الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من يصلي معنا في الوادي المُقدس طوى؟


منذ أيام أنعقد ملتقى سانت كاترين للسلام العالمي، في مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، تحت عنوان "هنا نصلى معا" بحضور دولي كبير وبمشاركة عدد كبير من الوزراء و30 سفيرا للدول العربية والأجنبية.

والملتقى في دورته الرابعة رسالة قوية للعالم من مصر بأن رسالة السلام هي من ثوابت الدولة المصرية في إطار ترسيخ العيش الإنساني المشترك بين البشر جميعا واحترام آدمية الإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو عرقه أو لغته.

وسانت كاترين تعتبر رمزا لتسامح الأديان وفيها تعانق المسجد والدير عبر القرون والعصور في تسامح إنساني نادر، ومنها ومن ملتقى السلام خرجت رسالة سلام للعالم كله بأن مصر بلد سلام وداعية للسلام وبأن السلام نعمة والحرب نقمة وبديل رديء عن الانتصار في الحياة والعدل أقل تكلفة من الظلم، والإرهاب لا دين له ولا وطن ويلتهم صاحبه ومن صنعه ومن دعمه ومن يموله ومن يحتضنه ومن يؤويه.

وانعقاد الملتقى في سانت كاترين وبحضور عدد كبير من الضيوف الأجانب والعرب في حد ذاته دليل ثقة وبرهان على الأمن والاستقرار، ويعتبر دعوة للعالم الخارجي والسائحين بالمجيء إلى مصر وجنوب سيناء وسانت كاترين التي أتمنى أن تتم إضافتها إلى الحج المسيحي الذي باركه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان واعتماده مسار ورحلة العائلة المقدسة إلى مصر ضمن الحج الكاثوليكي، والذي يفوق عدد من يؤديه أكثر من 3 مليارات مسيحي كاثوليكي حول العالم، وهو ما يجعل من السياحة الدينية رافدا مهما للقطاع السياحة في مصر، والذي عانى من سنين عجاف أضرت بقطاع السياحة وملايين العاملين فيه، وأتمنى من أجهزة الدولة ومن وزارة السياحة ألا تضيع هذه الفرصة الكبيرة والاستفادة منها من خلال تأهيل أماكن الواقعة على مسار العائلة المقدسة خلال لجوئها لمصر فرارا من الظلم والطغيان.

وها هو ملتقى سانت كاترين للسلام خرج من المحلية إلى العالمية، وأكد أهمية تحقيق السلام الاجتماعي، وأكد على دور الدولة الوطنية، فالوطن للجميع وحذر من خطر الإرهاب على الدول والأفراد وطالب بموقف دولي موحد لمواجهة الإرهاب بجميع أنواعه.

وفي ختام الملتقى تم إصدار ميثاقه وبيانه الختامي من دير سانت كاترين ومن جبل موسى، حيث كلم موسى ربه وناداه ومن الوادي المقدس طوى، حيث خلع موسى نعليه وناجى ربه وطلب منه أن يراه ورفقا به تجلى الله سبحانه وتعالى للجبل ويعتبر الوادي المقدس طوي من الوديان المذكورة في جميع الديانات السماوية، فقد مر بيه العديد من أنبياء الله تعالى فورد ذكره مرات عديدة في القرآن الكريم، وفي الإنجيل، وفي التوراة، فهو مكان مُبارك وعظيم، وتلقى سيدنا موسى فيه الوصايا العشر، وبالتحديد في جزيرة سيناء ويُعتبر أعلى قمة جبلية في مصر، ويُحاط الوادي بسلاسل جبلية من كل ناحية، وفي أسفل الوادي توجد كنيسة العذراء، ويتكون الوادي المقدس من مجموعة من القمم الجبلية وللوادي المقدس طوي أهمية دينية، ومُقدسة جدًا لدى جميع الأديان السماوية، ويُستدل على هذه المكانة من خلال قصة سيدنا موسى عليه السلام التي وردت في العديد من الآيات في القرآن الكريم.

تم إطلاق ميثاق سانت كاترين للسلام العالمي والذي جاء فيه: أن السلام العادل يقتضي احترام آدمية الإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو عرقه أو لغته، وعدم التدخل في شئون الآخرين، وحق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بسلام على أرضها والتأكيد على أهمية السلام الاجتماعي القائم على مبدأ المواطنة المتكافئة، وإعلاء شأن الدولة الوطنية بعيدًا عن العصبيات العرقية أو الدينية أو المذهبية الخاطئة المدمرة، فهل يستمع العالم لنداء.. تعالوا.. هنا لنصلي معا.. أتمنى وأتمنى أن نتمكن من الاستعداد للسياحة الدينية ولملايين الحجاج من المسيحيين الكاثوليك وبكل من يأتي ليصلي معنا.. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط