الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما هو أحد السعف؟


كل سنة وأنت طيبة أختي المسيحية... كل سنة وأنت طيب أخي المسيحي.. كلمات جميلة تَبُثُ الحب وروح المحبة والسلام بيننا جميعًا.. كما أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقد أوصانا بأقباط مصر خيرًا.. وكُلنا يتأسى بحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.. نعمَ السلوك ونعمَ الإنسانية يا حبيبي يا رسول الله.

أحد السعف أو أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول سيدنا عيسى إلى مدينة القدس، ويسمى هذا اليوم أيضا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلته بالسعف والزيتون المزين وفارشًا ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم. وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أي أنهم استقبلوا يسوع كمنتصر.

وأصل الكلمة.. كلمة شعانين تأتي من الكلمة العبرانية "هو شيعه نان" والتي تعنى يا رب خلص.. ومنها تشتق الكلمة اليونانية "أوصنا" وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين. وهي أيضا الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم عند استقبال المسيح في ذلك اليوم.

وتقول رواية الإنجيل، دخل المسيح إلى القدس راكبًا على حمار تحقيقًا لنبوءة زكريا بن برخيا: "لا تخافي يا ابنة صهيون، فإن ملكك قادمٌ إليك راكبًا على جحشِ ابن أتان". وكان استعمال الحمير مقتصرًا في المجتمع اليهودي على طبقة الملوك وطبقة الكهنة، ما يشير إلى يسوع هو المسيح، إذ إن المسيح في العقيدة اليهودية هو نبي وكاهن وملك.

وقد استقبله سكان المدينة والوافدين إليها للاحتفال بعيد الفصح بسعف النخل، لتظلله من أشعة الشمس، كما أن سعف النخل علامة الانتصار.. وفرشوا ثيابهم على الأرض وأخذوا يهتفون، حسب رواية العهد الجديد: "هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب. هوشعنا في الأعالي!".. وتعني هوشعنا حرفيًا خلصنا، ويشير باحثو الكتاب المقدس إلى معنى مركب من استخدام "هوشعنا"، فهي في مفهوم اليهود تشير إلى الخلاص من الاحتلال الروماني، ووفق المعاني الروحية والعقائد المسيحية تشير إلى الخلاص من الخطيئة، تحقيقًا لرسالة المسيح القائمة في سر الفداء.

وهناك طقوس اجتماعيّة في كل بلد كمظهر من مظاهر الاحتفال بأحد السعف.. ففي مصر، يحتفل المصريون جميعًا مسيحيون ومسلمون بأحد السعف أو "أحد الشعانين"، حيث يحضر الباعة المختصون ببيع السعف، فروع النخيل وسنابل القمح ويفترشون بها أمام الكنائس من ليلة السبت حتى الصباح، ويصنعون من فروع النخيل هذه أشكالًا جمالية محببة للصغار والكبار ويذهب إلى شرائها كل المصريين، كما نرى في هذا اليوم بالشوارع المسيحيون الذين يذهبون للكنيسة يشترونه ويدخلون به للصلاة والمسلمون يذهبون لشرائه من أمام الكنائس لفرحة الأطفال به وبالأشكال التي تبهرهم مثل (خاتم، ساعة، وردة، تاج، وغيرها) ، بالإضافة إلى سنابل القمح التي يتبارك بها المصريون جميعًا لأنها دليل على الخير والبركة، فيشتريها معظم الناس لوضعها على باب المنزل للتبرك بها .ويعود أحد السعف إلى اليوم الذي دخل فيه السيد المسيح إلى أورشليم واستقبله الشعب بسعف النخيل والزيتون .

وفي بلاد الشام .. وفي إسرائيل والأردن ولبنان وفلسطين وسوريا، يعتبر أحد الشعانين مناسبة خاصة ومناسبة عائليَّة.. في هذا اليوم، يحضر الأطفال الكنيسة مع فروع من أشجار الزيتون والنخيل.. وبعد القداس تقام مواكب وطوافات ترافقها فرق الكشافة. ويتخلل هذا اليوم احتفالات اجتماعية واجتماعات عائلية.

أما في الهند.. في ولاية كيرالا في جنوب الهند، يعتبر أحد الشعانين من أهم الأيام المقدسة في تقويم مسيحيون مار توما، من العادات والتقاليد تناثر الزهور حول الهيكل خلال قراءة الإنجيل.. عند جملة: "هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب " حيث تتم قراءة هذه الكلمات ثلاث مرات.. ثم تقام طوافات ومواكب بعد نهاية القداس، تتخلله نثر الزهور ورش الماء.. كما يعتبر أحد الشعانين مناسبة عائلية هامة بالنسبة لمسيحيون مار توما.

وهناك طقوس كنسية في هذا اليوم في الكنيسة الأرثوذكسية.. ومن هذه الطقوس، قراءة فصول من الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة وأرجائها رمزًا للتبشير بالإنجيل في جميع أرجاء العالم.

من كل قلبي: كل سنة وكل إخواننا المسيحيين بألف خير وسعادة وينعاد عليهم بالخير والبركة.. وتبقى مصر شامخة بنسيجها المتجانس بالمسيحي والمسلم متحابين في الله.. أدام علينا الله المحبة ووقانا الله شر الفتن يا رب!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط