قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نورة الكعبي تطلق بوابة الشعر الشعبي في الإمارات

0|جمال الشرقاوي

أطلقت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة فى الإمارات بوابة الشعر الشعبي في الموسوعة الشعرية التابعة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وذلك بمناسبة الاحتفاء بمئوية الشاعر سعيد بن عتيج الهاملي.

جرى إطلاق البوابة، اليوم، في جناح دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019، بحضور عبدالله ماجد آل علي المدير التنفيذي لدار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسعيد حمدان الطنيجي مدير إدارة النشر بالدائرة.

وأشادت بأهمية هذه المنصة في دعم الإبداع الشعري والتعريف برموزنا الأدبية والشعرية ، واختيار توقيت اطلاقها ونحن نحتفي بمئوية الشاعر الكبير سعيد بن عتيج الهاملي.

الموسوعة الشعرية متاحة إلكترونيًا للجمهور، ويتم تحديثها بشكل يومي، وتعد أهم وأكبر قاعدة تقنية للشعر العربي، وتضم أكثر من أربعة آلاف ديوان لشعراء الفصحى من مختلف العصور وأكثر من مليوني بيت شعر.

من جهة أخرى، نظمت الموسوعة الشعرية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أمس، ندوة حوارية احتفاء بمئوية الشاعر الفارس "سعيد بن عتيج الهاملي" ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب2019، بمشاركة الشاعر والباحث سلطان العميمي، والشاعر سالم أبو جمهور والشاعر سلطان الطنيجي، وقد افتتحت الندوة التي أدارها الشاعر مؤيد الشيباني بمقطع صوتي لقصيدة من قصائد الشاعر المحتفى به بصوت الشاعر سلطان الطنيجي.

وأكد الشيباني أنه رغم مرور مائة عام على رحيل الهاملي إلاّ أنه لا يزال واحدًا من أبرز شعراء النبط في الإمارات وأن قصائده تعيش بيننا حتى الآن، أما الشاعر سالم أبو جمهور فانطلق في كلمته محييًا جهود الشاعر سلطان العميمي والناقد د.غسان الحسن التي تحتفي بتراث الشعر النبطي، ورأى أن قصائد سعيد عتيق ترتبط بالتراث العربي عامة، حيث لا ينبغي تجزئة التراث إلا على المستوى الجمالي، مضيفًا: "عندما أقول التراث الإماراتي فذلك لا يعني أنني انفصلت عن تراثي العربي الممتد عبر التاريخ من امرئ القيس، وفي تراثنا العربي إشارة للاميات من الشنفرى وحاتم الطائي والطغرائي والسمؤال، وقد وجدت عند الهاملي لاميتين رائعتين تكشفان حسًا جماليًا راقيًا لديه".

أمّا سلطان العميمي فقال: "إنّ من أهم أسباب تحول بن عتيج إلى رمز شعري في دولة الإمارات أنّ أهل المنطقة كانوا يبحثون عن البطل الشعري الذي تتوفر فيه مواصفات الكمال، فلم يأت شاعر بعد الماجدي بن ظاهر، ولم يأت شاعر يثير الجدل حوله بسيرته وقصائده كما تتمثل في سعيد بن عتيج، فكان هناك إجماعٌ على مستوى إمارات الدولة أن سعيد بن عتيج جاء ليحتل هذه المكانة، فمكانة الشاعر نصبت له ذكرى أو تمثال في ذاكرة القصيدة النبطية وتاريخها، ولذلك أشعاره لا يمكن روايتها بعيدا عن سيرته المثيرة للجدل، تماما مثل الشاعر الماجدي بن ظاهر، الذي أثار الجدل في حياته وبعد رحيله، لأن قصائده أثارت إشكاليات عديدة عند الشعراء وحتى على الصعيد الاجتماعي، على سبيل المثال كانت بينه وبين أحد أبناء عمومته مناكفات، الذي هو من أسرة بني كليب، كانت بينهما غيرة شعرية، هذه الغيرة تسببت في إشكاليات له خاصة أنه كان على علاقات طيبة مع مختلف حكام الإمارات ومقربًا منهم، وكان فارسا في ميدان الفروسية، لذا لا يمكن الاستمتاع بجمال القصيدة أو معرفة أسرارها وتفسير معانيها إلا بعد معرفة قصتها، الأمر الذي خلق حوله هالة خاصة، وشكل مرحلة مفصيلة وفارقة في مسيرة الشعر النبطي في الإمارات حتى من خلال الصور الشعرية له، كانت عنده جرأة على كسر الصورة الشعرية السائدة والتقليدية وعلى صعيد الموضوعات التي يتطرق لها، فهو كان جريئا ليس فقط في شعره وإنما في حياته الشخصية وفي قدرته على التعبير عن رأيه".

وكشف الشاعر سلطان الطنيجي أن أكثر قصائد الهاملي كانت على البحور المغناة، مع جماليات صورها وتميزها بالحكمة والبعد الجمالي.

وفي مداخلته قال الناقد د.غسان الحسن إن قصائد الشاعر ابن عتيج تنوعت في أغراضها بين العاطفي والمدح ووصف الطبيعة في بيئتي البادية والبحر، مضيفًا أن عددا غير قليل من قصائده ارتبط بأحداث شخصية وحكايات ساهمت في انتشار قصائده بشكل كبير بين الرواة في مختلف إمارات الدولة، ومنها ما يظهر صفات الولاء والشجاعة والمروءة لديه، ومنها ما يظهر الجانب العاطفي في شخصيته.

وأشار الحسن، أنه خلال دراسته لأشعار ابن عتيج وجد تميز أشعاره بالحكمة في موضوعاته الشعرية، مضيفًا أن الحكمة عنده لا تأتي مقصودة لذاتها، في قصيدة منفصلة أو أبيات مستقلة، وإنما يوردها تعليقًا على موقف مر به، أو تجربة أوصلته إلى هذه النتيجة، لذا فهي تأتي في سياق القصيدة وأحداثها، أو يكون ما وصل الشاعر إليه برهانا عليها.