الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المبادرة الرئاسية.. والعدالة الاجتماعية


الدور الاجتماعى لرأس المال،شىء مفتقد فى مصر.. رجال الأعمال كونوا ثروات هائلة من خير هذا البلد.. والواجب يفرض عليهم أن يردوا لهذا الوطن العظيم وشعبه الأصيل جزءًا من فضله عليهم.

وفى كل الرسالات السماوية أفرد الله اهتمامًا خاصًا بالعمل الاجتماعي، الذي يعود بالخير على الناس. . ورفع الخالق المنعم من شأن كل عبادة فيها تحقيق لمصالح البشر ، وقضاء لحوائجهم، إذ لا معنى للعبادة بدون العمل الاجتماعى.

قوة جماعات الضغط والحقوق المدنية والحركات الاجتماعية وجمعيات حماية المستهلك وتجمعات المصالح ولاسيما النقابات العمالية وتطور التشريعات الخاصة ببيئة الأعمال جعل الحكومات فى البلدان المتقدمة صناعيا تمنح إعفاءات ضريبية للتبرعات المقدمة من الشركات والجمعيات لأعمال الخير.. الأمر الذى شجع الشركات العملاقة وكبار الأغنياء والموسرين على الإهتمام بالبعد الإجتماعى و تمويل مشروعات وخدمات لصالح الشعب.

لاتكفى إعلانات تأييد كبار رجال الأعمال لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمبادرة توفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا خلال عام 2019 .. المجتمع والدولة ينتظرأن منهم الكثير ويجب عمل رصد حقيقى لكل المساهمات وتكريم سنوى لكبار المساهمين والمتبرعين فى احتفال يشهده رئيس الجمهورية.

وحقيقة الأمر أن الدور الاجتماعى لرجال الأعمال ليس تفضلا منهم ولكنه واجب عليهم للوطن والشعب سواء من خلال فتح مشروعات جديدة لتشغيل مزيد من العمالة أو من خلال الدور المجتمعى الذى هو تجارة مع الله سواء علاج المرضى وكفالة اليتامى ورعاية المتفوقين.. وبناء وتجهيز المدارس والمستشفيات بالأجهزة والمعدات المتطورة ورصف الطرق وبناء مساكن لأهالينا في القرى والنجوع والعزل والكفور والعشوائيات.

ويجب التركيز على الشريحتين الفقيرة والمتوسطة الأكثر تأثرًا بإجراءات الإصلاح الاقتصادى.. الدولة تحاول تخفيف آثار تلك الإصلاحات من خلال دعم نقدى وعينى للأسر المحتاجة.. إلا أن ذلك ليس كافيا.. وكل مواطن قادر يريد الحفاظ على بلده ومركزه يجب أن يعاون الدولة فى دعم الطبقات المحتاجة.

ولكم أرجو من رجال الأعمال أن يكون لديهم الوعى والوطنية الصادقة فى هذه الفترة العصيبة من عمر مصر بأن يدعموا جهود الدولة فى توفير حياة كريمة للفقراء الأكثر احتياجًا عبر سداد الضرائب بأمانة وبدون غش أو تهرب وسداد مستحقات الدولة المتأخرة.. وإخراج الزكاة والعشور فى المجالات التى حددها الدين الإسلامي الحنيف والمسيحية السمحاء .. كل تلك الجهود تسهم فى تحسين الصورة الذهنية عن رجال الأعمال لدى الرأى العام.

رفع عبء الحياة عن الشرائح الأكثر احتياجا فى مصر بمختلف جوانب الحياة ينجح بمشاركة الدولة والقطاع الخاص و المجمع المدنى.. وتحويل مبادرة حياة كريمة إلى تنمية مستدامة يتحقق من خلالها رفع دخل الأسرة المصرية.. والحد من بطالة أبناء الأسرة من الشباب بخلق مزيد من فرص العمل من خلال الترويج للاستثمارات وتوسعات للشركات القائمة.. ودعم تنافسية وجودة المنتج المصرى لزيادة الصادرات وتخفيض الواردات.. و يتكامل مع برامج تدريبية احترافية لتأهيل الشباب للدخول فى سوق العمل داخل وخارج مصر.

ولكم اتمنى ان يبادر أصحاب المصانع والشركات والتجار ومقدمى الخدمات برفع دخول الفئات الدنيا من العاملين ليتماشى مع معدلات التضخم وزيادة الحد الأدنى للأجور إلى قيمة عادلة.. والتأمين على العاملين بالاجور الحقيقية حتى يستحقوا معاشات آدمية عند التقاعد والعجز الكلى.

وعلى الموسرين والأغنياء والمصريين بالخارج التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي التى لديها قواعد بيانات للفئات الأولى بالرعاية.. وخرائط للفقر في كل محافظات مصر.. وتم الاتفاق على بداية العمل في 100 قرية ضمن انطلاقة العمل في المبادرة التى تعد تحركا رئاسيا عمليا لإستهداف الفقر في المحروسة.

إن تزامن إفتتاح مسجد وكنيسة العاصمة الإدارية الجديدة أعظم مناسبة تؤكد وحدة وتماسك مصر.. و رسالة واضحة بأهمية الوحدة والتعاون وترسيخ مفهوم المواطنة.و بذرة أمل بمستقبل عظيم لمصر والمصريين.

وفي تقديرى أن نجاح مبادرة حياة كريمة يشجع الحكم في مصر على اتخاذ خطوات جريئة أخرى في ملف العدالة الاجتماعية الذي بات مطلبا مصريا و عالميا في ظل الرأسمالية المتوحشة للأرباح والليبرالية الظالمة لعامة البشر والعولمة التى يستفيد منها عدد محدود من الناس.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط