الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد رسالة بريدية حزينة.. قصة مأساوية تسببت في تحديد يوم للاحتفال بعيد الأم في مصر

الاحتفال بعيد الأم
الاحتفال بعيد الأم

تهنئة وود، هدايا وعرفان بالجميل.. شعار اليوم الذي يحتفل فيه المصريون والوطن العربي، بـ«عيد الأم»، فليس هناك أجمل منها لنعترف له بالجميل على ما بذلنه وما قدمته لأبنائها، إنه عيد الأم وأول أيام الربيع.

«يا ماما يا أما يا أماتي.. سلاماتي احتراماتي قبلاتي.. صباح الخير يا مولاتي.. يا ماما يا أما يا أماتي.. ابوس الايد و قلبي سعيد.. يا أول حب في حياتي.. يا أمي.. علشانك انهاردة الدنيا كارت معايدة.. ملا الربيع أركانها بمليون الف وردة»، أغنية الفنانة الراحلة سعاد حسني أحد أجمل الأغاني التي تدخل البهجة والسرور للإحتفال بيوم الأم.

اليوم الذي يحتفل فيه الكثيرون بعيد الأم، لم يعلم غالبيتهم، أن سبب اختيار يوم للاحتفال بالأم مرتبط بالعديد من الذكريات المأساوية، ودون أن تعلم تلك الغالبية صاحب تلك الفكرة التي دأبت على جمع الأسرة المصرية، في يوم من أيام العام تقديرا لدور الأم واعترافا بفضلها.

بداية القصة حينما تلقى الكاتب الصحفي علي أمين، أحد مؤسسي مؤسسة دار أخبار اليوم الصحفية، في بداية عام 1956 رسالة بريدية -على بريد مؤسسته الصحفية- من إحدى قرائه تشكو فيها تشكو فيها من سوء معاملة أبنائها ونكرانهم لجميلها وما فعلته من أجلهم، حتى وصل بهم الحال إلى قطيعتها.

رسالة القارئة لـ على امين تزامن معها زيارة إحدى الأمهات له في مكتبه، تشكو إليه أولادها التى قامت بتربيتهم بعد وفاة زوجها، ورفضت الزواج، وعملت على تربيتهم حتى تخرجوا من الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية.

القصص المأساوية التي بلغت على أمين، دفعته لكتابة مقال كبير في صحيفته العريقة، مستنكرا تلك الوقائع، وجاء فيه: «لما لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدًا قوميًا فى بلادنا وبلاد الشرق، وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة، ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها (شكرا) أو (ربنا يخليك)؟».

مقال على أمين لم يقتصر على معالجة الأمر بالنسبة للكبار فقط لكنه حث على تربية الأطفال على هذا الاحتفال منذ الصغر حتى كتب فيه: « لماذا لا نشجع الأطفال فى هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولون هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، لكن أى يوم من السنة نجعله عيد الأم؟».

لم يفرض على أمين على قرائه، يوما معينا للإحتفال بعيد الأم، وترك الأمر للقراء، حتى استقبلت الجريدة الكثير من الرسائل البريدية، لإختيار اليوم وتحديده، والتي كان أغلبها ترجح يوم 21 مارس أول أيام الربيع للاحتفال بيوم الأم، وهو ما وقع عليه الإختيار.

اختيار القراء لأول أيام فصل الربيع للاحتفال بعيد الأم، ليكون رمزا للتفتح والصفاء والمشاعر الطيبة، حتى جاء أول احتفال بعيد الأم في مصر في 21 مارس 1956، لتنطلق بعدها الفكرة إلى كافة الدول العربية.