الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطفى النحاس باشا.. حكاية زعيم وطنى نجا من 7 محاولات اغتيال.. وعارض تنصيب الملك فى الأزهر

مصطفى النحاس باشا
مصطفى النحاس باشا

تحل اليوم الذكرى المئوية لثورة 1919، والتى خرج فيها الشعب المصرى للمطالبة بحقه في الاستقلال الوطنى ضد الاحتلال الإنجليزى.

وشهدت هذه الثورة ظهور زعماء تاريخيين قادوا كفاح الشعب المصرى وكان لهم تأثيرا فى الحياة السياسية المصرية، ومن بينهم الزعيم الراحل مصطفى النحاس باشا، حيث ساعد على تأسيس حزب الوفد وعمل زعيمًا له من 1927م إلى 1952 عندما تم حل الحزب.

وبدأ مصطفى النحاس باشا عمله السياسى عضوا فى الحزب الوطنى الذى تأسس عام 1906 عندما كان قاضيا.

دوره فى ثورة 1919
لعب النحاس دورا هاما خلال ثورة 1919، فكان حينها يعمل قاضيًا بمحكمة طنطا ووكيلا لنادي المدارس العليا، ونظم مع عبد العزيز فهمي إضراب المحامين، وكذلك كان الوسيط بين لجنة الموظفين بالقاهرة واللجنة بطنطا، فكان يحمل المنشورات داخل ملابسه ويقوم بتوزيعها هو ومجموعته على أفراد الشعب، ثم فصل النحاس من منصبه كقاضٍ نتيجة لنشاطه السياسي، وأصبح سكرتيرا عاما للوفد في القاهرة حتى عاد من باريس، حيث افتتح مكتبا للمحاماة.

وعندما عرض سعد باشا زغلول فكرة تأليف الوفد لعرض قضية مصر لدى عصبة الأمم انضم «النحاس» له وسافر معه الى باريس وقبض عليه معه، ونفيا معا الى مالطا وفصل «النحاس» من القضاء ثم نفى مرة أخرى إلى سيشل.

احتجاجه على تعيين الإنجليز
في 5 فبراير عام 1942 أرسل الزعيم مصطفى النحاس احتجاجا إلى السفير البريطاني في خطابه المشهور، استنكر فيه تدخل الإنجليز في شؤون مصر، جاء فيه: "لقد كلفت بمهمة تأليف الوزارة وقبلت هذا التكليف الذي صدر من جلالة الملك، بما له من الحقوق الدستورية وليكن مفهوما أن الأساس الذي قبلت عليه هذه المهمة هو أنه لا المعاهدة البريطانية المصرية ولا مركز مصر كدولة مستقلة ذات سيادة يسمحان للحليفة بالتدخل في شؤون مصر الداخلية وبخاصة في تأليف الوزارات أو تغييرها".

خلع الملك فاروق
استندت الوثائق البريطانية إلى أن مصطفى النحاس سعى إلى خلع الملك فاروق عن الحكم لولا تدخل الإنجليز، وهو ما حاول الزعيم سعد زغلول تنفيذه مع الملك فؤاد من قبل.

وفى محاولة من النحاس للإقلال من هيئة الملك فقد أصدر أوامره للحرس الملكى بالذهاب لاستقباله حين عاد من رحلته من أوروبا، كما أمر وزارة الحربية والدفاع بإرسال زورقين حربيين لمرافقة سفينته وهوما ضايق القصر الملكى كثيرا.

رفض تنصيب الملك فى الأزهر
لما بلغ الملك فاروق السن القانونية بالتقويم الهجرى تولدت فكرة لدى الأمير الوصى محمد على إقامة حفلة دينية كبرى يتوج فيها الملك فاروق، بالإضافة إلى حفلة أداء اليمين أمام البرلمان، ولقيت هذه الدعوة تأييدا من الأزهر ومن الإخوان المسلمين، حيث ذكر الشيخ البنا: "كان المسلمون فى الخلافة يرجعون إلى الخليفة فأين هو الآن؟ لا بد أن نعمل جميعا على إيجاده".

ثم عرض الأمير محمد على النحاس باشا الفكرة ووعده النحاس بدراستها، إلا أن النحاس رفض الفكرة لمخالفتها للدستور، على أن يؤدى الملك اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان وفقا للدستور.

خلاف طه حسين
وفى خلاف بين الوفد والقصر كانت هناك واقعة تاريخية تمثلت فى اعتراض الملك فاروق على اختيار النحاس للدكتور طه حسين وزيرا للتعليم فى حكومة الوفد الأخيرة بدعوى أنه يسارى التوجه، وأصر النحاس باشا على اختيار طه حسين واعتبر الأمر مسألة مصيرية وهو ما رضخ له الملك فيما بعد.

7 محاولات اغتيال
تعرض النحاس لـ7 محاولات اغتيال مباشرة، نجا منها جميعها، حتى شاع لدى محبيه الاستشهاد بالآية القرآنية التى تقول «إن الله يدافع عن الذين آمنوا» للدلالة على صيانة الله للزعيم الجليل، ومن يراجع محاولات اغتيال زعيم الوفد يتعجب من تلك القوى الخفية التى كانت تكتب للرجل النجاة دون سوء فى كل مرة.

المحاولة الأولى
فى 8 يوليو عام 1930 وصلت الخصومة بين حكومة إسماعيل صدقى والوفد مدى بعيد جعلها تتأمر على زعيمه مصطفى النحاس، وعندما كان الرجل يزور مدينة المنصورة واحتشد الآلاف للترحيب به وقف جنود الشرطة كجدار يحول بينه وبين الجماهير، واقترب جندى ببندقيته من صدر النحاس باشا وطعنه بذلك السونكى الذى تم غمسه فى السم، لكن شاء القدر ألا يصاب النحاس بسوء عندما مال الوفدى الأصيل سينوت حنا عليه ليتلقى الطعنة المسمومة وتبقى آثارها معه حتى تعجل بوفاته.

المحاولة الثانية
أما المحاولة الثانية فكانت فى نوفمبر عام 1937 وكان النحاس باشا ذاهبا إلى مقر رئاسة الوزراء وفوجئ بشاب مهووس من حركة مصر الفتاة يدعى عز الدين عبدالقادر يطلق عليه الرصاص بشكل عشوائى دون أن تصيبه احداها.

المحاولة الثالثة
وفى 6 ديسمبر عام 1945 ألقى عليه حسين توفيق قنبلة وفر هاربا دون أن يصاب بسوء رغم جرأة ودقة الجانى، والذى لم يكتشف أمره إلا بعد ذلك بعام عندما نجح فى اغتيال وزير الخارجية أمين عثمان واعترف بأنه ألقى على النحاس باشا قنبلة قبل عام.

المحاولة الرابعة
وفى محاولة أخرى عام 1945 حاول تنظيم الحرس الحديدى –التنظيم السرى للملك فاروق– اغتيال الزعيم عن طريق سيارة مفخخة، وبالفعل تم نسف سيارة بجوار بيت النحاس فى جاردن سيتى وتطايرت بعض الشظايا لتصيب غرفة نومه وناموسيته دون أن يصاب بأى ضرر.

المحاولة الخامسة
فى هذه المرة اشترك أنور السادات بنفسه فى هذه المحاولة ومعه الضابط الشيوعى مصطفى كمال، حيث كان الملك فاروق يطلب رأس مصطفى النحاس وأمين عثمان بأي ثمن، وقد شارك السادات بالفعل في محاولات عديدة دبرها مع أفراد من الحرس الحديدي لاغتيال النحاس باشا، لكن إرادة الله شاءت ألا يصاب بسوء ولم يبق أمام السادات إلا رأس أمين عثمان محاولا تقديمها إلى الملك.

المحاولة السادسة
وبعدها بشهور قليلة هاجمت خلايا الحرس الحديدى سيارة النحاس باشا خلال عودته من النادى السعدى وأطلقت دفعات من الرصاص عليه وقتلت بالفعل اثنين من حراسه دون أن يصاب بسوء.

المحاولة السابعة
وبعدها حاول الحرس الحديدى مرة أخرى نسف القطار الذى استقله الرجل خلال عودته من العياط واكتشف أمرهم وفشلوا.