الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة عبد العاطي صائد الدبابات !


لقد حاربنا ونحارب من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام.. وهو السلام القائم على العدل.. فالسلام لا يفرض.. وسلام الأمر الواقع لا يدوم ولا يقوم.. إننا لم نحارب لكي نعتدي على أرض غيرنا بل لنحرر أرضنا المحتلة ولاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.. لسنا مغامري حرب.. وإنما نحن طلاب سلام".. هكذا قال الرئيس الراحل أنور السادات وهو يطلق دباباته لعبور قناة السويس في حرب استرداد الأرض.

كلمات الرئيس السادات ستظل في أسماعنا من خلال تسجيلاته على الانترنت، لنسمعها وتسمعها الأجيال المتعاقبة مع كل مناسبة ذكرى لحرب أكتوبر المجيدة.

حرب أكتوبر حملت بين طياتها العديد من القصص لأبطال سطَّروا أسماءهم بحروف من نور في تاريخ مصر، منهم الرقيب أول محمد عبد العاطي، الملقب بـ "صائد الدبابات"، حيث استطاع أن يدمر بمفرده 23 دبابة خلال الحرب، وحصل بهذا على وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية.

ولد عبد العاطي في 15 ديسمبر عام 1950 بقرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، التحق عام 1961 بكلية الزراعة، وعمل مهندسًا زراعيًّا في منيا القمح، وله 3 أولاد وبنت، وسمى ابنه الأول وسام اعتزازًا بوسام نجمة سيناء الذي حصل عليه قبل مولده بعامين.

بدأت القصة عندما انضم عبد العاطي، لسلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى المدفعية، ليتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات، وتحديدًا الصاروخ “فهد” الذي كان أحدث الصواريخ المضادة للدبابات التي انضمت للجيش المصري وقتها، حيث يصل مداه إلى 3 كيلومترات، وكانت له قوة تدميرية هائلة.

"محمد عبد العاطي شرف" الملقب بصائد الدبابات في حرب أكتوبر 73، التحق بالقوات المسلحة في نوفمبر 1969، بعد إنهاء دراساته في كلية الزراعة جامعة القاهرة، وفي فترة تجنيده كانت مصر تمر بلحظات حرجة وتتأهب لدخول الحرب، والقوات المسلحة تقوم بالتعبئة العامة حينها.

في اليوم الأول لحرب أكتوبر كان الرقيب عبد العاطي، على موعد مع بداية تحقيقه للقب لن يتكرر بسهولة، فقد عبر مع الجنود القناة للضفة الشرقية، وكان عبد العاطي هو أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابي لخط بارليف.

وقتها استطاع اللواء 112 مشاة، الذي ضم بين صفوفه عبد العاطي، أن يحتل أكبر مساحة من الأرض داخل سيناء، وأن يصل إلى الطريق الأسفلتي العرضي من القنطرة إلى عيون موسى، بمحاذاة القناة بعمق 70 كيلومترًا، وفي اليوم الثاني صمد اللواء أمام الهجمات الإسرائيلية.

وفي اليوم الثالث 8 أكتوبر كان عبد العاطي على موعد مع المجد، حيث قام بإطلاق أول صاروخ والتحكم فيه بدقة شديدة؛ حتى لا يصطدم بالجبل، ونجح في إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله بيومي قائد الطاقم المجاور صاروخًا، فأصاب الدبابة المجاورة لها، وتابع هو وزميله بيومي، حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة ورصيد بيومي 7 دبابات في نصف ساعة.

ومع تلك الخسائر الضخمة، قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب، واحتلت القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبة، وبعدها اختار العميد عادل يسري، عبد العاطي، ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، التي تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها، ليأتي اليوم الرابع 9 أكتوبر وفيه هاجم قوة إسرائيلية مدرعة على الطريق الأسفلتي الأوسط، مكونة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات، ليبدأ بإصابة المجنزرة، ويدمرها بمن فيها، ثم أول دبابة، وأخذ يصطاد الواحدة تلو الأخرى.

وفي اليوم الخامس10 أكتوبر استطاع البطل، تدمير 3 دبابات، ثم دبابة أخرى يوم 15 أكتوبر، ودبابتين وعربة مجنزرة يوم 18 أكتوبر، ليصبح رصيده 23 دبابة و3 مجنزرات.

بعد الحرب تم تكريمه بوسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية، وسجل اسمه في الموسوعات الحربية كأشهر صائد للدبابات، وتوفي في 24 رمضان 1422هـ 9 ديسمبر 2001م.

وسجل عبد العاطي اسمه كأشهر صائد دبابات في العالم كمقاتل عنيد شجاع أذاق العدو مرارة الهزيمة، وتوفي في ديسمبر 2001.

من كل قلبي: تحية إعزاز وفخر وحب وتقدير لرجالات القوات المسلحة بكل ما تحمله المعاني من كلمات، الذين أفنوا حياتهم، لتتخضب بدمائهم رمال سيناء الحبيبة.

#تحيا_جمهورية_مصر_العربية

#تحيا_مصر
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط