الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"مكالمة تليفون" و"دبلوماسية البنكنوت"


" مكالمة تليفون من الرئيس دونالد ترامب ينهى بها أزمة الخليج " هكذا غازل وزير الدولة القطرى لشؤون الدفاع خالد العطيه الادارة الأمريكية وترامب شخصيا مستجديا متوددا.

فبعد صفقة منظومة الدفاع الصاروجى الروسى المتطور ( اس 400 ) سارع وفد قطرى الى الولايات المتحدة يحمل فى حقائبه صفقة تسهيلات عسكرية للولايات المتحدة , خاصة وان الصفقة القطرية الروسية لا تمر بسهولة على مراكز صناعة السلاح النافذة فى دوائر صنع القرار الأمريكى،

خاصة وان سفارة اسرائيل لدى الولايات المتحدة تنبهت لمحاولات قطرية مشبوهة لعقد لقاءات سرية مع " ايباك " اللوبى الصهيونى فى امريكا وكشفت عن زيارات عدة لقادة من اليهود الامريكيين الى الدوحة عبر سمسار للعلاقات الدولية وهو نيك موزن استشارى العلاقات اليهودية الامريكية الذى عمل سابقا لصالح عضو مجلس الشيوخ الجمهورى تيد كروز هو مهندس تلك العلاقات مع قطر وقد التقى مورت كلاين رئيس المنظمة الصهيونية الامريكية ومالكولم هونلين نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الامريكية ولقاء تميم بالدوحة حتى ان احد الحاخامات اليهود حذر من ان المجتمع اليهودى للبيع لصالح قطر.

ومن نتائج هذه اللقاءات كان تقرير البعثة الفنية لمفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان التى زارت الدوحة لتكتب تقريرا مليئا بالاكاذيب وهو تقرير سياسى منحاز لقطر ومتجاهل بالكامل لحقوق الدول الاربع المقاطعة واعتبر التقرير المشبوه ان اجراءات مقاطعة الدول الاربع لقطر " ترقى الى مرتبة الحرب الاقتصادية "

اذا من يتابع قطر اليوم يجدها تعيش حالة من الهلع والهيستريا من إسقاط نظامها من قبل دول المقاطعة هكذا تتوهم وهكذا يتصرفون حتى تجد اليوم قطر الدويلة الصغيرة وقد تحولت الى مايشبه الثكنة العسكرية حيث يتمركز فيها نحو 11 الف جندى امريكى غالبيتهم من سلاح الحو فى قاعدة ( العديد ) العسكرية الجوية على بعد 30 كم جنوب غرب الدوحة , علاوة على الامتيازات الجديدة لتكون قاعدة دائمة مع استضافة قوات المارينز الامريكية

هذا عدا القاعدة التركية الوحيدة خارج حدودها فى قطر والقوات التركية التى جاءت لحماية النظام القطرى عند الضرورة , حتى ان اردوغان اصبح بعد إقرار تعديلات قانونية خولت له زيادة قوام وحدات الجيش التركى المكون من مشاة ومهندسين عسكريين ووحدات دعم قتالية وعناصر من القوات الخاصة وقوات من الدرك لمواجهة التهديدات الأمنية التى قد يواجهها نظام آل ثانى.

اضافة لقوات الحرس الثورى الايرانى من الباسداران والباسيج وميليشيات طالبان وحزب الله وحماس والاخوان وغيرها من الميليشيات الارهابية الراديكالية التى تعيش فى كنف الامير.

ويبقى التساؤل عن ماذا يعنى الانفاق الضخم لقطر على التسليح بما يفوق قدرات قواتها المسلحة محدودة العدد ؟! فمن المؤكد ان حالة الهيستريا التى تلبست قطر بسبب تلك المقاطعة وفشلها فى كسب دعم الدول الكبرى والعالم له دور فى حالة " التوجس الامنى " الذى تعيشه من ناحية ومن ناحية اخرى هناك هدف سياسى بالدرجة الاولى لكسب ود هذه الدول وجماعات الضغط مستخدمة " دبلوماسية البنكنوت " سواء عسكريا او سياسيا او اقتصاديا فى مجالات الاستثمار وهى مرادف لما عرف به النطام القطرى وتم كشفه وفضحه بالرشوة السياسية , فقطر التى تواجه مشاكل فى محيطها العربى بسبب عنادها وتكبرها وهى تدعم الارهاب فى العالم من المؤكد ان صبرها يكاد ينفذ مع اصرار الدول الاربع على الالتزام واقرار الــ 13 بند للمصالحة , لذا فهى تسرع لشراء ود هذه الدول الكبرى شرقا وغربا علاوة على وضع يديها مع الشيطان للاحتماء به وقت الحاجة.

لذا كانت زيارة الوفد القطرى للولايات المتحدة بعد ان صدمت من موقف واشنطن التى اكدت مرارا ان خلاف قطر والدول الاربع " شأنا عائليا " حسب ماصرح به ترامب منذ نشوب الازمة.

حتى ان الادارة الامريكية نصحت الدوحة بعدم التعويل كثيرا على اى موقف أمريكى جديد يختلف عما سبق ان اعلن , ودعا الامريكان ان يقتصر الوفد القطرى الذى يزور العاصمة الامريكية على مايرتبط بالعلاقات الثنائية ومسائل التعاون العسكرى لاسيما ذلك المتعلق بالتواجد الامريكى في الاراضى القطرية , ونصح ريكس تليرسون وزير الخارجية الامريكى الجانب القطرى" بضرورة وقف الحرب الكلامية وان تتحلى قطر بضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد".

الغريب ان قطر هى التى تقوم من خلال منصاتها الاعلامية بحملات التصعيد والكراهية وتوجيه الاتهامات للدول الاربع بحصارها لاسقاط نظام تميم.

واتهمت قطر صراحة المملكة العربية السعودية بانها تحاول ان تجعل من دويلة قطر مدينة سعودية للسيطرة عليها وإدخالها " بيت الطاعة " السعودى.

ومثلما استخدمت مجلة "ماريان " الفرنسية مصطلح ( دبلوماسية المحفظة المالية ) وهى الدبلوماسية التى مكنتها باستخدام رشوة سياسيين فرنسيين من السيطرة على الاقتصاد الفرنسى من باب ( الاستثمارات القطرية ) والتى كشفتها العديد من الكتابات والكتب التى صدرت بباريس لتفضح النظام القطى وقد تصدرت صفحات الصحف الفرنسية واهمها كتاب " امراؤنا الاعزاء " للصحفيين جورج مالبريو وكرستيان شينو وهو مادفع الرئيس الفرنسى مانويل ماكرون بان يتعهد بإنهاء نفوذ الدوحة فى فرنسا ومغادرة 1200 شركة فرنسية بقطر.

هذه الدبلوماسية وجدت قطر طريقها للولايات المتحدة خاصة مع جماعات الضغط الصهيونية مثل الاباك كما ان الرئيس ترامب رجل اعمال يهتم كثيرا بتنشيط الاستثمارات الامريكية لذا سارعت بضخ 650 مليون دولار فى مشروع" سيتى سنتر دى سى " فى وا شنطن لتصبح بذلك المالك الرئيسى للمشروع الذى تبلغ تكلفته الاستثمارية مليار دولار حيث يتم تشييده فى موقع " مركز واشنطن للمؤتمرات " القديم شمال غربى واشنطن , غير ان جهاز قطر للاستثمار كان قد اشترى فندق " بلازا داون تاون " بنيويورك و 10% فى شركة " امباير ستايت العقارية " مقابل 622 مليون دولار زهى الشركة التى تدير مبنى " اباير ستايت " , كما اشترى الصندوق حصة تصل قيمتها الى نحو بليون دولار فى بنك اوف امريكا ثانى اكبر المصارف التجارية فى الولايات المتحدة عام 2011 , واستحوذت شركة قطر القابضة الذراع الاستثمارية المباشرة لهيئة الاستثمار القطرية على مبنى يضم مكاتب السفارة الامريكية فى قلب باريس وتضم ايضا مقر صحيفة " لوفيجارو " الفرنسية من خلال صفقة بلغت نحو 300 مليون يورو والمبنى على مساحة 23 الف متر مربع ...

فى الوقت الذى استحوزت فيه قطر على 2و5% من اسهم شركة المجوهرات الامريكية " تيفاى " علاوة على شركة " ميراماكس " حيث دفعت ل " والت ديزنى " 660 مليون دولار لتملك حقوق اكثر من 700 فيلم سينمائى امريكى.

هذا الحزام الاستثمارى لقطر لزيادة نفوذ الدوحة فى دوائر صنع القرار الامريكى هوانتهاج يمارسه النظام القطرى مع الدول الكبرى مستخدمة " دبلوماسية البنكنوت " التى تنبه لها الفرنسيين وسارع ماكرون لإعلان الحرب على مناورات قطر وزيادة نفوذها فى فرنسا وانهاء هذا النفوذ.

واعتقد ان الوفد القطرى بالولايات المتحدة لن يقتصر دوره على العلاقات الثنائية ولا التعاون العسكرى لكن له دور أخر يتم تمريره عبر تلك الاجواء لعقدصفقات سياسية مع جماعات الضغط و استثمارية ضخمة لمزيد من الاستحواذ ربما تكشف عنها الايام القليلة القادمة ايضا باستخدام دبلوماسية " المحفظة المالية " او " البنكنوت " بعد ان فشلت قطرفى كسب تاييد الدول الكبرى فى مواحهة دول المقاطعة واقناعها بانها دولة تريد السلام لكن هل يتنبه ترامب لتحركات قطر عبر محفظتها المالية داخل دوائر صنع القرار عبر استثماراتها ولقاءتها وتحالفاتها السرية مع جماعات الضغط وكذا تنظيماتها السرية داخل المجتمع الامريكى مثلما تنبه الرئيس ماكرون لما تقوم به قطر عبر استثماراتها للنفاذ الى شباب الضواحى الفرنسية وتجنيدهم ووعد بإنهاء هذا النفوذ فى فرنسا ؟!

وهل الامتيازات العسكرية القطرية للولايات المتحدة الذى يحملها الوفد القطرى بمثابة " رشوة قطرية " لتمرير صفقاتها الاستمارية بعد طردها من باريس وتغطيه لصفقاتها السياسية الاخرى داخل المجتمع الامريكى ؟!!

الايام القادمة تكشف لنا المزيد   ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط