ماذا يفعل أردوغان في البوسنة؟

نقل الرئيس التركي أردوغان حملته الانتخابية من داخل بلاده إلى خارجها وتحديدًا في البوسنة، بعد أن رفضت عدة دول أوروبية مثل ألمانيا والنمسا أن يعقد فيها الرئيس مهرجانات انتخابية، وهذه ليست أول مرة، فخلال الانتخابات البرلمانية عقد "الحزب الحاكم العدالة والتنمية" عدة مؤتمرات في بعض الدول الأوروبية، وتبرر تركيا ذلك بأن أكثر من 3 ملايين ناخب تركي يعيشون في أوروبا، ويهدف أوردغان أن يخلق من هؤلاء "لوبي" لحماية مصالح تركيا، والمطالبة المستمرة أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي التي مازالت دول أوروبية تقاوم انضمام تركيا لهذا الاتحاد الأوروبي.
البوسنة عاشت 4 قرون تحت الاحتلال العثماني حتى عام 1878، حكمت تلك الشعوب بالحديد والنار والمجازر، كما مرت على البوسنة في التسعينات حرب أهلية ضروس مازالت تعاني من أثارة المدمرة وانقسام ديني حاد، فنصف سكان البوسنة مسلمون (3,5 مليون) والثلث من الأورثوذكس (على نفس طقس الروم الأورثوذكس) و15% من السكان من الكروات وهم من الكاثوليك، وتركيا ترى أن البوسنة والهرسك وبلاد البلقان التي فيها عدد سكان مسلم كبير هو امتداد طبيعي لتركيا ويطمع أردوغان بإعادة أحياء الأمبراطورية العثمانية من جديد، والتي تهيمن على شرق البحر المتوسط، وواضح تمامًا فتركيا تلعب دورا الشرطيا في المنطقة في سوريا تارة ومع الأكراد تارة أخرى، تحارب داعش تارة ونشتري منهم البترول تارة أخرى، فتركيا تعمل على توسيع رقعة نفوذها ولا حدود لأطماع أوردغان.
على مصر أن تعي هذا الخطر العثماني فمصر وتركيا، وإن كانت لها تاريخ مشترك، إلا إن في فترات كثيرة كانت مصر وتركيا نِدان، ومع إعادة أحياء الدور التركي العثماني المفقود الحضور المصري الإيجابي مطلوب.