الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

71 عاما على اغتيال القاضي أحمد الخازندار.. حسن البنا أهدر دمه وأنكر معرفته بالمتهمين

القاضي الشهيد أحمد
القاضي الشهيد أحمد بك الخازندار

في صباح يوم 22 مارس 1948 خرج القاضي أحمد بك الخازندار من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط القاهرة حيث مقر محكمته وكان في حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية "تفجيرات سينما مترو"، والتي اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية - المسلمين وقتذاك -، وما أن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بشخصين هما عضوي جماعة الإخوان حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم يطلقان عليه وابلا من الرصاص من مسدسين يحملانهما أصيب الخازندار بتسع رصاصات ليسقط صريعا في دمائه، وقاموا بإغتياله على مرمى ومسمع من زوجته التي شاهدت عملية الاغتيال الكاملة.

على مدار السنوات الماضية تلوثت يد الجماعة الإرهابية بالدماء بارتكاب العديد من عمليات الاغتيال للمصريين تحت شعار الجهاد أحمد بك الخازندار رجل قانون وقاضٍ مصري سجل اسمه في تاريخ الاغتيالات في مصر التي أدين فيها أفراد جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب حكمه ضد عدد من أفراد الجماعة في قضية أدينوا فيها.

البداية كانت بإلقاء أجهزة الأمن القبض على بعض شباب الجماعة وبعد توافر الأدلة تم إحالتهم للمحاكمة الجنائية، والتي أصدر فيها رئيس محكمة الجنايات القاضي أحمد الخاذندار بك عليهم بعض الأحكام، التي أثارت غضب مرشد الجماعة حسن البنا، وقال: "لو ربنا يخلصنا من الراجل ده أو حد يخلصنا منه".

بعد حكم الخازندار بالسجن على المتهمين الإخوان، قال عبد الرحمن السندي رئيس النظام الخاص أن حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان قال في اجتماع بجماعته "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله"، وهو ما اعتبره أعضاء في التنظيم بمثابة "ضوء أخضر".

واعتبر السندي أن ذلك تصريحا بعملية قتل الخازندار وبدأ بالتخطيط لقتله مستعينًا بعضوي الجماعة حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم.

وحصل السندي على عنوان الخازندار من عادل كمال عضو الجماعة، والذي كان يعمل في البنك الأهلي، بعدما فتح الخازندار حساب هناك متضمنًا عنوانه بالتفصيل.

يوم الاغتيال

ذكر الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف المصري في مذكراته تعليقًا علي الحادث غضب حسن البنا من تلك الجريمة "إلا أن الشيخ البنا آنذاك غضب مما حدث وكان ثائرًا، وقال يعني ليس معنى أنه يخطئ قاضٍ في حكمه أن يقتل، وأن ما حدث لم يعلم به الإمام البنا".

حاول الجناة الهرب سريعا والتصرف بهدوء لكن سكان حي حلوان الهادئ تجمعوا فورا عقب سماع صوت الرصاصات التسع وطاردوا المجرمين، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين تجمعوا لمطاردتهما فأصاب البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما.

وفي قسم الشرطة عثر بحوزتهما على أوراق تثبت انتمائهما لجماعة الإخوان لتقوم النيابة باستدعاء مرشد الجماعة آنذاك حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين إلا أن البنا أنكر معرفته بهما تماما إلا أن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبد الحافظ كان "السكرتير الخاص" للمرشد العام للجماعة حسن البنا، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين باغتيال القاضي الخازندار.