خمسيني العقل، عشريني القلب، ثلاثيني العمر، هكذا ربما يرى الرجل نفسه عند منتصف العمر، هكذا سيحاول ان يرى الأمور بشكل أعمق، ربما أصدق، ولكن هل النوايا الطيبة وحدها تصنع هذا النضج؟!
للإجابة عن هذا التساؤل يجب أن نعلم أنه لن تسكن الروح وتستكين إلا بعد أن تمر بالكثير من الآلام التي ربما ستكشف وجها آخر أكثر عمقا ونضجا وتفهما، والرجال ليست لديهم القدرة على تحمل آلام كبيرة كالنساء
هكذا هي الحياة إذًا لن تكون مثالية، ولكن نستطيع أن نجعلها تبدو كذلك وننعم بالحد الأدنى من السلام النفسي إذا فهمنا احتياجتنا جيدا، في الغالب تنضج المرأة فكريا وعقليا أسرع من الرجل، وعاطفيا أيضا بكل تأكيد، تعي ما تريد وتستطيع أن تتفهم احتياجاتها جيدا ولن تفقد البوصلة ببساطة حتى إذا تعرضت لصدمة كبيرة فوق الاحتمال أو سلسلة لا بأس بها من المشكلات والتفاصيل التي تجهز تماما مع الوقت على سلامها النفسي وإحساسها بالأمان.
الحب يشعر المرأة بالأمان، ولكن كيف الحال مع الرجل، وماذا يفعل الحب معه؟! المرأة تختلف كثيرا عن الرجل، في كتاب "الرجال من المريخ.. النساء من الزهرة" لدكتور جون جاري يقول: "الرجل عندما ينفتح قلبه، يشعر بثقة تامة في نفسه على أنه قادر على إحداث تغييرات جذرية، وحين يُعطى الفرصة ليثبت إمكانياته يعبر عن ذاته كأفضل ما تكون".
الحب يعطيه الشعور بالثقة أكثر من أي شيء، لذا نجد ربما من السهولة أن يحب الرجل أكثر من مرة، ولكن مع المرأة لا يحدث ذلك بسهولة.
"تريد المرأة غريزيا أن تساند الرجل بالأسلوب الذي تود أن يساندها به أن نيتها حسنة، ولكن النتيجة عكسية"، وذلك لأن الرجال يحفزون بصورة رئيسية بالاحتياج إليهم ولكن يطفأون بعدم الحاجة إليهم، لذا المرأة التي تعطي بلا حدود تحتاج إلى أن تدرك كيف ساهمت في مشكلتها!
الرجل سيبحث دائما عن تلك التي ستشعره بالاحتياج إليه، لن تبهره المرأة القوية التي تسانده دائما، ولن يلتفت إلى كل هذا القدر من العطاء، سوى ببعض الامتنان ولكن الشغف والحب، لن يكون إلى لتلك التي تشعره برجولته، لن ينضج الرجل عاطفيا إلا إذا تفهم جيدا احتياجاته، وتغلب على هذه الفرحة الطفولية التي تعتريه إذا استشعر إعجاب بعضهن به، لن ينضج الرجل عاطفيا إلا إذا مر بالتجارب التي تجعله يدرك من يكون وماذا يريد؟ وشغفه بتلك البدايات في قصص الحب السطحية التي تدفع الملل والرتابة بعيدا عن حياته ولكنها وقتية ولن تريح القلب أو تجعل الروح تستكين.