قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هيكل فى كتابه "مصر إلى أين": المؤسسة العسكرية بريئة من دم السادات .. ومبارك اختار أن ينحاز للغرب


يتابع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل طرح رؤيته حول الأحداث التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة، ويستعرض وجهة نظره فى ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ،من خلال كتابه الصادر عن دار الشروق بعنوان" مصر إلى أين .. ما بعد مبارك وزمانه".
وضم الكتاب حواره مع صحيفة المصرى اليوم قبل تنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى الحادى عشر من فبراير عام 2011 ، حيث استعرض الأجواء المحيطة بالحدث من الداخل والخارج ، من خلال رؤية تحليلية لما يحدث فى مصر، ونعيد تقديم ما طرحه"الأستاذ" حتى نتعرف على المشهد السياسي الجارى فى مصر الآن.
*يرى البعض أن الدفاع عن الرئيس مبارك الآن جزء من الدفاع عن شرعية المؤسسة العسكرية المصرية؟
- لا أعتقد ذلك، فالرئيس مبارك منذ ترك المؤسسة العسكرية وصار نائباً للرئيس السادات دخل فى النظام الحاكم فى ذلك الوقت وترك المؤسسة العسكرية.
وتابع: والدليل على ما أقول أنه لا يمكننى القول إن المؤسسة العسكرية هى من اغتالت الرئيس السادات، رغم أن ضباطاً بالقوات المسلحة هم من اغتالوه، ولذا لا أحد يقول إن المؤسسة هى من اغتالته فالمؤسسة بريئة من هذا تماماً، وهناك فارق بين المؤسسة وفرد المؤسسة.
والرئيس مبارك، حتى وقت قريب، كان رئيساً للدولة وكان موجوداً فى السلطة ولم يكن هناك أى تحد واضح لشرعيته، والمؤسسة العسكرية لها دورها الذى عليها القيام به، وهنا يتبادر السؤال: ما الفارق بين المؤسسة العسكرية والشرطة؟.
أقول لك إن المؤسسة العسكرية هى رمز لسيادة هذا الوطن، هى مؤسسة السيادة التى تحمى حدوده وتحمى الشرعية، أما البوليس فمهمته تنفيذ أوامر الحكم والسلطة القائمة، المؤسسة العسكرية مسؤولة بالدستور، والشرطة مسؤولة بالقانون، وهذا هو الفارق بين الاثنين.
وقال هيكل – فى كتابه – إن الجيش المصرى فى مفترق طرق فى هذه المرحلة وليس من حق أى من كان، أن يصدر للقوات المسلحة أوامر يكون فيها ولاؤها للبلد موضع شك، من الممكن أن تعلن حالة الطوارئ، وتشارك فى الحفاظ على منشآت البلد وثرواته، هذا دور مقبول للقوات المسلحة، ولكن ليس من مهام القوات المسلحة أن تقيم أو تسقط وزارة، ولا أن تقيم نظاماً أو تسقطه، فهذا ليس من مهامها.
وأضاف هى تحمى الشرعية الناشئة عن إرادة الشعب، والمشكلة الحادثة لديك اليوم أن هناك انفصالاً بين السلطة وإرادة الشعب، والسلطة حاولت استخدام أدواتها من خلال الدفع بقوات الشرطة لفرض وجهة نظرها، ولكن لم يفدها ذلك.
وأشار إلى أن النظام لجأ للقوة المسؤولة عن السيادة وعن رموزها وعن أمنها القومى، وتريد اليوم أن تقحمها فى قضية الأمن الداخلى، وهذا اختبار لا ينبغى لأى أحد أن يضع فيه الجيش، هناك فارق بين حماية وطن وقهر شعبه، والقوات المسلحة فى اعتقادى لن تقدم على قهر الشعب، والسبب ببساطة أنها لو قهرت الشعب ستفقد قاعدتها ومهمتها فى حماية الأمن القومى وهذا لا يمكن.
وفى يوم ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ذهب نجيب الهلالى إلى الملك فاروق الذى أخبره بأن الإنجليز يعدونه بمساعدته لو أراد البقاء فى حكم مصر، فقال له الهلالى: «مولاى الملك أرجوك ألا تستعين بقوات أجنبية ولا تأمر الجيش بالتصدى لأى أحد»، وهو ما حدث، ولم يطلق أحد طلقة رصاص باستثناء بعض قوات الحرس الملكى التى أطلقت رصاصة فى الهواء لإبراء ذمتها، وأنا أتوسل لمبارك ألا يضع جيشه فى مواجهة مع شعبه.
* بالمناسبة، ماذا تسمى ما نراه اليوم فى مصر من مظاهرات الشباب، ثورة أم انتفاضة؟
هى مقدمات ثورة أو هى حالة ثورية، نعم فنحن أمام حالة ثورية تتطور وبسرعة إلى ثورة كاملة، ولكنها ثورة تواجه مخاطر فى الداخل والخارج، وكل المجتمع المدنى والوطنى وكل المجتمع الموجود لابد أن يساعد لكى لا يحدث صدام، لا ينبغى تحت أى ظرف من الظروف أن يأمر أحد بأن يحدث صدام بين شعب وجيش.
وقال ما بين البوليس والشعب أستطيع تفهمه، لكن النظام وصل لحالة عليه ألا يضع فيها القوات المسلحة فى وضع اختبار لضميرها ومهمتها الأساسية أو لشرعية وجودها، هذا حرام، ومن الممكن أن نصل لوضع خطير جداً إذا سرنا فى هذا الطريق.
* قلت أمس إن النظام سقط، ماذا تعنى بالسقوط هنا؟
- النظام انتهى بكل المعايير وعندما تلجأ سلطة الحكم إلى طلب القوات المسلحة فهذا معناه أنها فى أزمة، وإذا أمرته بضرب الشعب فهذا يعنى أنها تعانى تقريباً حالة انتحار، لا أحد يقول لى شيئاً آخر.
* كيف تفسر الموقف الأمريكى والغربى؟
- لابد أن نسلم بمسألة مهمة هى أهمية مصر لمحيطها، قد نكون تخلينا عن القيادة السياسية للمنطقة، لكن تاريخياً وجغرافياً أنت قلب المنطقة التى توجد بها مصالح حيوية للعالم وأنت مؤثر فيها.
وتابع: انظر لأسعار البترول التى وصلت بعد تلك الحالة الثورية إلى ١٠٠ دولار، كل أسواق المنطقة تنهار والعالم كله مرتبك، لماذا؟ لأنك قلب المنطقة التى له فيها مصالح حيوية، الأمر الآخر أنك بخياراتك السياسية أدخلت الغرب طرفاً معك، وأنت من فعل ذلك وليس الغرب من فرضه عليك.
وأضاف : كنا نسير من قبل بسياسة مختلفة ولكن النظام الحالى اختار أن ينحاز للغرب، وتصور أن هناك نظاماً عالمياً جديداً، وأن أمريكا هى القوة والمستقبل فاختارها وجاء بها، هى لم تدخل عنوة ولا باختيار الشعب ولكن باختيار النظام ولذا أصبحوا طرفاً، أضف لهذا أن العالم متعولم ولا تستطيع أن تمنع قوة من أن تتدخل فى شؤونك، ولكن يظل حجم التدخل بحجم ما سمحت به أنت من البداية.
وقال: عندما شاهدت عناوين بعض الصحف منذ يومين تقول: «انتهى عهد الوصاية» تعجبت لأنك لا يمكن أن تنهى عهد الوصاية وأنت تقول إن عمادى فى الاقتصاد هو المعونة الأمريكية، فكيف تقول إن عهد الوصاية انتهى؟ المثل يقول: «إن من يحدد النغمة هو من يدفع أجر الزمار».