قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأزهري في كتابه الشخصية المصرية: يجب تحويل الأخلاق إلى قيم ومؤسسات تصنع الحضارة.. شخصية المصري فريدة لها معالم وسمات خاصة.. ويؤكد: هدفنا تسليط الضوء على معالم صناعة التاريخ


  • أسامة الأزهري يضع روشتة التعامل مع الأزمات وكيفية اجتيازها
  • أوطاننا عاصمة للإنسانية والرقي والازدهار في التعليم في العالم القديم
  • 4 محاور لأسس الصناعة الراقية في كتاب 'الشخصية المصرية"
  • المصري رغم فقره وأزماته قادر على استيعاب ظروف عصره

يستبق الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية خطيب مسجد الفتاح العليم، الكثير من العلماء، ويغرد منفردا كأول أزهري يتحدث عن تكوين وتركيبة الشخصية المصرية فى كتابه الجديد، إذ يعد توقيت خروج هذا الكتاب مهما في وقت يحتاج الكثير من الشباب إلى النصيحة في كيفية الخروج من دائرة الضيق إلى السعي والعمل والإبداع والابتكار، واختراق حواجز الأزمات التي قد تبدو كبيرة ومعقدة، والتي تتصاغر أمام النجاحات.

وأصدر "الأزهري" كتاب "الشخصية المصرية خطوات على طريق استعادة الثقة"، والذي احتفل به في ندوة كبيرة نظمت بمعرض الكتاب الدولي، حيث يتناول الكتاب التجارب العريقة في التعامل مع الأزمات، ويخوض الكاتب بعمق في تكوين وتركيبة الشخصية المصرية، مسلطا الضوء على تجارب كثيرة كيف خرجت من أزماتها وقدمت نجاحات كثيرة.

وقال في كتابه: "ربما طرأت على مصر أحداث وسنوات جعلت ثباته النفسي يتزلزل ويهتز ويدخل في نوبة من الحيرة والإحباط أو اليأس أو العزوف عن كل شيء، أو الفقر أو الضيق أو المرض والأمية فضاق صدره أو انحرف إلى الإدمان فرارا من الواقع أو ذهب يفكر في الهجرة، وترك الوطن، لكن استعادة الذاكرة وإعادة الحفر والتنقيب عن تجربته العريقة في التعامل مع الأزمات وكيفية اجتيازها وتخطيها، ستكون مفيدة في إخراج الإنسان المصري من أى أزمة خانقة قد تطرأ عليه".

وأكد أنه ليست القضية في التغني بالماضي مع وجود حاضر متغير أو متراجع، بل القضية هي الاستمرار على صناعة الحاضر والمستقبل على ضوء التجربة التاريخية لهذا الوطن.

كتاب "الشخصية المصرية" ليس كتابا دينيا لكن له فلسفة خاصة موجهة لكل المصريين مسلمين ومسيحيين، حيث سلط الضوء على نماذج مسيحية كانت لها أدوار مشرفة في تاريخ وطنها، كما ركز على كيفية تحويل الشخصية المصرية من المحلية إلى العالمية.

وقال في بداية الكتاب: "إن هذه بحوث تتعلق بإعادة إحياء الشخصية المصرية وتجديد معالمها ورصد مكوناتها الأصيلة التي صنعت عبر تاريخ شخصية الإنسان المصري المتدين الواسع الأفق الوفي الوطنه، الصانع للحضارة الشغوف بالعمران والذي ينتج العلم والحكمة ويقدم الخير للعالم كله".

ويأتي في الباب الأول شارحًا لأهم المكونات التي صنعت الشخصية المصرية الرفيعة ويتعرض فيها بالشرح والتفصيل لتلك المكونات.

وعرض لمحات لعدد من الرحالة الذين زاروا مصر وكتبوا عنها وتاريخها وعمق ضخامتها وحضارتها ، وثقل مصر ليقدم لأبناء وطنه مكانتها بين العالم ودور ذلك في صناعة شخصية الإنسان وتفرد بالحديث عن مكونات مصر ومقوماتها ومعالمها وتاريخها وأثر وانعكاس ذلك على شخصية المصري.

وأضاف أن "مصر في حقيقتها إنسان مصري وطني قوي مؤمن عميق الإيمان شديد الوفاء لوطنه عظيم البر بشعبه قادر بفضل الله على أن تستمر جذوة العبقرية بداخله متوقدة رغم كل ما يطرأ عليه في فترات تاريخية متباعدة من تراجع أو فقر أو استعمار، إن مصر إنسان رائد ونبيه شغوف بالعمران واثق في نفسه يستعصى على كل محاولات هدمه، فأنت أيها الإنسان المصري سر هذا الوطن العظيم رغم فقرك وأزماتك وصعوبات معيشتك فأنت قادر بفضل الله على سرعة استيعاب ظروف عصرك وفهم مشكلاته واختراقها وإعادة صناعة النجاح من جديد".

وفي المكون الأول "إنسان متدين تدينا يصنع الحضارة"، فيه يقول: "ربما طرأت أوقات عصيبة على وجدان الإنسان المصري من شدة المعيشة وضيق الأحوال وقلة الأرزاق مما يفرز منظومة قيم مختلة حافلة بالتدافع وتستحضر فيها الشح والمنازعة فتهتز بعض معالم منظومة قيمه، ويضيق صدره حتى ربما البعض رصد أنماطا اجتماعية أو عدد من السلوكيات لا تتسق مع عمق التدين في شخصية الإنسان المصري، وظهرت في عدد من المشاهد مظاهر ادعاء التدين من خلال 3 محاور، الجنوح بالتدين إلى الخرافة واللامعقولية والشعوذة ولها صور كثيرة، التكسب بالتدين والارتزاق وله صور كثيرة ، استغلال التدين في تحقيق أهواء ومآرب خاصة وله صور كثيرة".

المكون الثاني إنسان واسع الأفق
كانت مصر عبر تاريخها منطقة مركزية، فكان طريق الحج القديم يعبر دول كثيرة ويصب في مصر، وينزل في حابها أبناء الشعوب المختلفة فجاء إليبا الوافدون من المغرب العربي أو القرن الأفريقي أو السودان أو الحجاز وكان لهذا أثر كبير في شخصية الإنسان المصري، حيث يخرج من ضيق نفسه إلى آفاق واسعة ويدرك أن بلده خير ونماء وكرم ويتعامل بنفس الأريحية والسعة والكرم مع الجميع من الوفود إلى بلده.المكون الثالث إنسان معمر
الإنسان لديه ولع بالعمران والتشييد في كل أطوار تاريخه، فنحن أمام نفسية تسبح في بحر من فنون المعمار ليجعلنا نقول إنه إنسان معمر.

إنسان محب للعلم والإبداع
الإنسان المصري عاشق للعلم صانع له ولمؤسساته عنده إدراك عميق لشرف العلم وقيمته وهذه صفة مصر عبر تاريخها لا تكون صفة مصر إلا من خلال ظهورها المتكرر المطرد الثابت في الإنسان المصري عبر الأجيال.

إنسان وطني صاحب انتماء
الانتماء عموما مكون واسع مكونات الفطرة الإنسانية، وهو من أهم بواعث التصرف والفعل والحركة عند الإنسان، والانتماء إلى الأوطان خصوصا أمر نبيل، يدل على سلامة فطرة الإنسان واستنارة طبعة، والإنسان المصري له ارتباط وثيق بأرضه، وحنين عظيم إليها، وإكبار وإجلال لقيمتها و أرضها وشعبها ومؤسساتها.

الدين والحضارة
ومن أهم مقاصد الدين أن يغرس في النفس الاخلاق الرفيعة، وأن يرتقي بالسلوك الإنساني ليكون سلوكا فاضلا، موزونا يجلو عن النفس كل أسباب الطمع و الهوى و الكبر، ويملأ الصدر بالهمة والمعرفة والإيثار والأدب الرفيع، وقد تشبعت الأخلاق وكثرت حتى تغطي كل أوجه النشاط البشري بحيث يجد الإنسان في كل تصرف يقوم به خلقا من الأخلاق النبيلة التي تجعل تصرفه في كل موقف موصوفا بالحكمة والروانة والأثر الحميد.

تحويل الأخلاق إلى مؤسسات تصنع الحضارة
قامت الأمة المحمدية بتلقي القرآن الكريم، وعكفت على دراسة المقدمات والإجرءات التي لا بد من إنشائها حتى تتحقق بها المبادئ القرآنية على أرض الواقع، وتحويل آيات القران إلى برامج عمل قضية في غاية الأهمية وآثارها جليلة، إذ من خلالها يسري القران إلى المجتمع ويتنزل إلى التطبيق والتنفيذ، كما أنها عملية علمية تقتضي بحوثا ودراسات واسعة حول المجالات والمحال التي ينبغي تنزيل القرآن الكريم عليها، وكل هذا يحتاج إلى تفصيل وبيان واسع ليس هذا بموضعه.

الرحمة وتحويلها إلى مؤسسات
تمثل الرحمة قيمة مركزية وجوهرية في فهم الدين تصنع الشخصية وتحرك العقل وتبني تصور الإنسان للكون وللحياة، وهي الواسع الذي تنبثق منه منظومة التصرفات الإنسانية في مختلف العلاقات الإنسانية، وإذا كانت منظومة الأخلاق شجرة لها أغصان وفروع، فإن منظومة القيم كذلك وبذرة شجرة منظومة الأخلاق هي الرحمة، فهي الأم لمنظومة القيم كلها.

اشتراك المسلمين والمسيحيين في صناعة هذه الحضارة
وتحويل معنى الرحمة من كلمة إلى قيمة إلى مؤسسة إلى حضارة امر واسع من صناعة العلم وتطبيقاته، ولم يكن مقصورا على المسلمين فقط هذه الحضارة العربية الإسلامية هي نسق إنساني واسع يتسع للناس مهما اختلفت العقائد، وقد تضافر على صناعته المسلم وغير المسلم، وهكذا عشنا معا وهكذا نعيش معا ولا مجال لأحد أن يتدخل لينزع ويفسد بين المسلمين والمسيحيين.