الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصر عائشة فهمي يستقبل حفل توقيع «مذكرات سلماوي».. وزير الثقافة: أرّخ في مذكراته للحقبة الناصرية بعناية‎.. وعصفور: تجسد تمرد ابن الباشوات على أصوله.. صور

صدى البلد

  • خلال حفل توقيع مذكرات «يوما أو بعض يوم»..
  • سلماوي: السجن علمني قيمة الشعب المصري
  • وزير الثقافة: سلماوي أرّخ في مذكراته للحقبة الناصرية بعناية‎
  • مدير مكتبة الإسكندرية: مذكرات سلماوي تتميز بـ «الشياكة والرقي»
  • جابر عصفور: تجسد تمرد ابن الباشوات على أصوله

شهد حلمي النمنم وزير الثقافة وعدد من المثقفين، حفل تدشين مذكرات الكاتب محمد سلماوى، التي تحمل عنوان "يوما أو بعض يوم"، بمجمع الفنون "قصر عائشة فهمي" بالزمالك.

وعلى هامش الاحتفال نظمت ندوة حول الكتاب شارك فيها الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، وتديرها الصحفية سحر عبد الرحمن.

وروى سلماوي، ذكرياته في السجن، قائلا: "حينما احتجزت وسجنت في قسم المعادي، ووجدت المجرمين يلتفون حولي ويسألون عن سبب مجيئي، كنت أخبرهم أنني لم أرتكب ذنبا حتى وجدتهم اقتنعوا وقالوا إنه يبدو أنه مسجون سياسي، حيث إن السياسيين فقط في ذلك الوقت هم من يسجنون دون سبب".

وأضاف "سلماوي"، خلال حفل توقيع الكتاب: "في ذات الليلة التي تم احتجازي فيها، قام أحد المحتجزين بأخذ أموالي بحجة المحافظة عليها من السرقة، وشعرت في هذه اللحظة أنه سرقهم مني حتى تم ترحيلي، فوجدت الرجل ينادى على الضابط فى محاولة لإعادة الأموال إليّ، وهنا شعرت بقيمة الشعب المصرى العظيم والطبقات الكادحة، خاصة فى وقت الأزمات".

وقال الكاتب الصحفى حلمى النمنم إن كتاب سلماوي يحتوى على العديد من التفاصيل المهمة السياسية ويؤرخ للحقبة الناصرية حتى اغتيال الرئيس السادات وعلاقته بصلاح جاهين وتعلقه بداليدا وعلاقته بسيد مرعى صهر الرئيس السادات.

وأضاف، على هامش حفل توقيع مذكرات الكاتب، أن الكتاب يتحدث عن فترة شباب سلماوى ومواقفه السياسية خلال هذه الحقبة وبه كم مهم من المعلومات التاريخية التى تؤرخ لهذه الحقبة وننتظر منه الجزء الثانى من المذكرات لتاريخ مصر منذ عام ١٩٨١ وحتى الآن باعتبار أن هذه الحقبة هامة جدا فى تاريخ مصر .

بينما قال مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن محمد سلماوي شخصية استثنائية، يتميز بالتعددية، باعتباره روائيا وكاتبا صحفيا ومؤرخا، وسياسيا، قادرًا على المبادرة وأخذ زمامها، حتى وإن لم تكن موجودة، ويستطيع أن يحرض على التفكير ويفتح أبوابًا كثيرة لإبداء الرأي، ولا يبدو جزءًا من قطيع، وهي قيمة نادرة، مشيرًا إلى اختلاطه بنجيب محفوظ ومحمد حسنين هيكل، وجميع الشخصيات الأدبية والفكرية في عالمنا.

وأضاف الفقي، خلال حفل إطلاق مذكرات الكاتب محمد سلماوي "يومًا أو بعض يوم"، عن دار كرمة، بقصر عائشة فهمي، أن رئاسته لاتحاد الكتاب العربي، كانت بمثابة نهضة على المستويين المصري والعربي، إذ أن وجوده أضفى عليه قوة دفع حقيقية.

وأشار إلى أن الكتاب شيق يجمع بين السرد والتحليل، ويسرد الأحداث بتحليل واف، ويعلق عليها ويمضي معها إلى النهاية، كما أنه يشد القارئ من أول لآخر سطر، ويعبّر برقي وشياكة في التعبير وتناول الآخرين، حتى وإن اختلف معهم في الرأي أو في الأسلوب.

وقال المفكر جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن أهم ما يميز مذكرات سلماوى هى أنها صادقة فى نقلها عن نفسها وعن الآخرين لأقصى مدى.

وأضاف "عصفور" على هامش ندوة مناقشة السيرة الذاتية للكاتب محمد سلماوى أن هناك بعض اللحظات السردية المتوترة في السيرة الذاتية بعكس ما يحدث في السير الذاتية الأوروبية، ولكن يظل على أعلى درجة من المصداقية وفقا لما هو متاح في أوطاننا العربية.

وأشار إلى أن أغرب ما في هذه المذكرات أو السيرة الذاتية هو تحدث سلماوى ابن الباشوات عن عبد الناصر باعتباره بطلا قوميا.

ولفت إلى أن أهم ما يميز السيرة الذاتية الإخراج الفنى حيث أنه يمزج بين الكتابة والصورة حيث خرج النص بصورة جمالية تجمع بين الكتابة والصورة والصوت، كما أن السيرة تميزت بالتشويق السردي وتحقيق متعة كبيرة للقارئ حتى أننى لم استطع تركها على مدار ٣ أيام حتى انتهيت من قراءتها.

كما تتميز السيرة بقدر عال من السخرية وخاصة سخريته من رؤساء تحرير الأهرام خاصة فى ظل تملقهم للسلطة خلال هذا التوقيت بحثا عن النفوذ، كما أن السيرة بها العديد من المفارقات وعلى رأسها تحول ابن الباشوات لانتقاد الباشوات وتعاطفه مع أبناء الفقراء.

ويفجر محمد سلماوي، في مذكراته، من خلال تاريخه الصحفي والثقافي الذي امتد على مدى أكثر من 50 عاما، بأسلوب ممتع وتفاصيل شيقة، كثيرًا من الأسرار التي كانت غير معروفة لبعض أهم الأحداث السياسية والتطورات الاجتماعية والثقافية التي شكلت عالمنا خلال أهم عقود القرن العشرين، مصحوبة بأكثر من 150 صورة من أرشيفه الشخصي والعائلي، والتي تجسد لوحة حية لمصر من بعد الحرب العالمية الثانية وحتى مقتل السادات.

جدير بالذكر أن الكاتب محمد سلماوي يعد أحد رموز الثقافة والصحافة في مصر والوطن العربي وقد عاش حياة حافلة، حيث ولِد في أسرة مصرية ميسورة الحال في أواخر الحقبة الملكية، وتفجرت ملكاته مع قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، وحصل على الشهادة الثانوية في مرحلة المد الثوري الناصري، ليشهد خلال دراسته الجامعية انتصارات الثورة وانكساراتها، وعرضت أولى مسرحياته قبيل حرب يونيو 1967، ثم عايش المرحلة الساداتية، وتفاعل مع تقلباتها من خلال الكتابة الصحفية والنشاط السياسي الذي أدى به إلى الاعتقال أثناء انتفاضة يناير ١٩٧٧.