EN
جاء قرار الفنانة وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم بإقامة حفل جوائز الدولة فى مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، يعتبر بمثابة إعادة تصحيح خطأ كبير كان يتم في حق المبدعين، حيث كان استلام الجوائز وشهادات التقدير والميداليات عبر سنوات طويلة يتم خلف أبواب المكاتب المغلقة، لا احتفال ولا إعلام، ولا يخفى على أحد أن التكريم لا يقتصر على مجرد منح قيمة الجائزة أو تسليم الدروع ، فهناك تكريم وإجلال للمبدعين لا يقل أهمية عن ذلك، وهو الاحتفال بهم والعرفان لهم على مرأى ومسمع من العالم كله.
هذا ما فعلته عبد الدايم اليوم، بحسها الفنى، كمبدعة وفنانة، قبل أن تكون مسئولة ووزيرة.
وهذه أحد ميزات أن يكون المسئول عن حقبة وزارة الثقافة مبدعا وفنانا، مثقفا ومدركا لقيمة الفن والإبداع كقيمة حقيقية وقوة ناعمة للوطن.
أيضا حرص الدولة على الاحتفاء بالمبدعين، يؤكد على إدراك القيادة السياسية لدورهم المهم في بناء الإنسان، وسعيها نحو استعادة الريادة الثقافية، وبث روح الإجلال والعرفان لكبار مبدعينا، وبث روح الأمل لشباب المبدعين في مستقبل أفضل.
فإن وضع الثقافة فى مجتمع من المجتمعات لا ينفصل عن سياسة التنمية، والاهتمام الإبداع يعتبر استثمارًا أساسيًا في مستقبل الشعوب.
وإن التنمية والتقدم لا يتحققان مع النمو الاقتصادي وحده، بل إن الاقتصاد ذاته يعتبر وسيلة لصنع حياة فكرية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالًا.
وبالتالي لا يمكن أبدا بحال فصل التنمية عن الثقافة والفن والإبداع.
وبناء على ذلك أطالب سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى حضور حفل جوائز الدولة فى السنوات المقبلة ، فذلك سيكون تكريما فى حد ذاته ليس للحاصلين على جوائز الدولة فقط ، بل تكريم للفن والثقافة والفكر والإبداع، بل أراه حقيقة تكريم واعتراف بقيمة الإنسان.
