الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسوأ ما في الأمة .. الأمية ..!!




من الأقوال المأثورة للساخر الأكبر الراحل جلال عامر ( أسوأ ما في الأمة هو الأمية ) وهي مقولة معجزة وموجزة تختصر كل أوجاع الأمة المصرية وألأمها وهي الأمية التي هي ظاهرة اجتماعية سلبية متفشية في مصر وفي معظم بلدان الوطن العربي و الدول النامية .. ويختلف مفهوم الأمية من دولة إلى أخرى ففي البلدان العربية مثلا نقصد بالأمية الإنسان الذي بلغ الثانية عشرة من عمره ولم يتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب أما في البلدان المتقدمة كاليابان فنقصد بالأمية الشخص الذي لم يصل إلى المستوى التعليمي الذي يجعله يفهم التعليمات الكتابية في المواضيع التقنية في عمله ومن أسباب انتشار ظاهرة الأمية في العالم العربي عوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية ومنها الزيادة السكانية الكبيرة والذي يصل إلى حد الانفجار السكاني مثلما هو الحال في مصر وانخفاض مستوى الدخل وهو ما يضطر الإباء إلى تسريب أبناءهم من التعليم للعمل من أجل مساعدتهم على المعيشة سواء في الزراعة أو غيرها من المهن ولذلك أتمنى أن تضع الدولة على رأس أولوياتها محو الأمية حتى لو تطلب الأمر أن يكون تحت إشراف هيئة الرقابة الإدارية لما عاهدناه منها من جدية ودأب ومتابعة لكافة المهام الموكلة إليهم مثلما فعلت في اكتشاف المواهب الشابة بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة وليتم تكليف هيئة الرقابة الإدارية بتولي مسؤولية الإشراف على جهاز تعليم الكبار أو محو الأمية ولنتخذ من تجارب الدول الأخرى نموذج نحتذي به ولسنا أقل من تونس أو ماليزيا فنسبة الأمية في تونس تراجعت نسبة الأمية إلى حدود 19 % من إجمالي السكان بعد أن كانت 27 % قبل عشر سنوات. وذكر تقرير رسمي بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية أن حوالي 552 ألف تونسي قد تخلصوا من الأمية المطلقة منذ عام 2000م بينهم 150 ألفا تتراوح أعمارهم بين 30 و59 عاما. وزاد العدد السنوي لمن تم محو أميتهم وفق التقرير من 10 آلاف قبل سنة 2000 إلى 75 ألفا عام 2009م وقاربت نسبة النساء 78 %... وكذلك الأمر في ماليزيا التي تقدمت ونهضت بالتعليم ولم يكن شعب ماليزيا متعلما بالكامل منذ البداية وكانت لديهم نسبة الأمية عالية جدا مثلما هو الحال لدينا الآن ولكنها حرصت على خفض نسبة الأمية إلى أقل من 10% من عدد السكان وبالفعل أصبحت واحدة من أضخم وأقوى الدول الأسيوية ده حصل بسبب اهتمام المجتمع والدولة بالتعليم وعملت الحكومة ومنظمات المجتمع المدني على تحويل الشعب الماليزي إلى شعب متعلم حتى يستطيع بناء وطنه ومخطئ كل من يعتقد أن ماليزيا قضت على الأمية بفضل جهود الدولة أو الحكومة أو الجهود الرسمية فقط خاصة في عهد مهاتير محمد .. هذا الإعتقاد غير صحيح لأن القضاء على الأمية في ماليزيا لم يكن لينجح بدون الجهود التي قام بها الشعب نفسه من طلبة ورجال أعمال وموظفين وجمعيات أهلية وخلافه وهو ما مكنهم من خفض نسبة الأمية في ماليزيا الى 6% في عام 2000 بعد أن كانت 47 % في سنة 1970 .. وهو ما يشبه الوضع لدينا حاليا.. ومن الدول التي نجحت في القضاء على الأمية أيضا كوبا والتي كانت نسبة الأمية فيها عالية جدا ولكنها مع ذلك استطاعت القضاء على الأمية في عام واحد وظروف كوبا لا تختلف كثيرا عن ظروفنا الاجتماعية والاقتصادية وكانت تحت الحصار الأمريكي لعشرات السنين ولكنها مع ذلك نجحت في عام واحد عن طريق المتطوعين من طلبة وموظفين وكافة طبقات المتعلمين في محو الأمية .. ياريت نبقى زيهم ونتعلم من تجاربهم مش عيب وياريت نصبح أفضل منهم ومن كل الدول المتقدمة المهم اننا نبدأ ومن خلال هذا المقال أوجه الدعوة الى من يهمه الأمر .. القضاء على الأمية هو بداية الحل لكل المشاكل ولتكن المبادرة من هيئة الرقابة الإدارية وتحت إشرافها حتى نتمكن من رسم صورة جديدة مشرقة لمصر المحروسة علينا أن نبدأ في محو الأمية ولتكن تحت شعار : مش عيب عليك وعليكي تكون دكتور ومهندس ومحامي ناجح وفيه جارك جنبك من لا يستطيع القراءة والكتابة .. ومافيش مستحيل ولنا في تونس وماليزيا وكوبا .. والله المستعان وكل عام وأنتم بخير ومصر بأمان واستقرار وأقل أمية ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط