام 1889 وافتتحت عام 1898 وقد تدهور وضعها العمراني منذ خمسينيات القرن الماضي.
كذلك نجد "مسجد ومقبرة أبي حنيفة" وهو الأمام نعمان بن ثابت. ويعود تاريخ المسجد إلى عام 1066 عندما أقام السلطان ألب أرسلان مشهدا وقبة للأمام أبي حنيفة. وتخضع المنطقة الآن لمراحل تطوير ضمن مسابقة أطلقتها أمانة بغداد.
ومن المعالم التي تناولها الكتاب المشهد الكاظمي حيث وري الإمام موسى بن جعفر الكاظم الثرى غداة وفاته عام 799 ميلادي في مقابر تعرف بمقابر قريش، شمال المدينة المدورة التي بناها أبو جعفر المنصور.
ويتحدث الكتاب كيف مر المشهد الكاظمي بمراحل البناء والتطوير ليصل إلى ما هو عليه الآن.
وتناول الكتاب أيضا "خان مرجان" و"القصر العباسي" و"المدرسة المستنصرية" و"مبنى متصرفية بغداد" وشارع المتنبي ودوائر المحاكم المدنية التي تعود إلى العهد العثماني ومقهى الشاهبندر ومحطة شرقي بغداد للسكك الحديد وجامع الخلفاء والباب الوسطاني لمدينة بغداد، وجميعها شيدت في القرن التاسع عشر.