قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد أغنية العسيلي.. ذكريات لن تنساها في بيت جدتك.. كحك ورز وملوخية .. والصبح طعمية


"فتحت عنيا لقيت ناس ولمة وبيت .. ويوم الجمعة مليان بعيلة بتملي المكان" .. يوم الجمعة هو يوم التجمع المقدس لدى العائلات المصرية في بيت الجدة وأحيانًا يكون الخميس، رائحة الطعام الشهي الذي لن تتركك جدتك إلا "لما تمسح الطبق" وإلا ستكون من وجهة نظرها الولد غير المطيع وستنهال على مسامعك جمل تشبه "انت خاسس ليه كدة" .. "انت مابتحبش أكلي".

أحيت أغنية الفنان محمود العسيلي «بيت جدتي» الذكريات داخل نفوس محبيه ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، فغرد البعض بذكريات خرجت من الأعماق تعبق برائحة ذاك المنزل القديم الذي كلما كبرنا يحن بداخلنا الطفل الصغير إليه. تقول وسام مغردة "افتكرت زمان وقت العصر واحنا بنعمل شاي وعصير، وتيتا تمسك فينا ع الأكل حتى لو لسة متغديين .. طب كلو فاكهة أو حلويات .. لازم نمشي من عند تيتا مقلبظين".

لطالما نسيت نفسك في الشارع أو "بير السلم" وأنت تلعب مع أقربائك أو أصدقائك "صيادين السمك" و"فتحي يا وردة"، فيأتي صوت من بعيد لينبهك بأن معدتك "تقرقر من الجوع" .. هل يمكن أن تنسى "المحشي" أبدًا؟، الوجبة الأساسية التي تحترفها الجدة والتي لن تستطيع والدتك أو زوجتك تقديمها إليك بنفس النكهة، فتلك الأصابع السحرية "تتلف في حرير".

"في الدنيا دي لما جيت واخدوني وروحنا هناك .. عشت فيه كان ليا سبوع حلقات وبرجلات .. شايف كل حياتي فيه حاجات جاية وذكريات .. وأول مرة فيها صليت وهنا كتابي أتكتب .. بيت جدتي الكبير" .. إذا لم يُحتفل بـ"سبوعك" في منزل جدتك فأنت لم تولد .. تلك الاحتفالات، الأغنيات الشهيرة و"رش الملح"، ولا يمكن أن ننسى البخور و"اسمع كلام ماما وماتسمعش كلام تيتا أم بابا" .. أجواء مبهجة تشبه العيد يشهدها ذاك المنزل القاطن في قلب كل مصري، وتتوارثها الأجيال جيل من بعد جيل ويصبح الطفل الصغير يومًا ما جدًا أو جدة، فننقل إلى أحفادنا نفس المشاعر علهم يشتهوا ربتة كتف منا أو وجبة لذيذة "في عز الجوع".

يشرق الصباح على صوت "الديك" الذي تربيه جدتك أو صوت «المنشاوي» في الراديو الذي اعتادت سماعه يوميًا كأنه يمثل "فجر يوم جديد"، تقتحم أنفك رائحة "الطعمية" الساخنة وقد خرجت لتوها من الزيت على "القرطاس" مباشرة، تقطن جنبًا إلى جنب مع "الفول المحوج" والباذنجان المقلي، طقوس قد تجعلك ترتجف شوقًا بمجرد مرورها على خاطرك، أو بمجرد مرورك من أمام محل الفول والطعمية.

البعض لم تعد جدته موجودة اليوم لتطفئ نار حنينه لمثل تلك اللحظات، لذا فإذا كنت تنعم بها في حياتك فـ"أشبع" ممن تحمل تراب الجنان بين أصابع قدميها ..وقد عبر المغردون باضطراب مشاعرهم أثناء سماع أغنية والحنين إلى تلك الأيام التي تمنى الكثيرين أن ترجع، ولكن لم تكن هينة على من فقدوا جداتهم وكتبوا بحزن وشوق "الأغنية خليتني أتمنى تيتا ترجع لو يوم واحد وسطينا تاني".

"صواني بالكحك مملية .. فطار العيد ريحة الطعمية .. والجمعة رز عليه ملوخية" .. من يستطيع أن ينسى السهر حتى الصباح بعيون لامعة تنظر إلى الجدة وهي تقوم بـ"عجن" الفطير وتسويته داخل الفرن، ونحن ننتظر بلهفة أول قضمة من تلك الكعكات السحرية التي ربما لازال مذاقها يجري على لسانك كلما تذكرتها .. رائحة "الطعمية" والأكلات الشهية .. "حكاوي زمان" والحواديت .. لقد كان العسيلي موفقًا في اختيار تلك الزاوية داخل نفوس المصريين ولكنه كان موفقًا أكثر عندما قرر إطلاق الأغنية في يوم "الجمعة" لإضفاء آخر لمسة حنين.