مسجد عقبة بن عامر بناه محمد باشا السلحدار على اسم عالم فقيه .. صور

قال الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، إن سيدى عقبة بن عامر الجهينى من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عالمًا وفقيهًا وشهد بعض الفتوح الإسلامية مثل فتح دمشق،وفتح صفين مع معاوية وفتح مصر مع عمرو بن العاص،ثم عين واليًا عليها من قبل معاوية بن أبى سفيان فى الفترة من ذى الحجـة سنـة 44 هـ/ فبراير 665م.

وظـل واليًا عليها حتى شهر ربيع الأول سنة 47 هـ/ 667م ومن الأشياء التى تنسب إلى عقبة بن عامر أن معاوية بن أبى سفيان أعطاه قطعة من الأرض وهى حاليًا فى محافظة الجيزة وتعرف باسم منية عقبة ثم حرفت وأصبحت تعرف باسم ميت عقبة ، وقد ظل بمصر إلى أن استشهد فى عام 58 هـ/ 678م فى يوم النهروان ودفن بالقرافة.

وأوضح أنه هناك مسجد عرف باسم سيدى عقبة يوجد بشارع سيدى عقبة بحى مصر القديمة،وهو من إنشاء الوالى العثمانى محمد باشا السلحدار وذلك عام 1066هـ/ 1655م ، وهذا الوالى قدم إلى مصر فى 5 من شوال سنة 1062 هـ/ 10 سبتمبر سنة 1652م ولكنه لم يدخل القاهرة إلا فى 8 محرم سنة 1063 هـ/ 8 ديسمبر سنة 1652م.

فاستمـر حتــى 8 شعبان سنة 1066 هـ/ 1 يونيو 1656م فكانت مدة ولايته ثلاث سنوات وتسعة أشهر، وكان ذلك فى عصر السلطان العثمانى محمد الرابع بن إبراهيم خان ، وعندما قدم محمد باشا السلحدار إلى القاهرة زار قبر عقبة بن عامر الجهينى فأمر ببنائه وجعل فيه مسجدًا ومدرسة للحديث الشريف وصهريجًا ومكتبًا للأطفال يقرءون فيه القرآن.

وقد كان رجلًا خيرًا متدينًا ولهذا فقد أمر فى أيام ولايته نظار الجوامع بالقاهرة والفسطاط أن يبيضوا الجوامع والمساجد والأربطة والمشاهد فبيضوها جميعًا وبسبب ذلك لقب "بأبى النور محمد" وانتهت ولايته على مصر عندما ثار عليه جماعة الفقارية وأنزلوه من القلعة قهرًا وأسكنوه فى خان حسن أفندى بسوق السلام ، ولم يعرف تاريخ وفاته.

ومسجد سيدى عقبة صغير وبسيط البناء ويتكون من مستطيل يشتمل على رواقين يتوسطهما صف من العقود المحمولة على عمد حجرية مثمنة ، وفى الركن الجنوبى الغربى للمسجد يوجد ضريح سيدى عقبة وهو عبارة عن حجرة مربعـة يعـلـوهـا قبة مقامة على رقبة مرتفعة.