الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق كواليس موافقة النقشبندى على غناء مولاي من ألحان بليغ حمدي بأمر من السادات.. وأسرار تربعه على عرش الابتهالات

النقشبندى يصافح الرئيس
النقشبندى يصافح الرئيس السادات

فى محافظة الغربية وتحديدًا فى 6 شارع زاوية القصبي – متفرع من ميدان السيد البدوي – طنطا - غربيه، عاش المبتهل الكبير الشيخ سيد النقشبندى، الذي وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله من خلال وضع لافتة على باب العقار توضح تاريخ الميلاد: 07/01/1920 ، وتاريخ الوفاة: 14/02/1976.

يأتى ذلك في إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

يعتبر الشيخ سيد النقشبندى أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، فهو أستاذ المداحين، وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.

صوته الآخاذ والقوي و المتميز، طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين، وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندي، هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية في القرن. قالوا عنه وكان ذا قدرة فائقة في الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان.

-ولد في قرية دميرة بمحافظة الدقهلية لم يمكث في (دميرة) طويلًا، حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره. في طهطا حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، جده الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي قد نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية. كان يتردد علي مولد أبو الحجاج الأقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض، وفي عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر و الدول العربية .

تعرف عليه الإعلامي أحمد فراج، وسجل معه الكثير من التسجيلات لبرنامج في رحاب الله والعديد من البرامج الأخرى، مثل برنامج دعاء وفي نور الأسماء الحسنى.

من المواقف المشهورة عن الشيخ سيد النقشبندى، أنه قام بإحياء جنازة والد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وبعدها أنشد فى فرح ابنة الرئيس الذى كان يحرص على وجود إنشاد ديني في الحفلات التي يحضرها، وكان النقشبندي ضيفًا في الحفل، وأثناء قيام الأخير بتحية السادات، أشار السادات لوجدي الحكيم وبليغ حمدي، قائلًا "افتحوا الإذاعة أنا عايز أسمع النقشبندي مع بليغ"، وذلك بحسب ما حكاه الحكيم، فقد كان السادات يريد أن يجمع عملا بين المنشد الكبير النقشبندى والموسيقار بليغ حمدى، فقال فى رواية أخرى : "احبسوا النقشبندى وبليع مع بعض لحد ما يطلعوا بحاجة"، فكان الابتهال الخالد "مولاى إنى ببابك".

ويذكر الإذاعى الكبير وجدى الحكيم أن السادات قال لبليغ حمدى: "عاوز أسمعك مع النقشبندى"، وكلف الحكيم بفتح استوديو الإذاعة لهما، وعندما سمع النقشبندى ذلك وافق محرجا وتحدث مع الحكيم بعدها قائلا: "ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة"، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال بما يعرفه من المقامات الموسيقية، دون وجود لحن، معتقدا أن اللحن سيفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، ولذلك كان رد الشيخ: على آخر الزمن يا وجدى "هاغنى"؟ فى إشارة إلى أن الابتهال الملحن يجعل من الأنشودة الدينية أغنية.

ورغم محاولات الشيخ الاعتذار أكثر من مرة للحكيم، بأن يعتذر لبليغ عن عدم العمل معه، إلا أنه أقنعه بأن يستمع للحن أولا وبعدها يقرر أن كان سيكمل اللحن أم لا، على أن يكون بينهما إشارة يعرف منها الحكيم رأى النقشبندى فى اللحن.

وبالفعل ذهب الحكيم بصحبة النقشبندى، إلى الاستوديو، واتفقا إذا خلع الأخير عمامته، فهذه إشارة على إعجابه باللحن، وإن وجد الحكيم أن العمامة كما هى، فيعنى أنه لم يعجبه اللحن، على أن يتحجج بعدها وجدى الحكيم بوجود أى أعطال فى الاستوديو لإنهاء اللقاء، لكن وبعد دقائق من دخول الاستوديو فإذا بالنقشبندى يخلع عمامته والجبة والقفطان، قائلا: "يا وجدى بليغ ده جن".

وفى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين "مولاى انى ببابك" التى كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى، ليكون بداية العمل بين المنشد والملحن، حيث لحن بليغ للنقشبندى 5 ابتهالات أخرى ليكون حصيلة هذا اللقاء 6 ابتهالات.

زار العديد من الدول العربية والإسلامية، منها سوريا ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا وإيران وباكستان والهند، حصل على وسام الدولة من الطبقة الأولي عام 1979، تم تكريمه من رئيس الجمهورية في احتفال ليلة القدر 1989.

من أبرز أعماله من البرامج الإذاعية: في رحاب الله – دعاء – في نور الأسماء الحسني – الباحث عن الحقيقة.

ومن أبرز ابتهالاته الشهيرة: مولاي – أقول أمتي يا رب أمتي – وجل الإله.

يذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.


-