٦٠ عاما من الشقاء على الطريق الزراعى.. المعاش حلم ناهد الأخير.. فيديو

هنا على الطريق بين سيارات النقل الثقيل والملاكي، تفترش "ناهد" منتصف الرصيف بمقودها الصغير والكنكة وإناء قديم من الألومنيوم، وبضعة أكواب، أدوات عفا عليها الزمن ولكن هما الحاضر والمستقبل للعجوز وزوجها.
تنظر السيدة الستينية يمينًا ويسارًا لعل سيارة تقف وتشتري منها كوبا من الشاي وعلبة بسكويت تسد جوعه خلال رحلته، بينما يضلل عليها زوجها ليحميها من أشعة الشمس الدافئة "أنا ببيع شاي وبسكوت وممكن مناديل على حسب".
5 أعوام حفظ فيها السائقون وجهها الذي حفره الهم بنجاح "بقالي 5 سنين هنا بين العربيات المسافرين والسواقين، لدرجة إنهم عرفوني أنا والحاج"، هذا ما روته لـ"صدى البلد".
تبدأ مهام عملها من بعد الفجر، فمع أولى ساعات النهار تلملم الأكواب ومقودها والإناء العميق وتضعها بـ"التروسيكل" متجهة بها إلى نقطة تمركزها اليومية دون تغيير "باجي من الساعة 6 الصبح وامشي على المغرب".
"هنا أكل عيشنا" ترص الأكواب وتحاوط النيران بعلبة من الصفيح، دقائق وتتخذ من الرصيف مقعدًا لها منتظرة الفرج الذي يأتي لها على هيئة مشترٍ يدفع 3 جنيهات ويحصل منها على كوب شاي أو عبوة بسكوت.
تغلي المياه وتغلي "ناهد" على نيران الفقر والحاجة، فـ 60 جنيها حصيلة يومية من أكواب الشاي لن تكفي احتياجاتها هي وزوجها المسن "ربنا بيرزقنا ولاد الحلال بيعطفوا علينا".
تلخصت أحلام "ناهد" الأم لـ 5 أبناء عتقها زواجهما من مصاريف لا تقوى عليها "عندي 5 ولاد متجوزين، ارتاحت من همهم، وبنشتغل أنا والحاج عشان مش هنقول لحد فيهم هات جنيه كل واحد عنده التزامات، كل اللي نفسي فيه معاش شهري أعيش بيه وادفع منه الأقساط والإيجار"، نزلت دموعها تؤكد على حاجتها لهذا المطلب البسيط لتعيدها مرة أخرى "نفسي يطلع لنا معاش".