السلطان برقوق هو أول سلطان من المماليك البرجية ، تولى الحكم
في الفترة من (1382 – 1399)، وتميز عهده بالاحتفال بالمولد النبوي بشكل يليق بالمناسبة
الجليلة.

اسمه الكامل برقوق بن أنس بن عبد الله الشركسي وقد سمي"برقوق"
لنتوء في عينيه ويصفه صاحب (شذرات الذهب) بأنه كان أعظم ملوك الشراكسة بلا منازع
، بل المتعصب يقول أنه أعظم ملوك الترك قاطبة.

وعن احتفالاته بالمولد النبوي فيروى السخاوى” ما شهده فى
عهد الظاهر برقوق، عندما حضر الاحتفال الرسمى بالقلعة، فيقول “فرأيت ما هالني، وأظن
ما أنفق فى تلك الليلة على القراء الحاضرين وغيرهم نحو عشرة آلاف مثقال من الذهب العين،
ما بين خلع ومطعوم ومشروب وغير ذلك، بحيث لم ينزل واحد منهم إلا بنحو عشرين خلعة من
السلطان والأمراء”.

وأقام برقوق جسراً على النيل بين جزيرة أروى ( الزمالك ) وجزيرة الروضة من طرفها البحري ، هذا الجسر الذي عجز عن إقامته كثير من السلاطين السابقين وعهد السلطان برقوق لإقامة هذا الجسر إلى الأمير جركس الخليلي أحد قواده المخلصين ، وأنشأ أيضاً جسراً على ضفة نهر الأردن بالغور بطول مائة وعشرون ذراعاً بعرض عشرين ذراعاً.
وأصلح خزائن السلاح بثغر الإسكندرية وسور مدينة دمنهور ليقيها
من هجمات البدو، وعمر الجبال الشرقية بالفيوم بالناس ليقيها من هجمات البدو ، عمّر
زاوية البرزخ بدمياط، أنشأ قناة العروب بالقدس، بنى بركة بطريق الحجاز إلى الحج، جدد
القناة التي تحمل ماء النيل إلى قلعة الجبل وأصلح الميدان تحت القلعة وزرعها.