الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد نبيوة يكتب: الأزهر.. بين هجوم الداخل واحترام الخارج

صدى البلد

بالرغم من أن الأزهر الشريف وعلمائه وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يواجهون حملة ممنهجة لتشويههم في الداخل من قبل عدد من المثقفين والكتاب، مدعين أن مناهجه تخرج إرهابين ومتطرفين ، كان للكثيرين من قادة وزعماء دول العالم، رأي آخر، حيث أشادوا بمنهج الأزهر ورسالته ومدى حاجتهم لتعلم أبناء شعوبهم للمنهج الأزهر الوسطي المعتدل التي يرسخ سماحة الإسلام وتقبله للآخر، ومن بين هؤلاء القادة والزعماء على سبيل المثال لا الحصر ، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة لمصر والتي حرص خلالها على زيارة مشيخة الأزهر والتي أعرب عن حاجة بلاده الماسة للمنهج الأزهري وتدريب كافة الأئمة والوعاظ في فرنسا داخل أروقة الأزهر.

مثل هذه المطالب ، طالب بها عشرات المسئولين الذين حرصوا على زيارة شيخ الأزهر في مكتبه، وأيضا قادة الدول التي زارها فضيلته خلال الثمان سنوات الماضية والتي تصل إلى 24 دولة أجنبية وعربية من أوروبا إلى افريقيا مرورا بدول قارة آسيا شرقا وغربا، ولم يترك فضيلته دولة اتيحت له إلا زارها من أجل نشر قيم التعايش السلمي وإرساء سماحة الإسلام في التحاور مع الأخر ، ونجح فضيلته في تذويب الجليد بين دول العالم الغربي بكافة معتقداته وبين دول العالم الإسلامي، وبث روح التسامح والتقارب بين الأديان بمنهج الإسلام الوسطي الذي يتبعه الأزهر الشريف ويعلمه ابنائه، وساهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي شوهها بعض الجماعات التي تلصق نفسها بالإسلام وقضى على مصطلح الإسلاموفوبيا في كثير من هذه الدول.

كما أن إرسال رؤساء الدول وأولياء أمور طلاب أكثر من 103 دولة حول العالم أبنائهم، بما يعادل من 35 إلى 40 ألف طالب وطالبة سنويا، إلى رحاب الأزهر الشريف للتعلم داخل أروقته التعليمية المختلفة ، ومن ثم يتم إسناد أعلى المناصب الدينية لهؤلاء الطلاب، بسبب وسطية منهجهم واعتدالهم الذين تعلموه من الأزهر الشريف، يعد ردا قاطعا على الهجوم المتكرر والهدم المتعمد لكل إنجاز يقدمه الازهر الشريف وقياداته، من قبل بعض المثقفين والكتاب في مصر ولا أسمي أحدا بعينه فكل لبيب بالإشارة يفهم.

والمؤسف أن هناك من يسعى داخل مصر عن عمد، تشويه ما ينجزه الأزهر على كافة الأصعدة ، ويقوم بتوجيه أصابع الاتهامات للأزهر عقب كل انجاز كبير يحققه سواء على صعيد الدبلوماسية الأزهرية، كأحد القوى الناعمة المهمة لدعم وإرساء دعائم الدولة المصرية في الخارج، كون أن مؤسسة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر رئيس مجلس حكماء المسلمين تتمتع بحب واحترام وتقدير زعماء وقادة العالم من السياسيين والدينيين ، أو في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تسببت في الجماعات المتطرفة التي تلصق ظلما وعدوانا للإسلام ما ليس فيه، وتسهم بشكل كبير في حوار الأديان والتعايش السلمي.

ولاشك أن الأزهر الذي لا يعجب الكثير من المثقفين أو أنصافهم في الداخل ، يؤدي رسالة نبيلة تستفيد منها شعوب العالم ، كما يغرف من علومه آلاف الطلاب من مختلف أنحاء العالم الذي يفدون إلى كليات الجامعة الأزهرية، حيث يجسد تاريخ الأزهر الشريف الثقافة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجري، ولا يزال يقوم به حتى وقت الناس هذا ، من أجل نشر سماحة الإسلام الحنيف في كل اتجاه من أرض الله.

ولا يخفى على كل ذي بصيرة ، بل على كل من يجيد الحروف الهجائية أو يتلعثم فيها، أن الأزهر الشريف يشكل جزءا بارزا في كيان المجتمع الإسلامي منذ نشأته ، حيث أسهم علمائه في نشر قيم التسامح والوسطية على الرغم من التحديات المفصلية التي شهدتها مصر والمنطقة طوال تلك السنين.

كل هذا وغيره الكثير والكثير، يدحض الأفكار المسمومة التي تدعي زورا وبهتانا أن الأزهر يعمل على توريث الأفكار المتطرفة، وهي أفكار دحضها الواقع بشهادة زعماء وقادة دول العالم، وأولياء أمور الدول غير الناطقة بلغة الضاد، مايعني أن الأزهر يظل أقوى بعلومه وعلمائه من أي محاولات للمساس به، فهو منارة الإسلام في العالم، وسيظل إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.