الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءة فلسفية في ذكرى الثورة


"أنا مفجر ثورة 25 يناير"، "أنا أول الداعين لثورة، والنزول الى ميدان التحرير"، "أنا أول من تنبأ بالثورة"، " أنا أول من تحدث للإعلام فى ثورة يناير 2011"، "أنا الذى استعانت به القوة السياسية لتدعيم الثورة" أنا... أنا... أنا... إلخ.

هذه العبارات وعبارات أخرى كثيرة ما زال ينطق بها الكثير من العامة أو حتى أصحاب المناصب السياسية، برغم أن هذه العبارات إذا وصفت صاحبها وأعطت له صفة، فلن تخرج عن حدود السذاجة المطلقة التى تصف صاحبها، حيث أراد التلاعب بالمنطق وحدوده، وأراد التلاعب بعقول العامة فأفرد لنفسه كذبة وسرعان ما صدق كذبته على أنها الحقيقة المطلقة المجردة والتى يجب أن يتعرف عليها الجميع.

للأسف ثورة يناير حينما أفردت لنفسها مساحة من الزمن وحينما وضعت نفسها على خارطة الطريق، أفردت أيضا مساحة للجهلاء الذين يعتقدون أنهم عباقرة هذا الزمان، حيث إنه لم يكن بمستطاع أحد أن يتنبأ بحدوث هذه الثورة العظيمة والتى اكتملت بثورة أعظم وهى 30 يونيو، فالثورتين العظيمتين هما فى الأساس ثورة واحدة، لأن بداية الثورة يجب أن تتفق مع نهايتها وإن طال الزمان، بمعنى أن الثورة هى حدث من شأنه إحداث تغيير للأفضل وحينما أتت الرياح بما لا تشتهى السفن –حيث جماعة الإخوان الإرهابية– كان لزاما على الثوار الحقيقين استكمال الثورة العظيمة بثورة 30 يونيو للخروج الممتاز الى ما نحن فيه الآن، حيث النهضة والاستقرار الأمنى والاقتصادى والبنية التحتية الجديدة ووضع مصر أم الدنيا على خارطة العالم، بالندية فى المعاملات، وحيث البناء المستمر للحضارة الجديدة.

وإذا رجعنا بالذاكرة الى الخلف وركزنا بشدة سنجد أن كل القوى المتصارعة ذات الأهداف المتناقضة التى لا تخدم إلا نفسها وكياناتها لم يعد لها وجود من الأساس، فالسراب سرعان ما يتلاشى مع زاوية الرؤية الحقيقية التى تتيح لصاحبها المشاهدة الدقيقة، ومن ثم التخطيط السليم والوصول الى المستقبل من خلال الرؤى الإيجابية الحقيقية.

وإن كان هناك من ادعوا البطولات ونهاجمهم الآن، سنجد أيضا الأبطال الحقيقين الذين أرادوا لهذا البلد الخير وعلى رأسهم الرئيس القائد والزعيم عبد الفتاح السيسى، حيث وضع روحه على كفه وحارب على كل الجبهات وفى كل الإتجاهات فى آن واحد، ليضمن الاستقرار الأمنى والاقتصادى لهذه الدولة العظيمة، بالتعاون مع المؤسسات الوطنية مثل الجيش والشرطة والأزهر الشريف، الذين أحدثوا تغييرا إيجابيا حقيقيا لاستقرار الدولة والحفاظ على الهوية المصرية من الضياع، وخاصة فى ظل الحرب الإرهابية التى شنتها الجماعات والكيانات الإرهابية بالتزامن مع إطلاق شرارة ثورة 30 يونيو.

كما أود أن أسلط الضوء ناحية أن ثورة 25 يناير أحدثت زلزالا قويا فى أرجاء الدولة، تبعه محاولات لسرقة الدولة من جماعة الإخوان الإرهابية، ولكن سرعان ما ينهض الشعب من جديد سعيا الى تحقيق الحرية والعدالة والكرامة التى نعيشها الآن -برغم محاولات البعض تشويه هذه الصورة- لذلك سنجد مصر الآن فى الاتجاه السليم الذى يبعث الطمأنية فى نفوس الكل، إلا أصحاب النفوس المريضة.

فى ذكرى الثورة يجب أن أبعث برسائل التهانى الى كل مصرى يعيش على أرض هذا الوطن -كل على حدة- ويجب أن أذكر الجميع وأذكر نفسى من مدعى البطولات الزائفة، أنه لا أحد يستطيع التنبأ بالثورات، ولكن هناك أشخاص يفهمونها بوعى وإدراك "لذلك يجب أن أوجه التحية الى شعب مصر فردا فردا، لأن الجميع شارك فى الثورة بطريقته وإن اختلفت الطرق، كما أود أن أبعث رسالة الى كل مصرى بالتكاتف والاستمرار فى بناء الدولة بالتعاون مع كل مؤسساتها، للحفاظ عليها من أعداء الداخل والخارج.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط