الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلام الناس


أحداث مثيرة تداولتها الصحف العالمية بموت الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، وملابسات عملية القتل، البعض يشير إلى قتله داخل السفارة السعودية بتركيا، والبعض لمّح لاختفائه دون القتل وغيرها من الآراء المتباينة،، وفِي النهاية لا يعلم حقيقة الأمر من بعد المولي عز وجل إلا القليل من البشر.

قضية أخرى اهتمت بها الصحافة المصرية في الفترة الأخيرة، وهي ما حدث مع المطربة آمال ماهر، من منعها وأعمالها من الظهور الإعلامي، القرار الذي أثار تساؤلات الكثير من المصريين، ثم ظهور بعض الرسائل من بعض الأشخاص على وسائل التواصل اللجتماعي تلمح إلى اختفاء آمال ماهر، وعلاقة تركي آل شيخ بتلك القضية.

والحقيقة لست أحاول تسليط الضوء على تلك القضايا، أو الخوض في تفاصيلها، ولكن ما اندهشت له ردود الأفعال للعديد من المصريين من تلك القضايا، والتعليقات التي أجدها في غير محلها، ومن تلك التعليقات ما صدر عن بعض زملاء المهنة على سبيل المثال في الصحافة وتعليق البعض على مقتل خاشقجي، بأن آراءه لم تكن نبيلة وأنهم لم يتفقوا معه أثناء مسيرته في عالم الصحافة، وكأنهم يحملون مشاعر الفرحة في التخلص منه.

والبعض الآخر تناول ما ورد عن احتمالية اختفاء آمال ماهر بنوع من السخرية ويكأنهم يقولون، واحنا مالنا، بالطبع تلك القضايا قد تكون محط أنظار البعض، وبعيدة كل البعد عن اهتمامات البعض الآخر، ولكن تبقى هنا الكلمة الطيبة، قد أختلف أو أتفق مع الأحداث، تلك طبيعة البشر، لكن تبقي القضية ذات أهمية بالغة وتثير غضب الجميع، كيف يذهب أي مواطن إلى سفارته في إحدى الدول ويدخل لإنهاء بعض الأوراق فتكون النتيجة الموت؟

من المفروض عالميًا أن المناطق الدبلوماسية تتمتع بقدر عال من الأمان والسلامة، وهي رمز لدولتها الأم، فلا يعقل أن يتوقع أحد أن تتم بداخلها مذبحة بالمناشير، فمهما اختلفنا على شخصية القتيل، يجب أن نناقش الموضوع من منطلق الأمن والسلامة، في التعاملات داخل المنشآت الخدمية أيًا كانت انتماءاتها .

والحديث هنا عن شخصية القتيل أو وجهة نظره السياسية والاتفاق أو الاختلاف معه ليس له محل من الإعراب، كذلك الوضع في غموض وضع المطربة آمال ماهر، مِن مَنْع أعمالها من الظهور إعلاميا، للتلميح إلى اختفائها، مع الأخذ في الاعتبار عدم ظهورها في أي وسيلة من وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي لتنفي التلميح عن اختفائها، أمر يدعو للتساؤل، ولا يتعلق الأمر هنا باتفاقنا أو اختلافنا مع آمال ماهر أو ما يدور حول علاقة تركي آل شيخ بما حدث معها في الآونة الأخيرة.

الأمر يتعلق أولًا وأخيرًا بأهمية سلامة المواطن أيا كانت جنسيته وأيًا كان عمله وتوجهاته السياسية أو علاقاته الشخصية التي قد تؤثر على حياته، إذا كان لدى البعض تحفظات على أشخاص كُتِبَ لهم أن يكونوا محط أنظار الجميع، أو حتى أشخاص عادية غير معروفة إعلاميا، وتعرضوا لمواقف مريبة، لا نرضى جميعًا أن نتعرض لها، فلنتراحم فيما بيننا، ولنقل خيرًا أو لنصمت، حتى يظهر الله حقيقة الأمور.

كل منا مُعَرض لمواقف أو أحداث قد تخرج عن المألوف، نحتاج وقتها للدعم النفسي ليس دعمًا لأشخاص إنما شجبًا لما حدث لهم من ظلم أو تعد، وليرحم الله الجميع، وهو الحق علاّم الغيوب، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، إذا لم تستطع أن تتعاطف مع القضايا العامة والتي تثير غضب الكثير من البشر، فأكرمهم بسكوتك، فلا أحد يعلم ما تخفيه له الأيام من مواقف وحكايات.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط