الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجل خامنئي وخلايا الإرهاب النائمة


في نوفمبر 2017، وجّه القائد العام للحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، تهديدات غير مسبوقة للشرق الأوسط وأوروبا، ملوّحًا بـ«خلايا مسلحة»، قائلًا: إن «خلايا للمقاومة المسلحة» قد تشكلت في المنطقة، وإن هناك خلايا أخرى صغيرة سيظهر تأثيرها قريبًا، مشيرًا في خطابه إلى "الخلايا النائمة" الموالية لنظام الولي الفقيه في إيران.

وقد نقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن جعفري قوله: إن «الحرب مع العدو عقائدية لا تعترف بالجغرافيا»، معتبرًا أن «حزب الله» في لبنان، وقوات «الدفاع الوطني» في سوريا، و«الحشد الشعبي» في العراق، هي نماذج من تجربة قوات التعبئة (الباسيج) في إيران، مشيرًا إلى أن «الحشد» تمكن من إفشال، ما سماه المخطط الأمريكي لضرب الاستقرار في العراق.

ويعد هذا التصريح رغم كونه قديم لكنه يفسر لنا ردود الفعل الإيرانية الموجهة ضد دول المنطقة العربية حاليًا، وعلى رأسهم دولة الإمارات والسعودية، في ظل العقوبات الأمريكية على إيران والتي بلغت ذروتها حتى انها وصلت الى اعلان الرئيس الامريكي ترامب ان الولايات المتحدة عازمة على تصفير الصادرات النفطية الإيرانية، والذي تبعه إعلان الإمارات والسعودية أنهما قادرتان على كفاية السوق العالمية من النفط في حال تم تصغير صادرات إيران النفطية بموجب العقوبات الامريكية، وهو الأمر الذي قابله النظام الإيراني بالاستنكار والتهديدات التي كان آخرها ما يتعلق بغلق مضيق هرمز والآخر هو إعلان نائب قائد الحرس الثوري استدعاء الاحتياط من الجيش الإيراني في نوع من التأهب لخوض حرب قوية،قال عنها حسين سلامي القائد الحالي للحرس الثوري بأن كافة الدول التي أيدت العقوبات الأمريكية ودعمتها سياسيا واقتصاديا وعسكريا لن تسلم من المواجهة الإيرانية.

ولكني ورغم التهديدات اليومية التي يواجهها نظام الخامنئي للمنطقة لا يمكن ان اصفها غير انها حرب باردة يقودها رجال النظام الإيراني الذين يتقنون فن المراوغة والخداع السياسي ولكن بالنهاية لا يتعدى الأمر كونه حرب كلامية هدفها الضغط على دول الخليج والمنطقة العربية بأسرها، وأرى ان الحرب الحقيقية التي تخوضها إيران الآن ضد الإمارات والسعودية تحديدا تتمثل في تنشيط "الخلايا النائمة" الموالية لنظام الولي الفقيه داخل الدول المذكورة.

فقد ذكرت مصادر إيرانية مقربة من عائلة مرشد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي ان ابنه "مجتبى خامنئي" قام بتنظيم اجتماع طارئ شمل بعض القيادات في الحرس الثوري الإيراني وكذلك بعض الرموز السياسيه والدينيه في إيران داخل منزله وفي سرية تامة، بهدف بحث وإيجاد حلول للخروج من من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران بسبب العقوبات الأمريكية التي وصلت ذروتها حاليا، وكان من أهم المحاور الأساسية لهذا الاجتماع هو البدء في عملية تنشيط الخلايا النائمة من الشباب العربي الذين تم تجنيدهم داخل بلدانهم الاصلية ،والذين هم أدوات إيران التخريبية في المنطقة العربية، والجدير بالذكر أنه خلال السنوات الماضية تم استقطاب العديد من الشباب العربي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وتم تجنيدهم للعمل مع نظام الولي الفقيه من داخل بلدانهم ، وذلك ما يوضح سبب ارتفاع نسبة التشيع في بعض دول المنطقة و ظهور المئات من القنوات الشيعية الجديدة التي تدعمها ايران ويعمل بها الآلاف من الشباب العربي،وهذا ما يجعلني أتوقع أن الأيام القادمة ستشهد نشاط شيعي موجه لتنفيذ أعمال تخريبية داخل الدول العربية تنفيذ لأوامر مقتضى الخامنئي ابن مرشد الثورة،في محاولة يقوم بها الولي الفقيه للضغط على الإمارات والسعودية للتراجع عن تصريحهما الاخير والذي يؤكد علي ان الدولتين قادرتين على كفاية السوق العالميه من الصادرات النفطيه كبديل عن النفط الايراني، وهو ما اعتبره الخامنئي نوع من التحدي للنظام الايراني ومحاوله مدعومه من امريكا لاسقاط الولي الفقيه في وقت تعاني منه ايران من انخفاض المؤشرات الاقتصاديه الأمر الذي دفع بالشعب الايراني وبعض علماء مدينة قم للخروج في مظاهرات منددين بالسياسات غير المتزنه التي يتبعها نظام الولي الفقيه على الصعيد الداخلي والخارجي والتي أدت الى الانهيارات الاقتصادية وانتشار البطالة حاليا في ايران،بل انها وصلت لبيع سندات الأصول الايرانية لسد العجز الداخلي.

ولعل من أبرز المخططات الإيرانية لتجنيد "الخلايا النائمة" هو القرار الذي أصدره قائد الحرس السوري حسين سلامى والذي يستهدف الشباب السوري، والذي يتيح للشباب السوري الفرصة في الانضمام لصفوف الحرس الثوري الإيراني والحصول على راتب مائة وخمسون دولار شهريا مستغلين بذلك تردي الأحوال الاقتصادية في سوريا وحاجة الشعب الى قوتهم اليومي ،وايضا البطالة التي يعاني منها الشباب في كافه انحاء الدولة، وهذا بشرط ان يتم تدريب المتقدمين لمدة ستة أشهر وتلقيهم دروس دينية داخل الحوزات العلمية التابعة والمدعومة من إيران داخل سوريا ،وهو ما يعني ضم الشباب السني للمذهب الشيعي وتجنيد الشباب السوري الشيعي ليعمل داخل منظومة الحرس الثوري الإيراني.

هذا وقد صرحت تقارير أمنية سابقة للجيش العربي السوري بأن هناك مخططًا إيرانيًا يسعى إلى زرع الخلايا العسكرية الإيرانية داخل منظومة الجيش السوري وداخل ثكناتهم العسكرية كنوع من دمج الوحدات العسكرية التابعة لإيران مع الجيش السوري في محاولة للهيمنة على الجيش السوري بعناصر إيرانية مندسة داخل صفوف السوريين.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط