الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوبا تبدأ المرحلة الانتقالية بإنهاء حكم الأخوين "كاسترو" على يد "الرجل الثاني".. مهندس الإلكترونيات يتولى مسئولية "تحديث" بلد الثوار

صدى البلد

حكم عائلة كاسترو دام لـ6 عقود متواصلة
علاقة كوبا متوترة مع واشنطن منذ نجاح ترامب
خبراء:
سيعمل على الإصلاح واحترام مبادئ كاسترو

شهدت كوبا، الخميس، حدثا تاريخيا يؤذن ببدء مرحلة انتقالية في حياتها السياسية ألا وهو اختيار البرلمان لميجيل دياز كانيل، الذراع اليمنى للرئيس الحالي راؤول كاسترو، كمرشح وحيد لرئاسة البلاد، لينهي حكم عائلة كاسترو، الذي دام لـ6 عقود متواصلة، يأتي هذا في وقت تشهد علاقات كوبا توترا مع الولايات المتحدة منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم، وذلك بعد تحسن إبان عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وتولى راؤول رئاسة البلاد في عام 2006، بعد تنحي شقيقه الأكبر الزعيم فيدل كاسترو، الذي توفى عن عمر 90 عاما في نوفمبر 2016، ومن المتوقع أن يظل مؤثرا بقوة في نظام الحكم بالدولة الشيوعية حتى بعد ترك الرئاسة، وسيحتفظ راوول كاسترو بمنصبه أمينا عاما للحزب الشيوعي الكوبي القوي، حتى 2021، وذلك من أجل مساعدة خليفته على تجنب المشكلات، ولإبقائه على الأرجح أيضا تحت سيطرته، والذي يعتقد أنه سيميل إلى المحافظة على التوازن بين الإصلاح واحترام المبادئ الأساسية لمنهج كاسترو، مواصلة تحديث اقتصاد ما زال تحت إشراف الدولة بنسبة 80 في المئة.

وحاز كانيل المرشح الوحيد لمنصب الرئاسة على ثقة البرلمان بغالبية 603 أصوات من أصل 604، ليتولى رئاسة البلاد لفترة خمس سنوات، قابلة للتجديد، وقال دياز كانيل في أول خطاب كرئيس إن "التفويض الذي منحه الشعب يتمثل في مواصلة الثورة الكوبية في لحظة تاريخية بالغة الأهمية ولكن أيضا الإصلاحات الاقتصادية التي كان بدأها سلفه كاسترو، وفي خطابه الذي خلا من إعلان أية إجراءات ملموسة قال الرئيس الجديد "جئت لكي أعمل وليس لأعد" وذلك قبل أن يؤكد "إخلاصه لتراث القومندان فيدل كاسترو وأيضا لنموذج وقيم وتعاليم" سلفه راؤول كاسترو، وأكد دياز كابيل أن "راؤول كاسترو سيقود القرارات ذات الأهمية الكبيرة في الحاضر والمستقبل".

وبعد فوزه بالمنصب سيتعين عليه أن يرسخ سلطته ويتابع عملية التحديث الضرورية للنموذج الاقتصادي للجزيرة الذي بدأه الشقيق الأصغر لفيدل كاسترو، وهي أعباء تبدو ثقيلة، بحسب مراقبون، على رجل تتسم شخصيته بالتكتم وصعد في الظل مراتب الحكم في كوبا وسيكون على الكوبيين أن يتعرفوا عليه، وسيواجه عقبة أخرى وهي صعوبة حكم كوبا بدون الخلفية الثورية التي كان يجسدها الزعيم فيدل وشقيقه راؤول، ومن المتوقع أن تكون التغييرات تدريجية وبطيئة، وسيكون مطالبا بالتعامل مع المشكلات الاقتصادية التي خلفها الانهيار الاقتصادي لحليفته فنزويلا، وكذلك إيجاد صيغة للعلاقة مع الولايات المتحدة في ظل حكم ترامب، وسيكون الهم الأكبر للشعب الكوبي هو مدى قدرة الزعيم الجديد على تحسين حياتهم اليومية، وسيكون هذا العامل الرئيسي في حكمهم عليه.

وأسند منصب النائب الأول للرئيس إلى المسؤول الثاني في النظام، سلفادور فالديس ميسا، وهو نقابي ومسوؤل رفيع المستوى في الحزب، ويبلغ الثانية والسبعين من العمر، كما أعلنت رئيسة اللجنة الوطنية الانتخابية ألينا بالسيرو، مؤكدة أيضا أن مجلس الدولة، الهيئة التنفيذية العليا، ستضم كما هو متوقع 13 عضوا جديدا من أصل 31.