الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وبدأ المهرجان


بدأ بالأمس الخميس 1 نوفمبر مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته السابعة والعشرين بدار الأوبرا المصرية، وظهرت مصر كعادتها رائدة للفن والموسيقى والغناء في العالم العربي، من خلال حفل الافتتاح الرائع الذي تم انتقاء فقراته بعناية فائقة، حيث اتسم بالأصالة والمعاصرة والتنوع أيضا، وتألق كل من محمد الحلو ومحمد ثروت وإيمان عبد الغني والعديد من الفنانين في صورة مبهجة تؤكد للعالم أجمع أن مصر ستظل راعية الفنون، وتحمل هذه الدورة اسم المطربة الكبيرة (شادية) وتستعرض تاريخها ومشوارها الفني الكبير، كما تم تكريم العديد من رواد الموسيقى العربية ليس في مصر فحسب بل والرواد العرب أيضا المعاصرين منهم والراحلين.

ويستمر المهرجان الفني الكبير لمدة عشرة أيام من 1 إلى 11 نوفمبر 2018، وتكون جميع حفلاته على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

ويصاحب هذا المهرجان سنويا (مؤتمر الموسيقى العربية) الذي حرصت الرائدة الراحلة "رتيبة الحفني" على استمراره سنويا، وتواصل السيدة "جيهان مرسي" حاليا إقامة هذا المؤتمر بالاستعانة بلجنة علمية على قدر كبير من العلم والفن برئاسة الزميلة الأستاذة الدكتورة "رشا طموم" وعضوية زملائي الأعزاء "أ.د. زين نصار" "أ.د. شيرين عبد اللطيف بدر" و"أ.د. نجلاء الجبالي" و"أ.د. أحمد يوسف" وغيرهم من أهل الخبرة في مجال البحث العلمي الموسيقي، وكل ذلك تحت رعاية وزيرة الثقافة الفنانة "إيناس عبد الدايم".

وقد كانت بداية مشاركتي في هذا المؤتمر منذ عام 2010 بدعوة كريمة من رئيس المؤتمر الرائدة "رتيبة الحفني"، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أحرص على الحضور والمشاركة في هذا المؤتمر العلمي السنوي رفيع المستوى.

وهنا أجد أنه من واجبي إلقاء الضوء على بداية هذا المؤتمر العلمي الدوري حيث كان المؤتمر الأول للموسيقى العربية فيعام 1932 بالقاهرة لتدارس الموسيقى العربية وكان تحت رعاية "الملك فؤاد "ملك مصر آنذاك، وانعقد المؤتمر بمعهد الموسيقى العربية والموجود حاليا باسم مسرح محمد عبد الوهاب بالأسعاف - شارع رمسيس - القاهرة. 

عُقد المؤتمر بعد تأسيس معهد الموسيقى العربية تحت رعاية الملك فؤاد الأولعام 1929، وضم المؤتمر موسيقيين من مصر والشام وتركيا وبعض المندوبين الأوروبيين، وقام بالدعوة إلى المؤتمر عام 1932 الفنان محمد أحمد الحفني تحت الرعاية الملكية، وكان الحفني قد أتم دراسته للموسيقى في ألمانيا.

وكانت الدعوة إلى المؤتمر بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي والغنائي، خصوصا بعد وفاة أعلامه الكبار "يوسف المنيلاوي"عام 1911 و"سيد درويش"عام 1923.

وكانت أهم المحاور التي تم بحثها في هذا المؤتمر هو "السلم الموسيقي العربي" وعلاقته بالسلالم الغربية، والمقامات، والإيقاع، كذلك تم تقديم محاضرات عن طُرق تدريس الموسيقى وتاريخ الموسيقى.

كما اهتم المشاركون في المؤتمر باختيار الأعمال الموسيقية المصرية والعربية التي يجب الحفاظ عليها كتراث يحفظ للأجيال القادمة.

كما تم مناقشة تطور الموسيقى العربية على يد "سيد درويش"الذي طور التختالشرقي وصولا إلى الأوركستر وبدأ تأليف الأوبريتات.

واهتم المشاركون من محبي الموسيقى الغربيةو محبي الموسيقى المصرية القديمة بضرورة وضع منهجية لتحليل موسيقانا العربية بالطرق العلمية.

والجدير بالذكر أن هذا المؤتمر الأول لم يهتم بالغناء الشعبي، على عكس بعض المندوبين الأوروبيين الذين حضروا المؤتمر ونصحوا بالاهتمام بالطابع الشعبي في الموسيقى والغناء، ونحن اليوم ننتظر توصيات المؤتمر العلمي السابع والعشرين.... دُمتم بخير وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط