الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حيثيات الأمل في العام الجديد


ساعات ونستقبل عاما جديدا. كل ما يتمناه المواطن أن تعود مصر الحضارة و العزة والكرامة التى علمت الدنيا بأسرها الى سابق عهدها أمة مسالمة حديثة ينعم كل فرد فيها بجودة الحياة وبالعيشة الهنية.

وما يبعث على الأمل فى النفوس ان بلدنا تتحرك بوعى وحكمة وتقيم تحالفات مع عدة دول لخدمة مصالحنا . .وتتحرك على رقعة الشطرنج والمسرح العالمي باحترافية لتغيير أمور كثيرة ستكون فى صالح المصريين والعرب والأفارقة.

ونحمد الله أننا على الطريق الصحيح فى سبيل ان نجنى ثمرة الصبر و المعاناة.. ولذلك علينا ان نظل صفا واحدا متراصا متعاونا يكمل بعضنا البعض ..ولا نسمح لاى ما كان ان يشق صفوفنا او يعكر صفو انتصاراتنا و انجازاتنا التى نحققها بدماء شهدائنا.

ونقطة البدء الصحيحة لعام 2019..هي الاستثمار فى البشر وبناء الإنسان المصري الحديث والجديد باعتباره القاطرة والمرتكز وعصب الدولة فى أحداث مدنية الدولة و ديمقراطيتها و حداثتها .

ويأتى العام الجديد لنكمل و نصحح و نبدع وفق معايير الحداثة والتقدم العالمي فى جميع مجالات الحياة ..ولتكون ما تتمتع به مصر من قوة بشرية هائلة مدخلها ووسيلتها للنمو والتقدم للبناء متسلحين بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا .. والإدارة الذاتية القائمة على المشاركة المجتمعية دون إقصاء او انفراد او عزة بالاسم بل شراكه فى صناعة القرارات و لا مركزية الإدارة واستثمار أمثل لثرواتنا الطبيعية مع إعمال الدستور والقانون.

لا تتعجب من أهل مصر الذين يحاولون العودة بالدنيا إلى العصور الوسطى .. ولا تستسلم لهجمات الإحباط و الانهزامية و تحطيم المعنويات التي تشنها على عقلك فضائيات تركيا وقطر ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

الدنيا التي نعيش فيها عز فيه الشرف..عالم ملىء بالقتلة و الإرهابيين و التكفيريين و قاطعي الطرق و الرؤوس و المغتصبين و حثالات البشر و الخونة والمرتزقة ونشطاء السبوبة..و هم يخدمون أهل الشر أو حكومة العالم الخفية التى تتخذ من الهرم رمزا لها..و لكنهم فشلوا فى مواجهة المصريين ونجحوا فى العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا.

لقد تجرعنا مرارة العيش منذ 25 يناير 2011 وحتى 2014 مرارة تجارة الشعارات، وعمالقة الكلام، وأقزام الأفعال، بينما مصر كانت تتهاوى للسقوط والإفلاس والتقسيم.

وفى تقديري أن أبرز الإنجازات العبقرية حاليا.. تغيير ثقافة الاستيراد لكل شيء إلى ثقافة التصدير والإنتاج والقدرة على أن تأكل مما صنعت أيديك.. وتقتحم أسواقا خارجية لجلب العملات الصعبة.. والاهتمام بالعدالة الاجتماعية من خلال القضاء على العشوائيات وفيروس سى والسكر والضغط والسمنة فى أكبر مسح صحي فى العالم.. وتوسيع مستحقي معاش تكافل وكرامة وإضافة المواليد وإصدار بطاقات تموين جديدة لأصحاب الدخل المحدود.. وإطلاق نظام التعليم الجديد وصندوق لعاية المبتكرين والنوابغ.. والاستعداد لتطبيق التأمين الصحي الجديد فى بورسعيد خلال مايو القادم ..ورعاية ذوى الاحتياجات الخاصة وتأسيس صندوق لرعايتهم.

ولفت نظرى ما قاله مسؤول شركة روفيبا الإسبانية من أن ما حققته دول العالم من إنجازات فى تأسيس وزراعة الصوب.. ومشروعات أخرى، فى 40 سنة، حققته مصر فى عامين فقط.

حديث الرئيس عن السمنة والأنيميا والتقزم فى أطفال المدارس لم يعتاده المصريين ولكنها حقائق كشفتها نتائج الدراسات التى أجريت على الأطفال والشباب المتقدم للكليات العسكرية والشرطة.

وتسترد مصر تدريجيا هويتها الحضارية..وتبتعد عن الفكر الظلامى التكفيري ..والتقليد الأعمى للغرب لتعود إلى طبيعتها الإنسانية السمحاء والبسيطة بفضل الرجل الهادئ الذي يقود السفينة وسط جدل رهيب نحو ثقافة العصر وقيم المواطنة المتساوية والتعاون مع العالم على أساس الندية والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.

حقيقة الأمر أن التقدم المصري مرهون بقوة الدفع فى الرأسمالية الاجتماعية المطبقة فى ألمانيا واليابان التى تشعل شرارة المنافسة و الابتكار والمبادرة والتفوق.. والصناعة التى تعيد تجميع الأفراد مرة أخرى فى تجمعات مهنية وإنتاجية ومعيشية ذات قيم متميزة بالاعتماد المتبادل وتبادل المنفعة .. والوعي بقيم التقدم والتحضر الذي يأتي من التعليم والإعلام ..وتغيير دور المحافظ ليكون بشكل أساسى مهتما بتعبئة رؤوس الأموال المحلية والأجنبية للاستثمار فى وزيادة الدخل القومي بمحافظته.

والأمل الحقيقي أن مصر تلحق بالثورة الرابعة فى الاقتصاد الرقمي وتشارك فى السباق العالمي الراهن بعد أن خسرت الثورات الصناعية الثلاث السابقة. الأمر يحتاج أولًا الإدراك لحقيقة ما يحدث فى العالم.. وثانيًا تحديد مصالحنا بدقة ووضوح.. وثالثًا أن تجمعنا و تحالفاتنا المصالح والمنافع وهو الذي يعطينا فرصًا أكبر فى النمو الاقتصادي والنفوذ الإقليمي والعالمي.

مصر تنطلق نحو التقدم على جناحي التنمية الحقيقية فى الزراعة والصناعة والغاز والبترول بجانب تطوير التعليم والصحة وتسليح جيش قوى يحمى هذه المقدرات.

وخلال الأيام المقبلة ستشهد مصر سلسلة افتتاحات مصانع عالمية..سيقف أمامها المصريون باندهاش شديد..ويسألون: متى تم التنفيذ وكم تكلفت ؟

٢٠١٩ سيكون بإذن الله على مصر وشعبها عام نماء وخير وأمان واستقرار وتحسنا فى كثير من الأمور.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط