الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السر الباتع فى ساعة ايلى كوهين وساعة الخاشقجى !



غريبة ان لا يتم كتابة الجزء الثانى من المقال حول ساعة ايلى كوهين، إلا بعد أن ثار الجدل حول ساعة " آى وتش " التى كان يرتديها الصحفى السعودى الاخوانى جمال خاشقجى ويبدو ان مثل هذه " الساعات " علاقات مشتركة لعمل اجهزة استخباراتية وان "سرها باتع"!
فإذا كانت " كلاب بوتين " تمثل احد أدواته الاستخباراتية بعد أن فقد الثقة الكاملة فى " بعض البشر " حتى ان صديقى رجل الأعمال المصري محمد فودة الذي كان يملك كلبا نفس فصيلة احد كلاب بوتين وهو للحق صاحب فكرة المقال حول كلاب بوتين غير ان يوسى كوهين رئيس الموساد الاسرائيلى ( الرئيس الثانى عشر منذ تأسيس الجهاز عام 1957) كان سعيدا وهو يزف بشرى عملية موسادية ناجحة فى تحديد مكان الساعة التى كان ايلى كوهين الجاسوس الاسرائيلي فى سوريا حتى يوم القبض عليه واعادة " ساعة ايلى " لإسرائيل وسط تبريكات السيد نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى واعتبرها " عملية شجاعة وناجحة " باعتبار ان الساعة على حد قول رئيس الموساد " تمثل جزءا من صورة عملية ايلى كوهين وجزءا من هويته العربية المزيفة "!
فقد كان كامل امين ثابت المسلم حافظ القرآن الكريم ماهو سوى الجاسوس الإسرائيلى ايلى كوهين .
فهو من مواليد الاسكندرية فى 26 ديسمبر 1924 حمل اسم " الياهو بن شاؤول كوهين لأسرة هاجرت إلى مصر من حلب السورية الغريب أنه درس الهندسة بجامعة القاهرة غير انه لم يكمل تعليمه وبالطبع انضم وعمره يناهز العشرين عاما للحركة الصهيونية وبشبكة تجسس إسرائيلية بمصر تحت رئاسة ابراهام دار المعروف بجون دارلينج وبعد حرب السويس 1957 هاجر نهائيا من مصر وعمل فور وصوله إلى إسرائيل فى ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم التحق بالموساد والغريب ان كلمة موساد اختصار لعبارة موساد لعالياه بت اى منظمة " الهجرة غير الشرعية " فهم اول من ابتدعوا الهجرة الغير شرعية فى العالم !
الغريب ان كامل امين ثابت او ايلى كوهين استطاع كرجل اعمال مزيف قادم من الارجنتين بناء علاقات متينه مع القيادات النخبوية فى السياسة السورية لدرجة انه سعى لترشيح نفسه رئيسا للحزب الحاكم لكن المخابرات المصرية كانت راصدة و" عين الصقر المصرى " وهو احد ضباط المخابرات المصرى ضمن المحيطين بامين حافظ وكان بصحبته هذا الجاسوس الاسرائيلى خلال تفقده مواقع عسكرية وهنا خضع لمراقبة المخابرات السورية وقد اعدم شنقا وسط دهشة الجميع فى ساحة المرجة فى دمشق 18 مايو عام 1965 ربما لم يكشف رئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق ايهود باراك الذى يصدر كتاب بالانجليزية فى الولايات المتحدة يحمل عنوان " بلادى حياتى : القتل من اجل اسرائيل " يكشف فيه عن عمليات تجسس واغتيالات سرية تم تنفيذها بايدى جنود الكوماندوز والتى قادها ضمن نشاطه العسكرى فى دول عربية عدة مثل مصر وسوريا ولبنان وكشف كيف تسلل الى الاراضى السورية مشيا على الاقدام فى اغسطس 1963 عندما تلقى امرا بالتخطيط لتسلل مجموعة من خمسة جنود الى مرتفعات الجولان بالطبع ( بمساعدة كبيرهم كامل امين ثابت او ايلى كوهين ) من اجل ربط جهاز تنصت بخط اتصالات الجيش الاسرائيلى ( ومن هنا تأتى اهمية ساعة ايلى كوهين ) وبفضل نشاط ( كامل امين ثابت او ايلى كوهين ) استولى الجيش الاسرائيلى على مرتفعات الجولان فى حرب الايام الست خلال 36 ساعة !
حتى ان اسرائيل وقياداتها اشادوا بما وصفوه العملية الشجاعة لمقاتلى الموساد (ملحوظة مهمة : الموساد مؤسسة مدنية ولايحظى منتسبوا الموساد برتب عسكرية مثلما يخطئ اعلامنا رغم ان اغلبهم ضباط سابقون حتى ان اليهودى الذى يعيش خارج اسرائيل ويخدمها فهو مصنف ضمن المنتمين للموساد تحت اسم سيانيم فى حين العميل الميدانى فهو كاستا !!) وقال نتنياهو انها عملية شجاعة هدفها الوحيد ان يعيدوا الى اسرائيل تذكارا من مقاتل عظيم ( كامل امين ثابت او ايلى كوهين ) اسهم بشكل كبير فى امن الدولة !
واذا كانت اسرائيل الان تبحث عن كيفية استعادة جثمانه باى ثمن فان ساعته حظيت بالاهتمام الاكبر وهو ما شغل تفكيرى حينما كشفت اجهزة استخباراتية عبر وسائل اعلام ان الصحافى الاخوانى السعودى جمال خاشقجى عندما دخل الى سفارة بلاده فى اسطنبول ليحصل على وثيقة " نكاح " مثلما ردد صديقه ياسين اقطاى وهو صحافى تركى يعمل مستشارا للرئيس التركى رجب طيب اردوغان وهو احد الغاز اختفاؤه حين تخبط فى حواره مع قناة روسيا اليوم والمحاور يسأله عن خطيبة خاشقجى اللغز الاخر خديجة جنكيز التى تحولت الى كاتبة مقال فى الواشنطن بوست التى كان يكتب بها خاشقجى عمود ثابت وهى التى تقود حملة اختفاؤه حينما استغاثت الست خديجة بترامب وزوجته ميلانيا لانقاذ " حبيبها المغدور " التى اكدت انه " مازال على قيد الحياة "رغم سيناريوهات الدبح والتقطيع والقتل مثلما نشرت النيويورك تايمز والتى شبهت العملية بفيلم جريمة امريكى شهير اسمه بالب فيكشن اى الخيال الرخيص !
المهم ان ساعة "اى وتش " جمال الخاشقجى ترسل رسائل شفرية الى اجهزة اتصالات مربوطة عليها والسيد خاشقجى ليس مثلما قال السيد بييرهاسكى رئيس جمعية مراسلون بلاحدود بباريس الذى انتفض غضبا على الصحافى السعودى الاخوانى المختفى منذ 2 اكتوبر الماضى بحجة مثلما قال ان كتاباته تكشف قضايا حساسه تمس بعض الساسة فى بلدانهم ولا تصب فى مصلحة سياسات حكومات هذه البلدان ( ياعينى يامدلع ! ) وهو بالطبع يغمز بعينيه قاصدا السعودية وتحديدا الامير محمد بن سلمان لكن خاشقجى الذى كان مدلل لدى النظام السياسى السعودى لم يكن صحافيا كباقى الصحافيين الذين يبحثون عن الحرية والديمقراطية وغير ذلك انما كانت الصحافة غطاء لمهماته الاستخباراتية ومنها عندما التقى اسامة بن لادن وقربه من الامير تركى الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية وصاحب الفضل الكبير عليه وحين عين سفيرا لبلاده فى لندن وواشنطن كان بصحبته وهو من ساعده فى الحصول على الاقامة بالولايات المتحدة وايضا ساعده فى رئاسة تحرير جريدة الوطن السعودية التى يملكها الامير خالد الفيصل حتى ان الوليد بن طلال قام بتعيينه مديرا عاما مشرفا على اطلاق فضائية " العرب " التى لم تر النور اذا فخاشقجى لاعب استخباراتى بدرجة صحافى ولاعب سياسى بدرجة كادر بجماعة الاخوان بتنظيمها العالمى وهو مطلوب من اجهزة استخباراتية عديدة غير ان خبر اختفاؤه مثير للكثير من علامات الاستفهام حول من " يولولن " عنه حتى ان نائب شرطة دبى الفريق ضاحى خلفان اعلن عن استعداد الامارات تقديم العون فى كشف مصيره ومن يقف وراء اختطافه مرجحا وجوده فى قطر !
وقال " ابحثوا عمن اختطفه حارج القنصلية كما ان كل اخوانجى عربى عنده مال فى تركيا عرضة للاختطاف ! "
اقول هذا بعد ان نظمت شبكة الجزيرة القطرية " مناحة تضامنية " مع خاشقجى فى الوقت الذى عينت فيه السلطات التركية مدعيا عاما جمهوريا ونائب مدع عام لاتخاذ الاجراءت القضائية الازمة لكن لاشئ حدث !
لكن يبقى " السر الباتع " فى الساعة خاصة وان اجهزة الاستخبارات تقوم بعملياتها لصالحها اوتعمل بالوكالة لصالح دول اخرى فهى تعمل " بالنفس الطويل " تلك السياسة التى يتبعها الموساد الاسرائيلى حين عثروا على ساعة ايلى كوهين بعد عشرات السنوات وهو ماحدث ايضا عند اقتناص ادولف ايخمان الالمانى النازى الوحيد الذى نجا من محاكمات نورمبرج المعروفة التى خصصت لمحاكمة النازيين من مجرمى الحرب وافران الغاز ضد اليهود والذى يوصف بالوحش حيث كان ملاذه الهروب الى الارجنتين وهى ملاذ النازيين كما تردد وجاءت التعليمات لرافائيل ايتان بتنفيذ العملية اخذا بالثأر الغريب ان ايخمان كان يعيش باحدى الضواحى الارستقراطية لمدينة بوينس ايرس تحت اسم ريكاردو كليمانت وقرر أيسرهاريل رئيس الموساد فى ذلك الوقت تشكيل الفرقة الخاصة وهى تضم 11 رجلا وامرأة بقيلدة ايتان وكانت التعليمات : لاتقتلوه وان تتم العملية دون علم السلطات الارجنتينية !
تم استئجار طائرة بريطانية لشركة العال الاسرائيلية لتصعد عليها فرقة الموساد باعتبارهم وفد اسرائيلى للمشاركة فى الاحتفال بالذكرى المائة والخمسين لاستقلال الارجنتين وقد تم تجهيز زنزانة فى مؤخرة الطائرة لوضع ايخمان كان ذلك فى مايو 1960 وفى بيونيس ايرس استأجروا 7 شقق رفضوا بالطبع الاقامة بالفنادق و15 سيارة وكانت التعليمات ان يتم الخطف فى فترة زمنية لاتتحاوز 12 ثانية وعند زاوية شارع جاريبالدى وفى الثامنة و5 دقائق مساء بعد المتابعة والرصد قبلها بالطبع امسك احد رجال الموساد برقبة ايخمان ودفع به داخل السيارة فى عملية خطف لم تتجاوز الدقائق الخمس !
وقاموا بتخديره وادخاله الطائرة دون ان ينتبه احد بعد تزوير تقرير طبى ان احد افراد الوفد اصيب بوعكة صحية تستلزم سفره للعلاج !
ومثلما هلل نتنياهو لساعة ايلى كوهين هلل بن جوريون بنجاح العملية مع طرقعة كاسات الويسكى والشمبانيا!
الغريب فى الامر عند محاكمة ايخمان طلب السماح له باعتناق اليهودية وان يقف امام ممثلى الصحافة العالمية ليؤكد هذا وكانت المفاجأة حينما قال : اردت اعتناق اليهودية ليس حبا فيها ولا فى اسرائيل وانما اردت بذلك ان اهتف لنفسى ان كلبا يهوديا قد اعدم ليدرك من سبقوه من الكلاب ! انكم اكثر خبثا وقذارة مثل الكلاب !
وقد قال عند اعدامه لايتان عند زيارته له : سيأتى دورك ايها اليهودى ! ولهذا تم بناء فرن خاص من اجل حرق جثة ايخمان والقى رماده فى البحر !
ربما يكون هذا سيناريو فجرته ساعة ايلى كوهين لمعرفة ماذا حدث لخاشقجى رغم ساعته اى وتش التى ربما كشفت او فضحت نواياه ويبقى الاختفاء لغزا هل تكشفه ساعتة الاى وتش ربما يكون سرها باتع هذه المرة ايضا !

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط