الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مشتريات الأمير» و ديمقراطية اليورو


الإعلام الغربى لا يعزف هذه الأيام سوى على مقطوعة موسيقية تجعله فى حالة نشوة دائمة، وهى سيمفونية "مشتريات الأمير محمد بن سلمان" ولى العهد السعودى الذى جعلهم لا يعرفون النوم خوفا على المملكة من تصرفات الأمير الشاب وقراراته ونزواته.

وأعنى بالإعلام الغربي تحديدا هو الإعلام الذي يعمل لصالح دول أو جماعات راديكالية أو تنظيمات الإخوان او الحكومات التي تعمل خادمة لمدارسهم.

وكله بثمنه .. واليورو والدولار والشيكل هم من يديرون هذا النوع من الإعلام المتصابى، شديد المراهقة البراجماتية، والاقلام الميكافيلية، والهوس بديمقراطية اليورو.

فالقصد من محاولة الهجوم على الأمير محمد بن سلمان هى النيل من المملكة العربية السعودية بثقلها الدينى والمالى والبعد الجيوسياسي عربيا ودوليا وهو ما يثير "شهيتهم ولعابهم" وكذا "حنقهم"!

والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الشاب الثلاثيني أصابهم في مقتل ويحدث زلزالا من الهلع التوتاليتاري وهيستريا الصدمة فليس عبثيا حين أحدث تغييرا فى " خارطة التأصيل الحضارى والفكرى والاقتصادى والاجتماعى وكذا الدينى " فى المملكة من حيث الشفافية الحوكمة والحكم الرشيد والمحاسبة وكذا العودة للإسلام الوسطى لفتح بوابات المملكة أمام الوعى الآخر بأطيافه وتنوعاتها وتضاريسه الإنسانية المختلفة.

 وحينما سعى الأمير الشاب إلى إعادة ترتيب البيت من الداخل كان ديفيد اجناتيوس الكاتب بصحيفة الواشنطن بوست كان قد وصف ما حدث بالمملكة بما حدث في الصين حين استبدل رئيسها شى جين بينج جيلا من القادة الحزبيين والعسكريين في إطار حملة لمكافحة الفساد.

 فبعد أن كبرت رقعة الفساد الكبيرة بالمملكة وشكلت دائما عقبة أمام الاستثمارات الداخلية والأجنبية فى المملكة عبر إختفاء مليارات كل عام من الموازنة العامة التى تديرها الحكومة، وهو ما دفع بالفعل الأمير الشاب إطلاق مبادرته التي حدثت زلزلة حين أعد سجنا ذهبيا فى فندق ريتز كارلتون مثلما وصفوه يليق ببعض الأمراء والوزراء ونواب الوزراء حاليين وسابقين وبعض رجال الأعمال الذين حامت حولهم شبهات التربح والفساد والغسيل وعلت أرصدتهم لتناطح السحاب منها ما هو شرعي ومنها ما هو ابتزاز أو استغلال أو تلاعب ... فكل أدوات " الجرف المالى " تم استخدامها لمزيد من الثراء وأن يظلوا على اغلفة مجلة فوربس التي أسسها مالكولم فوربس وقد زار مصر وشرفت بمصاحبته طوال رحلته !

ورغم أن كل الذين شملهم هذا لم يتململ أو تصيبه حالة " السيكوبتيك السياسي" التي أصابت بعض الكتاب والصحفيين في الغرب للتنديد بما حدث.

 الغريب في الأمر أن منظمة مثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" أصيبت بارتكارية هى الأخرى جعلها تطالب بالتحقيق مع ولى عهد السعودية، رغم أن مايقال عن هذه المنظمات أنها تسعى لوأد الفساد والشفافية والحوكمة والحكم الرشيد وحق الفرد في أن يعيش حياة كريمة معتدلة غير متشددة،  وصرخوا كثيرا وزاد عويلهم على حقوق المرأة بالسعودية، وعندما يتحقق كل ذلك يطالبون بمحاكمته لأنها منظمة تعتمد اعتماد مباشر على ديمقراطية " اليورو " رغم أن الريال القطرى نهر متدفق لهيومن رايتس !

وعندما تجاوزت المملكة مرحلة الصدمة التي عاشتها وحاول الإعلام الغربى المأجور استثمارها بعد أن هدأت الأوضاع وخرج من خرج وبقى من بقى رهن التحقيقات، خاصة وأن زلزال الفساد مثلما أطلق عليه لن يقتصر على الداخل فقط، وإنما هناك مرحلة تالية لعدد من السعوديين المقيمين بالخارج !

حتى خرجت علينا صحيفة فرنسية تقول : إن ولى العهد السعودى يمثل مصدر قلق للكثيرين عبر العالم !! لقد نسوا رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون المهووس بتهديداته ولم يتذكروا سوى الأمير باصلاحاته !!

تناولت الصحيفة الفرنسية المغمورة " ليزيكو "عثرات بن سلمان " بالجملة !" من بين تلك العثرات، والتي بدأت بحرب اليمن وقطر بما يمثل مغامرة خطيرة،  وقالت الصحيفة المأجورة :أن للأمير عدوانية وميول تدعو للاشمئزاز تجاه جيرانه " يعنوا قطر وريالات قطر "دون ان يقدر بالضرورة التأثيرات الجيوسياسية الفعاله بالقضاء على قطر، واتهامها بدعم الجماعات الارهابية بل وزعم ( !) علاقات الدوحة مع إيران ، وكلها مثلما - تقول الصحيفة وكاتبها الابله المأجور- أنها ذرائع فقط لفرض حصار على هذا البلد منذ يونيو 2017 وأن ما يقوم به بن سلمان لعب بالنار في منطقة متوترة بشدة !!!

بالطبع ديمقراطية اليورو هى التى تتحدث، فالرجل عندما قام باستثمار ماقيل عن مشترياته سواء قصر لويس التاسع عشر والمقام على 57 فدان من شقيق عدنان خارج لقى تاجر السلاح المعروف قالت النيويورك تايمز أن عملية الشراء جاءت ضمن عمليات استحواذ شملت يختا لوحة ليوناردو دافنشي، في السعوديون لا يعتبرون النفقات الباهظة نوعا من الفساد، ولا يعارضون قيام الأمراء بالاستثمار الباذخ وفى أرصدة ذات قيمة ملموسة مثل العقارات واليخوت والأعمال الفنية هذا الرجل لم يذهب إلى موناكو ويخسر 100 مليون دولار على طاولات القمار مثلما يفعل الكثيرون !

فالأمير الشاب لديه مشروع يريد تحقيقه للاجيال الحالية والقادمة بالمملكة يبدأ من الاقتصاد عبورا الى الضفاف السياسية كما يقولون، فقد تنبه أن أكثر من 70% من الدعم يذهب إلى الأثرياء ، فسعى إلى أن يعدل الصورة لصالح فقراء شعبه، يرفع الإيرادات غير النفطية بحلول 2020 بأكثر من مائة مليار دولار.

 وقد حمل مشروعه التنموي 2030 ضمن إيمان حقيقى بأن العالم العربى فضاء مشروعه التنموي ورؤيته التى وضعت فى أكثر من خمسة الاف كلمة !، حاول أن يزيل تهمة التشدد والانغلاق والظلامية التي استثمرتها جماعات متشددة تعيش على موائد السعوديين فسعى إلى تفكيك الشبكات المتطرفة والتي تمددت داخل أجهزة المملكة ومؤسساتها للحد من التبرعات والأموال الطائلة التي تدخل جيوب قادتها.

 وسعى إلى جدولة المال الذي يخرج من السعودية الى الجمعيات والمؤسسات والمرافق التعليمية والدعوية التي تقيمها تلك التنظيمات المتشددة تحت ستار الدولة السعودية , ووضع جماعة الإخوان المسلمين والتنظيم الدولي كمنظمة إرهابية وحظر الاعتماد على كتب جماعة الإخوان واستعادة المنابر التي يسيطر عليها أنصار الجماعة.

 حتى أن السلطات السعودية اعتقلت عدد من المتشددين أمثال سلمان العودة وعائض القرني وعلي العمرى في سجن " ذهبان " الذي يبعد بنحو 20 كيلو متر شمال مدينة جدة الشيء المخجل للإعلام الغربي وصحف قطرية بالطبع نددت بهذا الإجراء غير أن الداعية سلمان من محبسه وقال لهم "لا أسمح لأحد باستغلال ظروفى لمهاجمة وطنى، هذا أمر بيني وبين الدولة، وإذا رأى ولى الأمر أن توقيفي فيه مصلحة للوطن فليتم توقيفي".

 ولم يتوقف ولى العهد عند هذا بل سعى  إلى التقليل والحد من سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسحب الضبطية القضائية منها ووقف تدخلها فى الحياة الشخصية للمواطنين.

 وبحلول 2020 سيتم استبدال الكتب الدراسية بعد ضبطها وتنقيحها من التشدد وكراهية الآخر إلى مناهج رقمية على أقراص مدمجة.

  وقد تخلص ولى عهد السعودية من بقايا الفكر البدوي التقليدي وليس الفكر وأعاد ضبط الخطاب الديني والثقافي والإعلامي، وإعادة الرفاهية إلى روح الشباب السعودى الذى كان يدفع أكثر من 10 مليار دولار للسياحة خارج بلاده للترفيه.

  فى الوقت الذى تم فتح البلاد لاستقبال الوفود السياحية ومنح القنصليات السعودية بالخارج لمنح التأشيرات السعودية فقط لمجموعات بما لا يقل عن أربعة، ولا يسمح لدخول المرأة للسياحة لما أقل من ثلاثين عاما فى الوقت الذى قدم للمرأة السعودية الكثير والكثير، حتى تمكنت النساء لأول مرة فى ممارسة حقوقها السياسية في التصويت والترشح في الانتخابات بعد أن دخلت 20 سيدة مجلس الشورى السعودى.

رغم كل هذا فقد استغلت الصحف الغربية في محاولة لاستثمار تلك الإجراءات والإصلاحات في بنية المجتمع السعودى وكتابة العقد الاجتماعى بالمملكة تمشيا مع قوى التحديث السائرة في البلاد فى محاولة للإطاحة بالأمير الشاب ومحاولة رسم صورة مختلفة له حتى أن بعض أعضاء التنظيم الدولى للإخوان قاموا بدفع بعض من أعضاء مجلس العموم البريطانى من ذوي عشاق ديمقراطية الاسترلينى بعد خروجهم من حزام اليورو.

 ودعوا تريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا برفض استقبال ولى العهد ببريطانيا عند زيارته لبريطانيا باعتباره شخص غير مرغوب فيه في الوقت الذي قالت فيه ماى: إنه شريكا مهما للغاية حيث تتطلع الحكومة بالتعاون معه، وهو يتسم مثلما قال عنه بوتين بالدهاء المبكر والحنكة السياسية وروح الشباب وخبرة الشيوخ دفعت زعماء العالم للحديث عنه أيضا أزعجت الكثيرين الذين يعلو صراخهم بين الفينة والأخرى عبر وسائل إعلامهم المأجورة فعلى قدر الألم عبر الإعلام الغربى المأجور يكون الصراخ !!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط