الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منظومة التعليم الفني


لم أكن على علم بأسباب فشل التعليم الفني وتضرر رجال الصناعة من عدم وجود عمالة مدربة، واحتياجهم لعدد كبير من العمالة وفِي نفس الوقت ما زلنا نعاني من مشكلة البطالة، حتى التقيت بالدكتور إبراهيم هلال في حديث عن مشاكل التعليم الفني بمصر.

صدمني الرد، لم أكن على دراية بما نعاني منه من سوء تنظيم أدى إلى فشل تلك المنظومة التعليمية الهامة، والتي نحتاج إليها لتنمية قطاع الصناعة بالكامل، لا يخفى على أحد أن الدول المتقدمة صناعيًا تعتمد في الأساس على طبقة العمالة المدربة، وتعتبر تلك الفئة أهم فئات الشعب ولولاها ما تقدمت تلك الدول، والأمثلة كثيرة ألمانيا والصين واليابان وغيرها.

المشكلة لا تكمن فقط في وزارة التربية والتعليم، المشكلة مشكلة جماعية تتحمل مسئولياتها العديد من الوزارات التي لديها مراكز للتدريب في العديد من المجالات، ولكن لا يتم استغلالها بالطريقة التي تضمن نجاح المنظومة التعليمية، والمفاجأة الكبرى أن لدينا أمثلة ناجحة للتعليم الفني ولكن لا يتم تعميمها حتى نطور من التعليم الفني ونصل إلى النتيجة المرجوة منه.

لم أكن على علم أن لدينا مدارس فنية يشترط لقبول الطالب بها أن يحصل على مجموع مرتفع في الشهادة الإعدادية، وهذا مؤشر يغير مفاهيم رسخت في الأذهان أن من يتجه إلى التعليم الفني هم الطلبة الضعاف في كلتا المرحلتين الابتدائية والإعدادية، المعلومات غائبة عن كثير منا، ربما لو تم تداولها في الإعلام والصحف وعمل حملات توعية لمزايا تلك المدارس وأهميتها في حياتنا، خصوصًا ونحن نحاول بكل الطرق الممكنة أن نصلح الاقتصاد المصري ونعمق الصناعة المصرية، لوصلنا للطريق إلى النجاح.

الغريب في الموضوع أنه رغم شدة احتياجنا للعمالة المدربة على مستوى عال من التدريب، وفِي شدة احتياجنا لإتمام عملية الإصلاح الاقتصادي على أكمل وجه، نجد الإهمال يحاوط المنظومة التعليمية الفنية، أعتقد من الأولى قبل اتخاذ خطوات جادة لتعميق الصناعة أن نهتم بالعاملين في تلك المنظومة وأن نصلح من التعليم الفني حتى نستطيع أن نغطي احتياجتنا من العمالة ونصل إلى النسبة المنشودة من تعميق الصناعة المصرية.

أشار الدكتور إبراهيم هلال إلى حل نستطيع به أن نحتوي تلك المشكلة، وذلك بإنشاء مركز إقليمي متخصص في التعليم الفني يعمل على التنسيق بين الوزارات المختلفة للنهوض بتلك المنظومة، لدينا بمصر عقول منظمة تستطيع الابتكار وتستطيع إيجاد حلول للعديد من المشكلات التي نعاني منها في كل المجالات، ولكن يتم الالتفات عنها دون التعمق في دراستها وتظل المشكلات كما هي قائمة وندور في دوائر مغلقة دون منفذ يغير الحال وينهض بمصر ويعيد إليها مكانتها التي تستحقها بين دول العالم.

العمل عبادة، إذا لم نهتم بكل ما ينهض بمجالات الأعمال المختلفة فنحن نقصر في حق أنفسنا وحق الوطن، ونقصر قبل هذا وذاك في إحدى العبادات التي أمرنا الله بها، وللأسف الشديد عمل بلا تعليم لا قيمة له، يجب أن يتعلم كل منا ما يحتاجه لأداء مهمته الموكل بها على هذه الأرض، ويجب أن ننتبه إلى طريق النجاح والابتعاد عن اتباع ما أثبت فشله على مر السنوات الماضية، فلننتبه جميعًا ونتقي الله في أنفسنا وفِي أعمالنا لعل الله يجازينا خير ويحفظ وطننا الحبيب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط