الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد عمران يكتب : إسرائيل بالعربية

صدى البلد

لاحظت منذ فترة صفحات الكيان الصهيوني على وسائل التواصل الاجتماعي. والمتابع لمثل هذه الصفحات يرى شيئا واحدا هو تصدير مشهد أن إسرائيل دولة نموذجية فى كل شيء.. في السياسة، الاقتصاد، الاعلام، يضاف الى ذلك ايضا انها تنشر السلام فى العالم وبصفة خاصة مع الجيران العرب الذين هم اكثر عدائية للشعب الاسرائيلى.  

ولا تستغرب ان وجدت الكثير من التعليقات المشجعة من شباب ينتمون لدول عربية وهذا يجعلنا نقف على شيء مهم وهو من نحن وماذا يصنع بنا فنحن لا نرى مواطنا اسرائيليا يشتم الحكومة أو يلعن دولته او يشكك فى قدرات جيشه ولا تجد مواطنا اسرائيليا  يصدر مشاهد لدولته عن انها اكثر تخلفا ولا تجد معارضا للنظام يتهم بالخيانة بل تجد نفسك كمواطن عربى جزءا من لعبة تدار عن طريق عدوك.

لنتحدث مثلا عن الوضع السياسى و المعارضة فى اسرائيل وهى بقيادة رئيس حزب المعسكر الصهيونى يتسحاق هرتسوج والذى دائما ما يتهم حكومة بنيامين نتنياهو انه وحكومته فى طريقه للانهيار والذى طالبه كثيرا بالتنحى وانتقد اساليب بنيامين نتنياهو القمعية للاحزاب فى اسرائيل،  لكن للاسف لن تجد قناة مثل الجزيرة او برنامجا  سواء داخل إسرائيل او خارجها يناقش مشاكل المعارضة فى اسرائيل أو ان تدافع أمريكا عن الحريات فى اسرائيل.

ولو تحدثنا مثلا عن الاقتصاد فى اسرائيل ولك ان تعلم عزيزى القارئ ان الاقتصاد الاسرائيلى قائم على التكامل بين السياسة والاقتصاد بحيث لا يضع اى منهما قيودا على الاخر بل يقوم بتكملته وتطويره ودعمه، السياسة تذلل العقبات امام الاقتصاد والاقتصاد يعمل على تهيئة البيئة الملائمة لرفع سقف الاهداف السياسية لصالح التوسع الاستيطاني نعم هذا هو الاقتصاد الاسرائيلى ولن تجد مواطنا إسرائيليا ينتقد تدخل الجيش والشرطة فى الاقتصاد او يسخر من ذلك.. هذا هو الاقتصاد الاسرائيلى فى صورة مبسطة.

ولنتحدث عن الاعلام فى اسرائيل ونقسمه الى اعلام داخل اسرائيل وخارجها فالاعلام داخل اسرائيل عليه قيود فى تناول الاخبار والموضوعات التى تهدد الشأن الداخلى الاسرائيلى اما خارجيا فإن اسرائيل تسعى للسيطرة على المنطقة العربية وبالتالى فانها تستدرج المواطن العربى لمشاهدة قنواتها والايمان بأن اسرائيل هى ارض الاحلام وذلك يستهدف البنية الفكرية للمواطن العربى لبث الفتنة فى الشعوب العربية وأنظمتها .

وفى الختام هذه لمحة مبسطة لما يحاك لنا ونحن مجرد أدوات فى تحقيق التدمير الذاتى لبلادنا العربية.