الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يد تتداخل مع كبار العالم وأخرى تجر تلابيب الإرهاب نحو الهاوية.. الرئيس السيسي من ميونخ: إسكات المدافع يبدأ مع إعادة الإعمار

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

بينما يجلس الرئيس السيسي في أكبر المحافل العالمية ممسكا بأسباب التنمية والاستقرار مع كبار زعماء العالم وأرباب الاقتصاد في ميونخ، كانت هناك قوى خائرة تلفظ ما تبقى لها من أنفاس خبيثة، في محاولة متجددة في الفشل لزعزعة الأمن الداخلي، لكنها وكسابقتها من المحاولات باءت بفشل ذريع.

هنا حيث ميونخ، العقل الذي ينثر أنواره على كافة أرجاء المحيطة، واليد التي تتداخل في كل الصناعات الحديثة، والاستثمارات التي تملأ أرجاء الكوكب، كان الرئيس السيسي جالسا على مائدة هؤلاء، يتوسطهم بما يحمل من فرص استثمارية عظيمة هيأ لها البنية التحتية في مصر والقارة السمراء، مصافحا بيد من الثقة زعماء الاقتصاد والسياسة العالمية، بينما ممسكا بيد أخرى تلابيب الإرهاب الغاشم يجره نحو الاندثار والهاوية. 

حديث السيسي في ألمانيا أمام أنظار العالم، جاء بالتزامن مع نجاح ذراعي الأمن الداخلي المتمثلة في القوات المسلحة والشرطة، حيث تصدى الجيش لهجوم على ارتكاز أمني بشمال سيناء وقضى على 7 تكفيريين صباح اليوم وفقا لما أعلنه العقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، بينما استشهد ضابط من القوات المسلحة المصرية في الهجوم. 

يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من نجاح الشرطة المصرية في إبطال محاولة عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية لاستهداف قول أمنى بعبوة بدائية الصنع بمحيط مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، وقام على الفور خبراء المفرقعات من قوات الحماية المدنية بإبطال مفعولها على الفور. 

على وقع تلك الضربات المخيبة لآمال الإرهاب والمثبطة لخططه، وقف السيسي في قلب ألمانيا متحدثا في مؤتمر ميونيخ للأمن، عن القارة الإفريقية بلسان القائد، مفصلا كل التحديات التي تواجه القارة على كافة المستويات، كما بعث برسائل خاصة حول سبل مكافحة الإرهاب وتجربة مصر الرائدة في القضاء عليه.

الرئيس السيسي قال إن التحديات التي فرضتها علينا مواجهة الإرهاب والنزاعات المسلحة والحروب الأهلية والصدامات العرقية، فضلا عن مشكلات الفقر والبطالة وضعف الإنتاجية وتردي مستوى الخدمات المختلفة، وما يرتبط بها من أزمات اقتصادية وعدم استقرار للأسواق المالية ومشروطيات التدفقات الرأسمالية، وتفاقم ظاهرة الديون مشكلات تتطلب تعاونًا دوليًا صادقًا لحلها، يقوم على مراجعة وتقييم نماذج التعاون التقليدية، بما يُسهم في إنهاء النزاعات والنهوض بعدد من المجالات ذات الأولوية، مثل ترسيخ مفاهيم الحوكمة الرشيدة وحماية حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، وتمكين المرأة التي تعد نصف المجتمع، بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى التعليم والصحة وتطوير البنية التحتية والزراعة والتنمية الريفية وخلق الوظائف وزيادة الاستثمارات والتجارة وتعزيز الاندماج والتكامل الإقليمي. 

وأشار الرئيس السيسى إلى أن "إحدى أولويات دول الاتحاد الأفريقي، ونحن على أعتاب عام "إسكات المدافع" بالقارة في 2020، هو ملف إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد النزاعات، بما يتيح تحقيق الاستقرار في مختلف ربوع القارة، من خلال بناء وتمكين مؤسسات الدولة الوطنية من الاضطلاع بمهامها".

وأوضح أن مصر تعمل مع مفوضية الاتحاد الأفريقي على تدشين مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية والذي تستضيفه القاهرة، ونتطلع لأن يكون أداة إقليمية فعالة في مساعدة الدول التي خرجت مؤخرًا من النزاعات المسلحة، على تقييم احتياجاتها وبلورة تصورها الوطني لمسار إعادة الإعمار، ولفت إلى أن مصر ترحب بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لإرساء منظومة الأمن وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.

وإلى جانب كلمته، عقد الرئيس السيسي جلسة حوارية بمشاركة رئيس رومانيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، حيث أكد الرئيس السيسي أنه كان أول رئيس دولة إسلامية يطالب بتصويب الخطاب الديني، خاصة أن شتي الدول تعانى من الخطاب الديني المتشدد ليس فقط الدول العربية أو الإسلامية بل العالم بأسره. 

وشدد الرئيس على ضرورة أن ينتبه العالم لتلك الظاهرة، ففى عام 2014 طالب بالتعامل بحسم بشأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأنظمة الاتصال الحديثة في نشر الفكر المتطرف، وتجنيد العناصر واستخدامهم لإيذاء العالم، وهو الطلب الذي لم يتم التفاعل معه بالشكل المناسب على الصعيد الدولي، وفى التقدير فإن الفكر المتطرف سيظل يساهم فى تفشي ظاهرة الإرهاب ما لم تتم اجراءات دولية حاسمة تقويضه. 

ونوه الرئيس بأن الكثير فى العالم لا يتفهم ما يحدث فى مصر، واعتقدوا أن ما حدث فى 2013 كان عكس إرادة المصريين، رغم أن أكثر من 30 مليون مصري خرجوا للشارع رافضين الحكم الدينى، وأكد أنه فى كل مرة تغيب فيها مؤسسات الدولة الوطنية تظهر تلك الجماعات المتطرفة لمحاولة القفز على السلطة.

ولفت إلى أن الإرهاب ظاهرة تحتاج إلى تكاتف المجتمع الدولي، من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر على البعد الأمني فقط بل والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري الديني كذلك، وحول أولويات السياسة المصرية، أشار الرئيس إلى أن موقع مصر الاستراتيجي جعلها حلقة وصل بين المنطقة العربية بأفريقيا، وتصل العالمين العربي والأفريقي بأوروبا عبر البحر المتوسط.