الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قارة المستقبل.. وتنمية مصر


ما بين يوليو ٢٠١٣ تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، ويناير ٢٠١٨: اختيار مصر بالإجماع لرئاسة الاتحاد الأفريقي ٢٠١٩، بطولات كثيرة للدبلوماسية ورجال الظل وجولات وزيارات رئيس الجمهورية للعديد من الدول الأفريقية لاسترجاع مكانة مصر التى ساهمت تاريخيا بجهودها وأموالها فى تحرير دول القارة السمراء من الاستعمار.

منذ 6 سنوات شعرت مصر بحالة من الظلم بعد تجميد عضويتنا في الاتحاد الأفريقي رغم كون مصر من أكبر الدول الأفريقية التى خدمت معظم دول القارة، كل من شاهد الرئيس السيسي يتسلم رئاسة الاتحاد شعر برد الاعتبار، ورجوع مصر لمكانتها الطبيعية فى محيطها الأفريقي.

تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي بداية شاقة جدًا ومتعبة ومسئولية تخص ما يقرب من مليار إنسان، ويجب التفكير بطريقة ابتكارية، كيف تفيد مصر وتستفيد من ذلك والوقوف وراء القيادة السياسية في هذا الأمر خلال هذا العام لترسيخ التعاون الاقتصادى والصناعى والزراعى مع الدول الأفريقية، وذلك حتى يستمر التعاون والمنافع بعد انتهاء عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى.

كلمة السيسي أمام قمة أديس أبابا عرضت رؤية إصلاحية لما تعانيه دول القارة، وتطرقت إلى أحلام وطموحات الشباب الأفريقي وقضية اللاجئين، ومحاربة الإرهاب وإحلال السلام والتنمية كجزء أساسي من الفكر الذي تنتهجه مصر بشكل منفرد، وشملت خريطة طريق لمستقبل أفريقيا والأعمار والتنمية التى تخدم الشعوب.

القاهرة ستخرج إلي خارج حدودها للتأثير الاستراتيجي، استقرار المحيط الإقليمي للدولة المصرية أمن قومي، بات في العالم رؤية استراتيجية أن المصريين قادمون بحسب قراءة الشراكات الاستراتيجية التى يعقدها السيسي مع روسيا والصين وألمانيا واليابان وغيرهم ضمن معركة السيادة والنفوذ وبناء القطب الثالث.

مصر ستحدث نهضة في أفريقيا من خلال مشروعات مثل: ممر ملاحي يربط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا لتسهيل حركة التبادل التجاري، واتفاقيات اقتصادية بأوغندا، وبناء سد ستيجر بتنزانيا لتوليد الطاقة، ومشروعات كبرى جنوب السودان للصحة والتعليم والتدريب، وطرق وكباري ومستشفيات وصرف صحي في موريتانيا وكوت ديفوار وأوغندا والسنغال، وإنشاء 5 سدود لتوليد الطاقة بأوغندا وإنجا، وتوسعة مطار أبيدجان، وإقامة طريق ضخم بطول 114 كم بدولة الكونغو.

وستقيم مصر مشاريع خدمية كالمستشفيات والمباني العامة في 18 دولة أفريقية، والمزرعة المصرية المشتركة بدولة إريتريا، وحفر الآبار وبناء الخزانات وتطهير المجاري المائية من الحشائش في أوغندا وكينيا وجنوب السودان والكونغو، ومحطات الطاقة الشمسية في بوروندي وأوغندا، وحملات لعلاج فيروس سي والعلاج يصنع فى مصر، ومكافحة الملاريا، ودعوة تلك الدول لزيادة مخصصات الرعاية الصحية ضمن أجندة التنمية بالقارة.

مبارك قاطع أفريقيا عشرين سنة، خسرت مصر كثيرا بسبب هذا القرار، وأهملنا القارة سنين طويلة ودفعنا الثمن..والآن مصر تستطيع لم شمل الأشقاء وتكريس جهودهم وتحالفهم لتشكيل جبهة قوية لضمان حياة أفضل ومكانة تستحقها الشعوب الأفريقية التى تعانى من تزايد النازحين واللاجئين والنزاعات المسلحة..و يشكو شباب ونساء القارة من عدم التمكين الاجتماعي والسياسى والاقتصادي وغياب التأهيل والتدريب.

مصر عادت بشكل قوي سياسيا في أفريقيا فى ظل رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والملاحظ أن حجم الاستثمار المصري في أفريقيا ضعيف رغم أن أفريقيا هي البوابة الوحيدة أمام مصر لتحقيق النمو الاقتصادي وزيادة الصادرات، وتتكالب تركيا وإسرائيل وفرنسا والصين وروسيا على الاستثمار في دول القارة البكر، والتى تحتاج إلى تنمية فى كل المجالات.

إن مصر يجب أن يكون لها تواجد على أرض أفريقيا من أجل الاستثمار وإنشاء مناطق لوجستية ومصانع ومزارع ومشروعات الطاقة، وعلى المستثمرين استغلال الدفعة السياسية لمصر حاليا في أفريقيا قارة المستقبل والفرص القوية للنمو وبناء الثروة، ويجب إعطاء التعاون مع الدول الأفريقية أولوية أولى فى التبادل التجارى واستيراد السلع التى تحتاجها مصر، والسعى الجدى لتطبيق التبادل التجارى ضمن اتفاقية التجارة الحرة بالعملات الأفريقية.

احتضان الدول الأفريقية وتوسيع مجالات التعاون معها يخدم قضية التنمية فى مصر، ويفتح لمجتمع الأعمال ومؤسسات الصحة والتعليم وشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبرمجة والألعاب الإلكترونية فرص لا تتكرر للنمو والتصدير والاستيراد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط