الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مايوه رانيا يوسف


أعتقد أنني معروفة من خلال كتاباتي بأنني لا أتدخل في القضايا الشخصية لأي فنان أو مواطن، فلكل حريته الشخصية ما دامت لا تمس الآخرين، ولكن ما بَدَرَ من الفنانة رانيا يوسف، هو الذي فَتَح باب السجال، لأن رانيا هنا لم تكن بمفردها أو تقضي عطلة مع أسرتها، تتطلب بعض الخصوصية أو يحلو لها ما تأكل وترتدي، فالوضع مختلف لأنه أساء لجمهورها بل ولقيم وثوابت المجتمع المصري، فقد ظهرت بفستان أشبة بالمايوه، يتم ارتداؤه على الشاطئ، بينما كانت تستعرض به في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الـ40 أمام عدسات المصورين.

لكنني لا ألوم على رانيا وحدها، فمن المفروض أن يُسأل القائمون على المهرجان أيضًا، عن إجازة ارتداء مثل هذا الفستان، لأنهم بالتأكيد أو من المفترض أن يراقبوا مثل هذه الأشياء الصغيرة، خاصة إذا كان الفنانون يمثلون مصر أمام جمع دولي وفي حضور عربي، والحرص على تقديم ما يليق بثوابت المجتمع.

ورغم إيماننا بحرية الفنان الشخصية، إلا أننا نهيب بإدراك مسؤوليته تجاه جماهير تقدر فنه، ومن ثم على نقابة المهن التمثيلية بالتنسيق مع الإدارة العليا للمهرجانات واتحاد النقابات الفنية، أن تقوم بالتحقيق مع من تراه تجاوز في حق المجتمع، ويتم محاسبته حتى لا يتم التهاون في مثل هذه الأمور.

ما قامت به الفنانة المصرية هو تجاوز في حق جمهورها والمجتمع بأسره، ضاربة بهذا الفستان، الذي هو أشبه بالمايوه، عرض الحائط بكل قيمنا وموروثنا، فنحن لسنا هوليوود، كما لا تصح المقارنة أو حتى التشبه بمن هم على السجادة الحمراء هناك، لأنهم أُناس لا يمتون لعاداتنا وتقاليدنا في شيء.. وبالرغم من العولمة التي قاربت معظم شعوب العالم، إلا أنه لكل مجتمع قيمه وخصائصه التي يفضل أن يتمسك بها، ومثلما نرفض أشكال التطرف في الملبس، كالنقاب الساتر للجسم كله، نرفض العري والإثارة للغرائز الجنسية من خلال التعري، فلا هذا مقبول أو ذاك مقبول.. ولا يوجد أجمل من الوسطية والاعتدال في كل شيء.

ولأننا مهتمون بالشأن الثقافي والفني لبلادنا، فأزعجنا كثيرًا ما لاحظناه خلال حفلي افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ويعتبر من أهم الفعاليات الدولية التي تمس صورة الفن المصري والعربي أمام العالم، ولاحظنا في مهرجانات مؤخرًا، المظهر الذي تبدو عليه بعض ضيفات المهرجانات والذي لا يتوافق مع تقاليد المجتمع وقيمة وطبائعه الأخلاقية، الأمر الذي يسيء لدور المهرجان ونقابة المهن التمثيلية، المسئولة عن سلوك أعضائها، فلابد من وقفة ومراجعة للسلوكيات والتصرفات خاصة لمن يقودون المجتمع ويتشبه بهم.

من كل قلبي: كلمة أخيرة، لمن هم غاضبون من مواجهة الفنانة بفعلتها ويرونه أمر جديد، ويطالبون المجتمع بالتطور والتقدم والحريات، فالحرية هي حرية الفكر والعقل وليست التحرر في الملبس، يمكننا أن نرتدي ما يحلو لنا، دون أن نخدش به حياء الآخرين، في ستينيات القرن الماضي النساء بمن فيهن والدتي ووالدات الأخريات، كن يرتدين القصير والملابس عارية الأكتاف، وكن يحافظن على القيم دون ابتذال، فكان الحياء وسيظل سمة المرأة المصرية.. وإلا إلى أين نحن ذاهبون؟!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط