الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: اغتنم رمضان فرُب ساعة قبول تدرك بها السعادة

المسجد النبوي
المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور عبد المحسن بن محمد القاسم ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه ينبغي على الإنسان اغتنام موسم رمضان بالطاعات والعبادات، وتهذيب النفس وتقويمها وتزكيتها، وحفظها من المعاصي المنكرات.

وأوضح «القاسم» خلال إلقائه لخطبة الجمعة في المسجد النبوي الشريف، أن الأيام والليالي تذهب سراعًا، والعام يطوي شهوره تباعًا، والعباد في ذلك إلى الله سائرون وعمّا قريب لأعمالهم ملاقون، ومن فضل الله وكرمه أن اختار له من الأزمان مواسم للطاعات، واصطفى أيامًا وليالي وساعات لتعظم فيها الرغبة ويزداد التشويق ويتنافس المتنافسون.

وأضاف أنه كلما لاح هلال رمضان أعاد إلينا نفحات مباركات، فيستقبله المسلمون وله في نفوسهم بهجة، وقلوبهم تمتلئ به فرحة، ورب ساعة قبول أدركت عبدًا فأدرك بها درجات الرضا والسعادة، منوهًا بأنه حلّ بنا أشرف الشهور وأزكاها، موسم عظيم خصّه الله بالتشريف والتكريم، فبعث فيه رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزل فيه كتابه.

وتابع: وفرض صيامه، ساعاته مباركة، لحظاته بالخير معمورة، تتوالى فيه الخيرات وتعمّ فيه البركات، موسم الإحسان والصدقات، وزمن المغفرة وتكفير السيئات، نهاره صيام وليله فيه قيام، عامر بالصلاة والقيام، تفتح أبواب الجنان، تغلّق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، وفيه ليلة خيرُ من ألف شهر من حرم خيرها فهو المحروم، فرمضان ميدان فسيح للتسابق في الطاعات ومنحة لتزكية النفوس من الدرن والآفات، شهر كريم تضاعف فيه الأعمال وتكفّر فيه الخطايا والأوزار.

واستشهد بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم، منوهًا بأن اغتنام مواسم الخيرات فتح إلى الله لمن أحبّ من عباده، وفي رمضان يجتمع للمسلمين أصول العبادات وأكبرها، فالصلاة صلة بين العبد وربه، ولا تفارق المسلم في جميع حياته.

ونوه بأن صلاة الرجل في الجماعة فرض وهي تعدل صلاته في بيته وسوقه سبعًا وعشرين درجة، وحريّ بالمسلم أن يستعين بصومه على صلاته، وأن يكون له في ليله أكبر الحظّ من الصلاة، وقال صلى الله عليه وسلم : «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه » متفق عليه وقوله عليه الصلاة والسلم «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» رواه الترمذي .
وأفاد بأن الزكاة والصدقة طُهرة للمال ونماء، وغنى للنفس وزكاة، وأثرها ظاهر على النفس والمال والولد، دافعة للبلاء جالبة للرخاء، ومن جاد على عباد الله جاد الله عليه، قال صلى الله عليه وسلم : «قال الله عز وجل : يا بن آدم أنفِق أُنفق عليك» متفق عليه .

وأشار إلى أن الصيام أعظم شعيرة في هذا الشهر الفضيل،يتزوّد المسلمون فيه من التقوى، فقال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ»،كذلك تلاوة القرآن الكريم والعمرة وصلة الرحم وغيرها من الأعمال الصالحة.