قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل تكون العاصمة الإدارية «أستانا» جديدة؟


عددٌ ليس بالقليل من دول العالم غيّرت عواصمها، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، اليابان ونيجيريا وباكستان والبرازيل وتركيا؛ لكن القليل منها من أسسّ لعاصمة وغيّر اسمها وبدّل حالها.

فإذا كانت عاصمة اليابان قد انتقلت من كيوتو إلى طوكيو وعاصمة نيجيريا من لاجوس إلى أبوجا وباكستان نقلت عاصمتها من كراتشي إلى إسلام أباد والبرازيل من ريودي جانيرو إلى برازيليا وتركيا من أسطنبول إلى أنقرة، فإن عاصمة كازاخستان أيضًا انتقلت من "ألماتي" إلى "أكمولا" والتي تغير اسمها إلى "أستانا" في 1997، وخلال عامين ستلحق بها مصر، بعدما تنتقل الحكومة ومجلس الشعب إلى العاصمة الإدارية الجديدة، التي نتمنى أن تكون "أستانا" جديدة.

تقع أستانا على نهر أشيم الذي يجري في السهول الشمالية الوسطى من كازاخستان. وتعود نشأتها للعام 1810م، وكانت قاعدة عسكرية للجيش الروسي، ثم ما لبثت أن ازدهرت و عرفت باسم أكمولنيسك.

وفي خمسينيات القرن العشرين عندما كانت كازاخستان إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق اختارت الحكومة المنطقة التي تقع فيها أكمولنيسك لإقامة مشروع الأراضي العذراء، وهو مشروع للتنمية الزراعية، وفي عام 1961م، أطلق على أكمولنيسك اسم تسلينوجراد الذي يعني مدينة الأراضي العذراء، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، أصبحت كازاخستان دولة مستقلة، واتحذت المدينة اسمها الكازاخي أكمولا، وفي عام 1997م، تم نقل عاصمة كازاخستان من الماتي إلى أكمولا التي صار اسمها عام 1997م "أستانا، وفي عام 1998م، أصبحت العاصمة الرسمية لكازاخستان.

ولدت فكرة العاصمة الجديدة في وجدان القائد الحالم بمستقبل أفضل لبلاده نورسلطان نزارباييف، قبل ما يربو على 20 عامًا. حلم بناء نموذجًا فريدًا يحمل عراقة الشرق وحداثة الغرب، تكون جسرًا واصلًا بين آسيا وأوروبا.. منارة تشع إشراقًا وتحضرًا ورفاهية وإبداعًا.

وهذا ما جعل القائد بحاجة لمهندس من نوع خاص، له بصمته في عالم الإبداع الهندسي، فوقع الاختيار على مصمم مشروع متحف فان جوخ في أمستردام، ومطار كوالالمبور الدولي بماليزيا، ومتحف الأثنولوجيا الوطني في أوساكا؛ إنه المهندس المعماري الياباني الشهير " المعروف كيشو كوروكاوا"، الذي تجمع تصميماته بين العراقة والحداثة في ثوب آسيوي خاص، وهو ما جسدته "أستانا" ومعالمها.

أصبحت "أستانا" كذلك ميدان اختبار لأفكار المهندس البريطاني البارز نورمان فوستر، الذي يعرف باسم سيد عمارة التكنولوجيا الفائقة، وهو الذي بنى جسر الألفية في لندن وأكبر مطار في العالم بالعاصمة الصينية بكين، ورمم البوندستاغ في برلين.. وفي أستانا صمم "فوستر" مبنى قصر السلام والوئام الذي يعتبر بيت الأديان الأكثر تفردًا في العالم.

كما صمم فريق المعماري البريطاني المركز الترفيهي الجديد للعاصمة الكازاخستانية.

وفي يوليو 1999م حصلت أستانا على جائزة اليونسكو كـ«مدينة العالم»، وفي عام 2003م ذكرت من قبل وكالة التصنيف الرائدة في العالم مووديز إينفيستورز سيرفيس، وأصبحت العاصمة الكازاخستانية الفتية جزءًا مهمًا من «العلامة المميزة لكازاخستان»، ومفخرة للبلد وشعبه ورئيسه.

كل هذا جعل "أستانا" تنافس بقوة طوكيو ونيويورك ودبي، من حيث ارتفاع مبانيها وحيوية العيش والاستثمار والاستمتاع فيها.

فهي تنمو باستمرار وتتحول شيئًا فشيئًا لتصبح المكان الأكثر جاذبية لجذب المواطنين الكازاخ والضيوف من خارج البلاد.

يقطن المدينة الحديثة الآن ما يقرب من مليون نسمة، وتعد حاليًا مركزًا وطنيًا للاقتصاد والسياسة والثقافة والسياحة.

وعن السياحة يمكننا الوقوف طويلًا حيث معالمها العصرية الكثيرة والتي منها برج من أكثر المعالم جذبًا للأنظار وهو برج بايتريك أو برج "البيطرق" Bayterek، وهو الأكثر شهرة في العاصمة لحجمه الكبير وموقعه المميز في وسط المدينة.. ويطلق عليه السكان المحليين اسم Chups Chupa، ويعد هذا البرج من أكثر المعالم جذبًا للسياحة، كما يمثل عند شعب كازاخستان رمز التحول والتغيير الذي تشهده العاصمة منذ عام 1997، وهو من تصميم المهندس المعماري نورمان فوستر أيضًا.. ويبلغ ارتفاعه 97 مترًا.

ومن بين المعالم أيضًا بالعاصمة الحديثة متحف كازاخستان الوطني ودار الأوبرا ومركز كازاميديا Kazamedia وخيمة "خان شاتر"، ومعرض إكسبو.

ليس هذا وحسب، فليل أستانا ينطق بالروعة كما بناياتها العصرية الشاهقة وأقبيتها المذهبة والملونة، والتي تنعكس إضاءاتها المختلفة على وجه نهر إشيم، فترسم لوحة ساحرة تجذب الأبصار والأفئدة.

هذا بالإضافة إلى مصابيح جسورها، وواجهات محالها وحاناتها ومطاعمها الفاخرة، التي تعكس تفاصيل أستانا المعاصرة كبلد متعدد الأعراق والأديان، فقد عاش هنا في كازاخستان ممثلو كل الأجناس والأعراق والأديان وعملوا معًا.

أستانا اليوم تعني المكان الأفضل لتنظيم المنتديات الضخمة، وكثيرًا ما استضافت منتديات قادة الأديان العالمية، وهذا ما أهلها في عام 2011 لتنظيم دورة الألعاب الآسيوية، وأصبحت مقرًا لكل من منظمة شنغهاي للتعاون والجمعية العالمية للكازاخيين.

أستانا اليوم اختصارًا باتت ترمومترًا معبرًا عن نمو وتطور كازاخستان بالكامل، وعنوانًا لواجهتها العصرية في القرن الحادي والعشرين.

فهل نرى بعد عامين إن شاء الله العاصمة الإدارية وقد باتت عنوانًا حقيقيًا لانتصار الدولة المصرية على الإرهاب والخيانة واليأس؟