قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن صلاح حال المرء واستقامة أمره وسداد نهجه، وعلو كعبه، ورُقي شأنه، وطِيب حياته، وحُسن عاقبته، متوقِّفٌ على صلاح عضوٍ في جسده، مُرتهن بطهارته ونقائه، منبعث من صِحَّته وسلامته ذلك هو القلب.
وأوضح «الخياط» خلال إلقائه خطبة الجمعة بالمسجد الحرام ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبر عن عِظَم شأنه، وعُمق أثره، وقوَّة سلطانه، بقوله – صلى الله عليه وسلم -: «أَلَا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ؛ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ؛ فَسَدَ الَجسَدُ كُلُّه، أَلَا وَهِيَ الْقَلْب»، منوهًا بأن هذا الحديث هو دليلٌ بيِّنٌ على أنَّ صلاحَ القلب رأسُ كلِّ خيرٍ ينعَمُ به العبدُ، وأنَّ فسادَه رأسُ كلِّ شرٍّ يَبْأسُ ويشقى به.
وأضاف أنه حين يكونُ القلب سليمًا ليس فيه إلا محبَّةُ الله تعالى ومحبَّةُ ما يحبُّه الله، وخشيتُه – سبحانه وتعالى – وخشيةُ التردِّي فيما يُبغضه؛ فإنَّ حركات الجوارح كلَّها تصلح عندئذٍ، وينشأ عن ذلك في نفس صاحبها باعث يبعث على اجتناب المحظورات، والتَّجافي عن المحرَّمات، واتقاء الشُّبُهات؛ مخافةَ الوقوع في هذه المحرَّمات.