EN
استضافت دار الأوبرا المصرية الأسبوع الماضي فرقة روسية قدمت عرضًا جميلًا جدًا لباليه " بحيرة البجعة " وكانت القاعة الكبرى شبه كاملة العدد والملفت للنظر هو الحضور الشبابي الطاغي مما يفرح القلب . ويأخذ الأمل في أن شبابنا يستنير بالثقافة العالمية ورغم هذه الإيجابية إلا أننا لنا بعض الملاحظات :
1ـ العرض بدأ ثلث ساعة متأخرًا عن الميعاد الأصلي وهو الثامنة مساءً .
2ـ عدا قاعة الدور الأول ، سمح للمشاهدين الصعود للأدوار العليا اثناء العرض مما سبب ضجيجًا وإزعاجًا لبقية المتفرجين .
3ـ رغم أن المذيعة الداخلية كررت قبل العرض عدة مرات ضرورة إغلاق التليفون المحمول وعدم التصوير إلا أن عددا كبيرا من المشاهدين لم يبال بهذا التنبيه ، فأثناء العرض كان طبيعيًا أن نسمع رنات التليفونات وأخذ الصور وتصوير أجزاء من العرض بالفيديو الذي على التليفون المحمول وتسبب استعمال فلاشات التليفون في إزعاج المشاهدين الباحثين عن متعة المشاهدة لهذا الباليه العظيم .
ونكتفي بتلك الملاحظات التي قد تبدو بسيطة ولكن كلنا نترحم على " الزمن الجميل " زمن الأوبرا وحفلات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم . فكان الحضور في هذه الحفلات يتمتع بسلوكيات رائعة وكان الذهاب إلى المسرح أو الأوبرا في تلك الأيام بمثابة الذهاب إلى دور عبادة لما فيها من صمت وتأمل وخشوع ، لذا أدعو دار الأوبرا والمسارح وما إلى ذلك العودة لفرض هذه السلوكيات على المشاهدين مرة أخرى وعدم التسبب والإهمال في فرضها.
عندما نذهب إلى الخارج لحضور عرض مسرحي أو أوبرا أو موسيقى وما إلى ذلك نكاد لا نسمــع " نفس " المشاهدين صحيح ربما هؤلاء شعوب لها باع في هذه العروض ولكن كنا هكذا فــي " الزمن الجميل " ونريد أن نعود إلى تلك السلوكيات الحضارية ولذا أطالب وبإلحاح من وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم عازفة الفلوت أن تعزف لحن التحضر في هذه الصروح الكبيرة وسنكون لها شاكرين .
