الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحضارة بين الاستمرارية والانقطاع


⁃ للأمم العظمي دورة حياة تماثل مراحل حياة الإنسان & فهي تكون وليدة تسعى إلى الشباب ثم إلى النضوج والاستقرار ومن ثم إقامة الحضارة والازدهار.
 
⁃ وقد اتفق علماء العلوم السياسية ومنهم علماء الجيوبولتكل ( الجغرافية السياسية ) وفي المقدمة منهم العلامة المصري جمال حمدان في موسوعة الثرية شخصية مصر & علي تماثل دورة الحياة للاأمم مع دورة الحياة لبني البشر .
⁃ وكان قدر مصر عبر تاريخها الطويل أن تمر مرارا بهذه المراحل ولم يكن من المسموح لها عبر زمانا طويلا أن تصل الي مرحلة النضج والاستقرار ومن ثم إقامة الحضارة .
⁃ وان كانت محاولات الفراعنة قد أثمرت في إقامة حضارة عظيمة تشهد لها البشرية الي الان الا ان محاولات العصر الحديث لم تتمكن من ذلك فحاول محمد علي في بناء حضارة من خلال إرسال البعثات العلمية لنقل المعارف والعلوم وتنشيط وتشجيع علماء الترجمة للنهل من حضارات امم قد سبقتنا وإقامة الدواوين وإقامة جيش مصري قوي وغيرها من الاعمال & وما لبث ان تهدمت هذة الجهود بطموحه التوسعي الذي شارف جبال الأناضول وهو ما هدد بشدة طموح واهداف امم اخري فأثرت علي نفسها بتحجيم وتقزيم طموحة ومن خلفة من انجالة وذريته
⁃ وما كانت محاولات الزعيم الراحل الا محاولة في هذا الاتجاه لبناء حضارة بأقامة دولة راسخة تتمتع بأستقلال سياسي واقتصادي وتأثير ضخم علي محيطها العربي والأفريقي بل والدولي وهو ما لم يكن علي هوي وطموح سادة العالم فأثاروا ان يعيدوا الكره بعدوان ثلاثي ومن بعدة دعم غير محدود لكيان مختصب لارض عربية ونكسة حربية لم تهدأ الأمة ولم تهنأ الا بنصر مظفر في اكتوبر ١٩٧٣ .
⁃ و الدولة في ثوبها الجديد وفي ظل قيادة سياسية واعية تسعي الي إقامة حضارة عظيمة ودولة راسخة من خلال مجموعة متنوعة من البرامج منها مشاريع ضخمة تهدف الي تحسين خصائص الحياة للبشر من مدن جديدة وقضاء علي العشوائيات الي خطط طموحة واستراتيجيات واضحة لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن وإقامة صناعات كبري واتساع واعي للرقعة الزراعية مع جهود واضحة لاستعادة الدور الواعي والثقل السياسي للدولة المصرية في محيطها الاقليمي والعربي في أعقاب تردي وضعف لم يكن يخفي علي احد للحالة المصرية في أعقاب ما شهدته من احداث وثورات اسهمت بشدة في هذة الحالة .
⁃ الخلاصة ان بناء الداخل وقوة تماسكه هو الرهان الأصلي والخطوة الأولي في طريق طويل لبناء الحضارة ( من يملك قوت يومه يملك قرارة ) وان هذا البناء وفقا لما ذهب الية علماء كثر عملية طويلة الأمد متعددة المراحل من ضرورتها وشروطها الاستقرار والاستمرار والمحافظة علي الهدف في ظل عالم يموج بالصراعات والمصالح المختلفة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط