الدلو يتغلب على آلام الحروب ويغزو العالم برسوماته.. صور

قذائف الحرب اسكنت بجسده شظاياها، آلاما ودموع تحولت إلى لوحات تنطق بإسم وطن يضج بالعليل والحسرة، يتوسط المشهد ابتسامة تبعث بصيص من الأمل ومشاعر مختلطة ترجمتها اعمال الفنان الفلسطيني محمد يونس الدلو.
صمد محمد أمام 3 حروب وعاش وسط حصار دام لـ11 عام، بلغ الـ22 عامًا من عمره وهو يعانى من ضمور بالعضلات، ورغم ذلك ارتاد المدارس الحكومية ببلدته، ليطمح إلى أن يصبح محاسبا مثل ابيه، ولكن القدر وضعه بطريق آخر.
تعرض محمد الدلو فى الثانوية العامة للكثير من الحوادث و الامراض من "كسر بالكتف الايمن و التهابات بالصدر و استفراغ الدم" جعلته يمكث فى المستشفى طيلة فترة الدراسة، حتى انتهت السنة الدراسية واصيب بأحباط شديد جعله ينعزل عن العالم الخارجى لمدة قاربت 3 سنوات.
ولكن لم يكن يعلم محمد أن محنته تلك سرعان ما ستتحول لمنحة، وانها ستساعده على اكتشاف القدرات الكامنة داخله، لم يكن ليعلمها لولا محنته، فمكوثه لساعات وأيام وشهور دون تحرك جعله ينسج لنفسه عالمًا موازيا، مليء برسومات أنيمي من صنع يده يخطفه وينتشله من كل هذا الاحباط و الانعزال.
هنا اكتشف "محمد موهبته فى الرسم و هو مستلقي على أريكة لا يرفع نصفه العلوي سوى وسادة، تراصت عليها أوراقه وأقلامه وألوانه وقرر تنميتها عن طريق يوتيوب و الانترنت و قراءة الكتب الى ان طور من نفسه و وصل لاعلى المستويات فى الرسم ، وفى عام 2013 تحديدا فى شهر 11 تعرف "يونس" على مجموعة من المتطوعين كسروا حاجز الانعزال و عاد لتكوين الصداقات و الانطلاق للعالم مرة أخرى وبدأوا فى تشجيعه لتنمية موهبته و المشاركة بالمعارض .
قال محمد يونس الدلو لـ"صدى البلد" انه فى البداية كان خائفا من ردود فعل الناس لكونه لا يرسم سوى الرسومات الكرتونية و شخصيات الانمى، ولكن ما حدث كان عكس ذالك تماما فلقد لاقت رسوماته التشجيع والمدح دون النظر الى حالته او حجمه الضئيل، وكان أول معرض يشارك فيه تحت عنوان "ويتجدد العطاء" ما كان بمثابة رسالة له الى ان يستمر فى الرسم ويخرج موهبته للعالم وان الطريق لم ينتهى بعد فمازل هناك ضوء فى أخر النفق .
وأوضح انه تعلم الرسم الرقمي عن طريق الهاتف المحمول وطورت نفسي عن طريق الرسم باستخدام خامات مختلفة منها أقلام الفحم وأقلام ألوان الخشب والأقلام الجافة وألوان الإكريلك والمائي تعلمت فن الماندالا وفن البوب أرت والفن التعبيري ، وفى عام ٢٠١٥ أقيم اول معرض شخصي بقرية الفنون والحرف تحت عنوان "الانمي حياتي" كان أول معرض للأنمي على مستوى فلسطين تحدث به عن الحرب والحب والعائلة والصداقة عن التراث وحق العودة بما يقارب ال١٠٠لوحة فنية باستخدام اسلوب فن الانمي.
وأشار إلى انه أقام معرضه الثاني عام 2017 بعنوان "أمنياتي" في مركز رشاد الشوا الثقافي كان يضم ما يقارب ال٨٠ لوحة تجمع فن الانمي وفن الماندالا والدمج بينهما والفن التعبيري أيضا، واحتوى على أهم قضية بمنظوره الخاص وهي فئة ذوي الهمم .
وأضاف يونس الدلو ان امنيته الوحيدة هى السفر حول العالبم لتنمية موهبته وروئية الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى الذى دعم المعاقين و خصص لهم عاما خاص بهم.