الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى مئوية ثورة19..بهاء أبو شقة لصدى البلد:حزب الوفد ليس له برنامج مكتوب لأننا نسير على خطى السلف..مصطفى النحاس حمى مصر من تحولها إلى دولة دينية..والملك كان يقيل الحكومة الوفدية بعد أشهر قليلة..صور

معتز الخصوصى محرر
معتز الخصوصى محرر صدى البلد مع بهاء أبو شقة رئيس حزب الوفد

  • الشعب المصرى وقف فى ثورة 19 ضد أكبر إمبراطورية في العالم
  • سعد زغلول قاد الأمة فى أعظم ثورة شعبية شهدها التاريخ
  • فوز الوفد بالأغلبية الكاسحة وتشكيله الحكومة كان يغضب الملك وحاشيته
  • مصطفى النحاس رفض الإحتفال بفاروق ملكا فى الجامع الأزهر
  • وجود الوفد فى الحكومة لمدة 7 سنوات ونصف منعه من استكمال برامجه
  • دستور عام 1923 من أعظم الدساتير ونقل من الدستور البلجيكى
  • مصر حصلت على الليبرالية البرلمانية من إنجلترا
  • القوانين العمالية ومجانية التعليم خرجت من حكومات الوفد
  • دعونا أحزاب عالمية وشخصيات عامة وسفراء لحضور مئوية الوفد

الرئيس الثامن لحزب الوفد، انضم لبيت الأمة فى عام 1984 مع عودة حزب الوفد تاريخيا، سكرتير عام حزب الوفد فى عهد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد السابق ورئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان، إنه المستشار بهاء أبو شقة والذى يحتفل الوفديون فى عهده بمئوية ثورة عام 1919 وتأسيس حزب الوفد.

وأجرى معه "صدى البلد" حوارا فى إطار سلسلة من الحوارات التي يجريها مع قيادات الوفد بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على ثورة 1919 وتأسيس حزب الوفد وللتعرف منها على الأسرار الكامنة عن ثورة 19.

وإلى نص الحوار.....

فى البداية ماذا تمثل لك ذكرى مئوية ثورة 19 وتأسيس حزب الوفد؟
مئوية ثورة 1919 وحزب الوفد لا تمثل لى فقط بل لجميع فئات وطبقات الشعب المصرى ذكرى وطنية خالدة قدم خلالها أجدادنا ملحمة كفاح أذهلت العالم كله، حيث إن هذا الشعب وقف ضد أكبر إمبراطورية فى العالم في ذلك الوقت، وكان يطلق عليها إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، وهؤلاء الأجداد العظام اتحدوا ضد الاستعمار وأصروا على تحرير الأرض والإرادة الوطنية.

بعد مرور 100 عام على ثورة 19 التي خرج حزب الوفد من رحمها، ما تقييمك للخطة المستقبلية للحزب لاستكمال هذه الإنجازات؟
أولا حزب الوفد هو عقيدة المصريين، ولهذا فإن الحزب ليس له برنامج مكتوب لأننا نسير على خطى السلف من الزعماء الوفديين الذين أرسوا مبادئ وثوابت الحزب ومواقفه الوطنية التى تصب فى مصلحة الوطن والمواطن، ومن أهمها الوحدة الوطنية، وهى شعار حزب الوفد الذى يرفعه متجسدا فى صورة الهلال يحتضن الصليب وفى حماية الدولة المصري واستقلال قرارها السيادي.

ولهذا أطلقنا العديد من المبادرات، منها مبادرة الوفد مع الناس، والوفد مع المسئول، والوفد مع المرأة، والوفد مع الشباب، والعديد من المبادرات التي يقدمها حزب الوفد للتفاعل مع المواطن والاستماع إلى شكواه ورؤاه والعمل على حل المشكلات وتفعيل رؤيته من أجل الوطن والمواطن.

ما نتائج ثورة 1919؟
الثورات تقيم بنتائجها، ومن أهم ثمار ثورة 19 حصول مصر على الاستقلال من خلال اعتراف بريطانيا العظمى بهذا الاستقلال بتوقيعها على تصريح 28 فبراير عام 1922 فخرجت مصر من الولاية العثمانية وأصبحت دولة مستقلة وتحول السلطان أحمد فؤاد إلى ملك يحكم المملكة المصرية المستقلة ثم دستور عام 1923، وهو من أعظم الدساتير كما وصفه الفقهاء الدستوريون، حيث نقل من الدستور البلجيكى وكان من أعظم الدساتير فى العالم، ثم كان بفضل هذا الدستور فى مجلس النواب وتشهد مضابط المجلسين النواب والشيوخ كيف سبقت مصر والمصريين كثيرا من الدول التى تدعى أنها رائدة للديمقراطية، ثم معاهدة عام 1936 التى حصرت الاحتلال الإنجليزى فى مدن القناة بعد أن كان يعيث فسادا فى ربوع مصر، وهذه المعاهدة هى التى فتحت أبواب الكلية الحربية لجميع أبناء مصر ، فدخلها من قادوا ثورة 23 يوليو ، ثم كان الكفاح المسلح ضد المحتل.

هذا بخلاف أن جميع القوانين التى كانت فى صالح العمال والفلاحين والطلبة والمرأة وباقى فئات الشعب خرجت من خلال حكومات الوفد تحت رئاسة مصطفى النحاس باشا منها على سبيل المثال لا الحصر القوانين العمالية ومجانية التعليم وحق المواطن فى التعليم كحقه فى الماء والهواء.

لماذا كان العداء المستمر بين القصر والوفد؟
طوال تاريخ حزب الوفد وكان كفاحه ونضاله من أجل الدستور والديمقراطية والانحياز إلى الوطن والمواطن وحماية الدستور والدفاع عن الحريات العامة والخاصة، مما أوجد صراعا وخلافا بين حزب الوفد الذى يمثل أغلبية ساحقة وبين الملك ورجاله، وكلما كان يفوز الوفد فى الانتخابات البرلمانية بالأغلبية الكاسحة ويتم تشكيل حكومة وفدية، هذا كان يغضب الملك والقصر وحاشيته، وكان يتم إقالة الحكومة الوفدية بعد بضعة أشهر، ومنذ عام 1923 وحتى عام 1952 لم يظل الوفد فى الحكومة إلا 7 سنوات ونصف السنة، مما كان يعوقه عن استكمال مشروعاته وبرامجه.

كيف كان تلاحم الشعب مع مؤسسات الدولة تحت قيادة حزب الوفد؟
هذا التلاحم ظهر مع بداية ثورة 19 من خلال الوحدة الوطنية ودولة المواطنة التى لم تفرق بين أحد من مواطنيها على أساس عرقى أو دينى، ثم تجلى هذا التلاحم والكفاح فى معركة الإسماعيلية عندما أنذرت القوات البريطانية عددا قليلا من قوات البوليس المصرى حتى يسلم مدينة الإسماعيلية، ولكن جاء القرار التاريخى من فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية، والذى أعطى أوامره بالقتال لآخر طلقة وآخر جندى، وبالفعل دارت معركة شرسة بين جنود إمبراطورية عظمى وبين بعض أفراد الشرطة الذين لايحملون إلا البندقية، فسقط خلال المعركة 50 شهيدا و80 جريحا، مما أجبر القوات البريطانية على الاعتراف ببطولة وفداء هؤلاء الجنود المصريين، وبعد انتهاء الذخيرة منهم سمح لهم بالخروج رافعى الرؤوس غير منكسين أسلحتهم وحملوا شهداءهم ومصابيهم، ولم تسقط مدينة الإسماعيلية وهذه المعركة كانت حديث العالم كله، وأصبح ذلك اليوم عيدا للشرطة المصرية يحتفلون به مع جموع الشعب المصرى.

لماذا يرى البعض أن الفترة البرلمانية قبل عام 1952 كانت هي الأفضل؟
بالفعل كان فى مصر حياة برلمانية على أعلى مستوى، حيث حصلت مصر على الليبرالية البرلمانية من إنجلترا، وكانت الأعظم فى تلك المرحلة، فقد كانت توجد غرفتان تشريعيتان مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وكان يتم ممارسة العمل البرلمانى بمنتهى الحرفية السياسية بمجلس النواب ومجلس الشيوخ، كما أن مضابط مجلس النواب والشيوخ خير تأكيد على ذلك.

بالنسبة للزعيم الراحل سعد زغلول ماذا يمثل فى تاريخ مصر؟
الزعيم سعد زغلول هو زعيم الأمة الخالد، فهو رمز للكفاح والتضحية من أجل بلده لأنه قاد الأمة فى أعظم ثورة شعبية شهدها التاريخ.

وماذا عن مصطفى النحاس باشا؟
سار على درب الزعيم سعد زغلول وكان رجلا تقيا وصلبا لا تلين له قناة، وحافظ على حزب الوفد كحزب الأغلبية، ويكفيه فخرا ونحن معه أن جميع القوانين التى تصب فى صالح الدولة والمواطن خرجت خلال رئاسته للحكومة المصرية، كما أنه حافظ على مدنية الدولة وهويتها عندما رفض الاحتفال بفاروق ملكا فى الجامع الأزهر، وكان يمكن أن تتحول مصر بهذا الاحتفال إلى دولة دينية.

وماذا عن فؤاد باشا سراج الدين؟
فؤاد باشا سراج الدين يكفيه فخرا أنه وهو وزير للداخلية قاد حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال فى مدة القناة، وكان يمد الفدائيين بالأسلحة، ويوم 25 يناير عام 1952 خير شاهد على وطنيته وصلابته، كما أنه أعاد حزب الوفد قويا إلى الساحة السياسية عام 1978 على ذات الطريق فى المبادئ والقيم والمواقف.

ما آخر استعدادات حزب الوفد لمئوية ثورة 19 وتأسيس حزب الوفد؟
تم الاتفاق على إقامة الاحتفال بمئوية ثورة 19 وتأسيس حزب الوفد فى قاعة المنارة، وسوف تتم دعوة رؤساء حزب المؤتمر الهندي وحزبى المحافظين والعمال فى بريطانيا وحزبى الديمقراطى والجمهوري بأمريكا، ورموز الدولة السياسية والعلمية والثقافية والنقابية والعديد من الشخصيات العامة داخل وخارج مصر وجميع سفراء الدول المقيمين فى مصر، وهذا الاحتفال هو احتفال للمصريين جميعا وتذكره لهذا الجيل بأنه منذ 100 عام كان هناك شعب حر أبى ضحى بالنفس والمال، رافعا شعار "نموت نموت.. وتحيا مصر"، "الاستقلال التام أو الموت الزوؤام"، "عاش الصليب مع الهلال"، "الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة"، إذن فهذا الاحتفال للمصريين جميعا وليس عيدا للوفديين.

فى النهاية ما رسالتك للوفديين فى مئوية ثورة 19؟

الوفديون ليسوا فى حاجة إلى رسائل لأن الوفد عقيدة سياسية وجينات وفدية فى حب مصر، ومن أجل ذلك استمر شامخا لقويا لمائة عام، ومن ثم فهو من أقدم الأحزاب السياسية، والمئوية شهادة عظمته.


-