الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المجتمع المصري وتطور الذات


دائما أفكر فى مستقبل دولة بمرحلة البناء , فأنجذب ناحية أشياء وأنفر من أشياء أخرى , لدرجة أن تفكيرى المحدود أصبح عبارة عن إبحار فى عالم المجهول نحو المجهول , وأصبحت الأشياء ضبابية الرؤية لمجرد أن تطور الذات الذى يغلب على تفكيرى ما زال يقف " محلك سر" , وإن كانت الدولة والقائمون عليها يسعون الى الوصول الى بر الأمان , فالجميع يقف خلفها من أجل الدعم والبناء , ولكن الأهم فى الموضوع أن الأشخاص العاديين لم يطوروا من ذاتهم بل أعلنوا العصيان على التطور الثقافى والاجتماعى والسياسى والفنى , وأى تطور مرتبط بأى مجال , ولهذا نجد الصراع الدائم والمستمر , ما بين القديم والحديث , ما بين الواقع والخيال , ما بين الصواب والخطأ , ما بين اليسر والتشدد , ما بين الدين والإرهاب , وسيظل هذا الصراع الأبدى مستمرا طالما أن الثقافة العامة تقف "محلك سر".

ولذلك سأتحدث اليوم عن نقطة غائبة عن وزارة الثقافة المعنية بنشر الثقافة العامة مع باقى الجهات الرسمية وغير الرسمية , هذه النقطة , تتمثل فى إهمال القرى من الناحية الثقافية , فأغلب القرى وإن كان بها مبدعون أكثر من المدينة إلا أن هذا الإبداع يموت فى صاحبه عند نقطة تحول لا إرادى بسبب ظروف الحياة والإهمال , ويموت الفنان بداخل الفنان ليتحول إلى شخص روتينى أو يتحول الى أقصى الشرود فى الفكر والإبداع , وأظن أن كثيرا من الإرهابيين والمتشددين والمأجورين والتابعين للخطأ عموما , كانوا أصحاب فكر ولكن لم يتم استغلال أفكارهم وتطويرها بإيجابية لبناء النفس والدولة , فكانوا فريسة سهلة لأصحاب المصالح فى الداخل والخارج , حتى يتم استغلالهم ضد الدولة , وبالتالى يجب أن يتم قتل الأفكار القديمة البالية المتشددة التى عفا عليها الزمن والمرتبطة بأفكار دينية وسياسية , لم يكن لها تأثير سوى تأثير سلبى على الحياة العامة والخاصة .

كما يجب تبديل الأفكار المتشددة والخاطئة بالواقع الحقيقى وبالأفكار الإيجابية التى تدعم الدولة ومؤسساتها , كل هذا من أجل الارتقاء بالدولة المصرية فى ظل وجود قيادة سياسية حكيمة رفعت الشأن وطورت الحياة وتسعى بشكل مستمر ودؤوب للبناء , لجعل مصر دولة عظمى لها كيانها العظيم , وهى عظيمة بالفعل .

لذلك يجب أن تتوجه وزارة الثقافة الى كل قرى مصر بلا استثناء , لإنقاذها من الخرافات التى تتطور وتتكاثر فى ظل وجود الجهل غير المبرر والمصطنع , بفضل العزلة عن العالم الحقيقى الذى يمتلك الإمكانيات المحسود عليها, فالكثير من أبناء القرى يحلم , وقد يموت الحلم , بسبب عدم وجود الحافز أو عدم وجود من يسحب صاحب الحُلم من العتمة الى النور , وخاصة أننى أظن أن الحُلم بالمستقبل وأخذ الفرصة وتطوير الذات وإن كانت فى أعماق الأدغال حق لكل شخص , وخاصة أن الحلم هو منبع الإبداع فى أى مجال , فالحلم يجعل الواقع ملىء بالأشياء الجميلة التى لم نكن نظن أنها ستصبح يوما ما جزءا منا ومن حياتنا .

يا سادة ... القرى لا تستحق الإهمال الثقافى فأكثر المبدعين والفنانين ورجال الدين وأصحاب الرؤى الثاقبة والعلماء , معظمهم خرجوا من القرى ولكن وجدوا الفرصة لتطوير ذاتهم وطموحاتهم وتحقيق أحلامهم التى تخدم الوطن وترتقى به , لذلك فالجميع عليه مسئولية تحويل القرى المصرية الى مدن مصغرة تمتلك الإمكانيات الثقافية من المكتبات والمسارح ودور السينما والمعلمين غير التقليديين فى المدارس , والذين لديهم القدرة على بناء شخص نافع لديه الكثير ليعطيه لوطنه وأبنائه , لذلك فتطور الذات فى المجتمع المصرى ضرورة يجب عدم التنازل عنها ويجب التكاتف من أجلها حتى ولو كلفنا الكثير , لأن مكسبه أكثر .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط