الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تكوين روح الأمم التاريخية


تاريخ الأمم يُبنى بتكوين الحضارات , ولا يقتصر التاريخ على الماضى لأنه الحاضر والمستقبل , وتكوين الحاضر للوصول إلى المستقبل لن يأتى إلا بضبط الواقع الحياتى الذى تعيشه الأمم , والوصول إلى التاريخ المنضبط لن يأتى إلا بالتعب والكد والاجتهاد ومواصلة الليل بالنهار , فبناة الأهرام لم يجلسوا على المقاهى يتمنون بناءها , بل خططوا وأسسوا وواصلوا الليل بالنهار , وسقط الرجال من وسط الرجال أثناء عملهم بكل حب وعشق فى وطنهم , لأنهم عرفوا أن التاريخ يكتب حلقاته بدم الرجال , وعشق الرجال لأوطانهم , فالعشق يفعل بأبنائه الكثير , وهو السبيل الأول للتضحية والفداء , فالعقلاء لديهم استعداد فى بذل الغالي والنفيس من أجل الأوطان .
ولا أتصور أن أحدا من أبناء مصر الذين يريدون لها الخير , أن يجلس قابعا واضعا يده على خده , ويفند ويسرد ويحكى تفاصيل الماضى وأخطاء الحاضر دون مشاركته فى تغيير الواقع للأفضل بالعمل والإستقرار , وخاصة أن تغيير الواقع لن يأتى إلا بالاستقرار السياسى المترتب على العمل الدءوب لسرعة إنجاز المهام التى تضع الدولة فى الطريق السليم تحت قيادتها الحكيمة والتى تعمل بجد واجتهاد من أجل وضع الوطن على خارطة الطريق الصحيح , ومن وجهة نظرى المتواضعة أن الاستقرار لن يأتى إلا من خلال الالتزام بالضوابط العامة التي يحددها القانون والدستور .
ولا أتصور أن شخصا سيشارك فى البناء الحقيقى للوطن وهو لا يعرف إلا المعارضة من أجل المعارضة , ولا أتصور أن شخصا سيكون له دور إيجابى وهو لا يعرف إلا لغة الإحباط والتملل , ولا أتصور أن شخصا ليس له أى دور فى البناء ويدعو إلى الهدم والتخريب سيشارك فى كتابة تاريخ بلده , ولا أتصور أن شخصا باع الوطن بحفنة من المال لأغراب سيكون له دور فى كتابة التاريخ الوطنى , ولا أتصور أن الوطن الذى استدعى بعض أبنائه ولم يلبوا النداء أن لهم دور فى كتابة التاريخ المميز , ولا أتصور أن أشخاصا أيقنوا أن العالم كله يحسدهم على خطواتهم السريعة نحو المستقبل ويروجوا للإحباط سيكون لهم دور فى كتابة التاريخ المنشود , ولا أتصور أن أشخاصا أصحاب عقول شاردة ويشككون ويحبطون ويشوهون سيكون لهم دور من قريب أو بعيد .
إن تكوين روح الأمم التاريخية مسئولية مشتركة بين الجميع أفرادا وحكومة , وحينما تسير الحكومات فى الاتجاه الصحيح تدعمها الأفراد , لذلك أناشد الجميع بدعم القيادة السياسية والحكومة الحالية لإنجاز المهام الصعبة , والتى تقود دولتنا الى كيانها الجديد العظيم , كما يجب أن يتبنى الأفراد مبادئ أساسية فى الدفاع عن الدولة فى الداخل والخارج والدفاع عن الرئيس لأنه رمز الدولة , وترك المساحة للقائمين على الدولة للعمل دون النظر للأفكار التخريبية ودون النظر الى دعوات الجماعات الإرهابية التى تدعو لإسقاط الوطن , خاصة أن مصر قوية ولن تسقط ولن ينال منها أحد ولن يعيش على أرضها خائن , فمصر تحتضن الجميع من المحبين , ولا تبالي بالحاقدين الحاسدين وتضعهم دائما فى مزبلة التاريخ .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط