الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محاربة الجزائر.. أم اتحاد العرب؟


هدد القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر أمس الأول، الجزائر الشقيق، بالدخول معها في حرب بسبب "استغلالها الأوضاع الأمنية في ليبيا" وتجاوز جنود جزائريين الحدود الليبية.

وأظهر مقطع فيديو نشرته قناة الجزيرة اللواء حفتر وسط مجموعة من مؤيديه وهو بصدد تهديد الجزائر وتأكيده على إمكانية نقل الحرب في لحظات إلى الحدود الجزائرية، مضيفًا أن السلطات الجزائرية اعتذرت عن التصرف "الفردي" للجنود الجزائريين، وتوعدت بإنهاء هذه الأزمة في غضون أسبوع واحد.

ووفقًا لموقع aljazair1، فإن تصريحات حفتر تشكل تحديا لجهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر بين فرقاء الأزمة الليبية التي طال أمدها، حيث سعت الجزائر منذ اندلاع الأزمة في ليبيا إلى بذل جهود لحلها، كما استقبلت العاصمة الجزائر وفودًا ليبية من جميع الأطراف للوصول إلى حل يرضي الجميع.. ولم يصدر لحد الساعة أي رد فعل رسمي من الجانب الجزائري.

في الحقيقة، تصريحات القائد حفتر ليست بالجديدة، فقد اتهم اللواء الليبي المتقاعد عام 2014 الجزائر ودولًا عربية "عدوة" بمحاولة السيطرة على ثروات بلاده.

هل وصل بنا الحال نحن العرب لأن نشكك في بعضنا وأن نعتبر البعض منًّا دولًا عربية "عدوة"؟

ألم يحن الوقت بعد لأن يتحد العرب بدلًا من أن يتناحروا مع بعضهم؟ ألم تحن لحظة الوحدة العربية بعد والتصدي للعدو الحقيقي بدلًا من محاربة أنفسنا؟ كم من الوقت مضى على صراعات العرب دون إيجاد حلول للم الشمل العربي بالرغم من وجود مظلة كبيرة تجمع العرب، الجامعة العربية؟

زعماء العرب والقادة مع الأسف أيديهم في أيادي الأعادي متحدة وملتصقة بالعدو، وكلما مضى الوقت ابتعدنا عن رمزنا وقوميتنا وهويتنا العربية التي أصبحت في مهب الريح!!!

من كل قلبي: أعتقد أنه آن الأوان لنقف وقفة جادة مع أنفسنا ونحاول استرجاع ما فاتنا واسترداد حقوقنا التي ذهبت سدى وراحت أدراج الرياح وامتلكها عدونا عنوة ومع الأسف، بإرادتنا وبموافقتنا فرَّطنا في عروبتنا.

أطالب القائد خليفة حفتر، الزعيم الليبي الرصين، من هذا المنبر، أن يحتضن الجزائر الشقيق ويتجاوز عن تصرفه، الذي باعترافه (الجزائر) غير مقصود، وتقدُّمه باعتذار يليق بمكانة ليبيا عما بَدَر من بعض جنوده.. واعتبار الجزائر أنه تصرفًا فرديًا.. فلنهدأ جميعًا ونتروى ونلتمس العذر لبعضنا ونحترم جهود الوساطة حتى لا نفسح المجال للعدو أو (القوات الأجنبية) للعب أدوار غير مرغوب بها في المنطقة (كحماية الأراضي الليبية مثلًا) وهو ما سيعود بالخراب على ليبيا وجاراتها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط