قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تفاصيل لم ترو من قبل.. حكاية معركة المزرعة الصينية من واقع حرب أكتوبر

0|ميس رضا

وقعت معركة المزرعة الصينية يوم ١٥ أكتوبر ١٩٧٣ في الضفة الشرقية لقناة السويس وما زالت تحوى الكثير من الغموض والتفاصيل التي لم تُرو بعد، حيث خططت تل أبيب لاختراق القوات المصرية عبر المنطقة الواقعة بين الجيش الثانى والجيش الثالث الميدانيين في تلك المنطقة، لفتح مساحة تكفى لتجميع جسور عائمة لعبور القناة، وبعد ذلك تتحرك الفرقة ١٤٣ المدرعة الإسرائيلية لقطع خطوط الإمدادات للجيش الثالث المصرى.



سر التسمية؟

يرجع سبب تسمية المعركة بالمزرعة الصينية إلى أن المنطقة كانت في مزارع تجارب يابانية في سيناء، لكن الجنود الإسرائيليون عندما وجدوا أدوات ومعدات مكتوبا عليها باللغة اليابانية ظنوا أنها صينية ومن هنا أتى الاسم، وتمت المعركة بين لواء مشاة ميكانيكى للجيش المصرى وفرقتين مدرعتين مع كتيبة مظلات للجيش الإسرائيلى، وأبرز قادة المعركة من مصر سعد الدين الشاذلي وسعد مأمون وعبد المنعم واصل وعبد الحميد عبد السميع، ومن إسرائيل حاييم بارليف وإراهام آدان وأرئيل شارون وعوزى يائيرى وإسحاق موردخاى.

بدأت مهام الكتيبة يوم ‏6‏ أكتوبر بعبور المانع المائى لقناة السويس فى نصف ساعة فقط‏،‏ وكان المفترض أن تعبره فى ساعة‏،‏ ثم بدأت الكتيبة فى التقدم باتجاه الشرق وحققت مهامها الأولية باستيلائها على رؤوس الكبارى الأولى وصد وتدمير الهجمات المضادة التى وجهت إليها.

كانت حصيلة ذلك تدمير 5‏ دبابات من قوات العدو‏، وعزل النقطة القوية بالدفرسوار وحصارها‏،‏ ثم قامت الكتيبة بتطوير الهجوم فى اتجاه الشرق وتحقيق مهمة احتلال رأس الكوبرى النهائى،‏ مع الاستمرار فى صد وتدمير الهجمات المضادة للعدو‏.‏ أما أهم المعارك التى خاضتها هذه الكتيبة فكانت معركة المزرعة الصينية، ومنطقة المزرعة الصينية يرجع تاريخها إلى عام ‏67‏، حيث تم استصلاح هذه الأرض لزراعتها وتم إنشاء بعض المنازل بها وشقت الترع وقسمت الأحواض لزراعتها‏، وكان يطلق عليها أيضًا قرية الجلاء‏.‏


بدأت المعركة فى هذه المنطقة عندما استنفد العدو الإسرائيلى جميع محاولاتهللقيام بالهجمات والضربات المضادة ضد رؤوس الكبارى، فبدأ تفكيره يتجه إلىضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتى تنجح القوات الإسرائيلية فى تحقيقاختراق تنفذ منه إلىغرب القناة‏،‏ وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسى لها فى اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثانى الميدانى فى قطاع الفرقة ‏16‏ مشاة وبالتحديد فى اتجاه محور الطاسة والدفرسوار‏، وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هى هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة فى اتجاه قناة السويس على هذا المحور‏.‏

خلال هذه الفترة ركزت القوات الإسرائيلية كل وسائل النيران من قوات جوية وصاروخية ومدفعية باتجاه تلك المنطقة‏،‏ وكان الهدف من الضرب وخاصة فى مقر تمركز الكتيبة ‏18‏ هو تدمير الكتيبة أو زحزحتها عن هذا المكان باتجاه الشمال‏ بأى وسيلة.‏

بدأت معركة المزرعة الصينية يوم ‏15‏ أكتوبر حيث قام العدو بهجوم مركز بالطيران طوال النهار على جميع الخنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقا ومركزًا‏، كما سلطت المدفعية بعيدة المدى نيرانها بشراسة طوال ساعات سطوع الشمس، واستمر هذا الهجوم حتى الغروب، ومع ذلك لم يصب خلال هذا الضرب سوى ‏3‏ جنود فقط‏،‏ وكان ذلك بسبب خطة التمويه والخداع التى اتبعتها الكتيبة‏، وقبل أى ضربة جوية كانت تحلق طائرات لتصوير الكتيبة‏، وبعد التصوير مباشرة كانت تنقل الكتيبة بالكامل لمكان آخر فيتم ضرب مواقع غير دقيقة‏.‏


فى الساعة الثامنة إلا الربع مساء نفس اليوم وصل إلى أسماع الكتيبةأصوات جنازير الدبابات بأعداد كبيرة قادمة من اتجاه الطاسة، وبعدها بربع ساعة قام العدو بهجوم شامل مركز على الجانب الأيمن للكتيبةمستخدمًا‏ 3‏ لواءات مدرعة بقوة ‏280‏ دبابة ولواء من المظلات ميكانيكى عنطريق ‏3‏ محاور مكونة من فرقة أدان القائد الإسرائيلى من ‏300‏ دبابة وفرقةمانجن القائد الإسرائيلي 200‏ دبابة ولواء مشاة ميكانيكى، وتم دعمهم حتىيتم السيطرة‏.

وعزز لواء ريشيف القائد الثالث بكتيبة مدرعة وكتيبة مشاةميكانيكى وكتيبة مشاة ميكانيكى مستقلة‏،‏ وأصبحت بذلك قيادة ريشيف ‏4‏كتائب مدرعة وكتيبة استطلاع مدرعة و‏3‏ كتائب مشاه ميكانيكى وأصبحت تشكلنصف قوة شارون‏،ومع كل هذا الحشد من القوات قام العدو بالهجوم وتم الاشتباك معه بواسطةالدبابات المخندقة والأسلحة المضادة للدبابات وتم تحريك باقي سريةالدبابات فى هذا الاتجاه‏، وقد أدت هذه السرية مهمتها بنجاح باهر،‏ حيثدمرت‏ 12‏ دبابة ولم تصب أى من دباباتنا بسوء‏، وتم اختيار مجموعة قنص منالسرايا وبلغت ‏15‏ دبابة وتم دفع أول مجموعة وضابط استطلاع وضباطالسرايا‏،‏ ثم دفعت الفصيلة الخاصة ومعها الأفراد حاملى الآر‏. ‏بى‏. ‏جىإلى الجانب الأيمن وقامت بالاشتباك مع العدو حتى احتدمت المعركة وقلبت إلىقتال متلاحم فى صورة حرب عصابات طوال الليل حتى الساعة السادسة صباح اليومالتالى، وقد تم تدمير‏60‏ دبابة فى هذا الاتجاه‏.‏

وفى الساعة الواحدة من صباح يوم ‏16‏ أكتوبر، قام العدو بالهجوم فى مواجهةالكتيبة ‏18‏ مشاة، وأمكن صد هذا الهجوم بعد تدمير ‏10‏ دبابات و‏4‏ عرباتنصف مجنزرة‏،‏ ثم امتد الهجوم علي الكتيبة‏ 16‏ الجار الأيسر للكتيبة ‏18‏مشاه، وكانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى،وكانت قوة الهجوم عليه منلواء مظلى ومعه لواء مدرع وكتيبة‏.

ونتيجة لقرار قائد الكتيبة تم حبسالنيران لأطول فترة ممكنة وبإشارة ضوئية منه تم فتح نيران جميع أسلحةالكتيبة ‏16‏ مشاة ضد هذه القوات المتقدمة واستمرت المعركة لمدة ساعتينونصف الساعة حتى أول ضوء‏،وجاءت الساعات الأولى من الصباح مكسوة بالضباب، مما ساعد القوات الإسرائيلية على سحب خسائرها من القتلى والجرحى‏، ولكنهالم تستطع سحب دباباتها وعرباتها المدرعة المدمرة والتى ظلت أعمدة الدخان تنبعث منها طوال اليومين التاليين‏.‏

وقد وصف الخبراء هذه المعركة بأن قالوا إن الكتيبة ‏16‏ مشاة والكتيبة ‏18‏ مشاة تحملت عبء أكبر معركة فى حرب أكتوبر،‏ إن لم تكن أكبر معركة فى التاريخ الحديث من حيث حجم المدرعات المشتركة بها‏،‏ كما كان لهذه المعركةأكبر الأثر فى نصر أكتوبر المجيد وإعطاء العدو الإسرائيلى درسًا لم ولنينساه.