71 عاما على النكبة .. مفاتيح العودة لا تزال عالقة في أذهان الفلسطينيين

تحمل الأم صغارها الذين بالكاد يرتدون ثياب النوم، أيقظتهم من سباتهم فجأة، فلم يتمكنوا من تبديلها وهلعوا خارج منازلهم، يركض الكثيرين في الأرجاء، صوت صراخ وعويل، يخرج الأهالي من منازلهم مثل جيوش النمل التي تغادر بيتها، بيت صغير جمع الأسرة، جدران المنزل ضمت ضحكات ودموع، مآسي وفرح، حياة مستقرة عاشوها، حتى خيم عليهم الكابوس الذي انتزع منهم موطنهم وأراضيهم وممتلكاتهم، مرت واحد وسبعون عاما، ولكن لم ينس أحد منهم ما حدث، تفاصيل ذلك اليوم مازالو يذكرونها وكأنها حدثت بالأمس.



15 مايو 1948، تاريخ لن ينساه الفلسطينيون ولا العرب، يوم سرقت أراضيهم ونهبت ممتلكاتهم، اليوم الذي أصبحوا فيه مشردين بلا مأوى، غرباء في موطنهم، وفي الذكري الـ71 للنكبة لم يلملم الشعب الفلسطينى جراحة و مفاتيح العودة مازالت في الأذهان، تلك المأساة الإنسانية التي شردت عدد كبير من سكان فلسطين و هجرتهم عن وطنهم، عام حرب 48 إنهزمت الجيوش العربية امام العصابات الصهيونية المدعومة من امريكا و إنجلترا، وأعلنت الدولة اليهودية قيامها باسم اسرائيل.



تأكد زعماء العصابات الصهيونية نية القوات البريطانية من الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وقرروا تشكيل برلمان وطني لتمثيل الشعب اليهودي و الحركة الصهيونية العالمية و اعلن هذا البرلمان قيام الدولة اليهودية وقرروا فتح باب الهجرة لجميع اليهود في جميع دول العالم واعترفت بها الولايات المتحدة وضمتها لهيئة الأمم المتحدة في العام 1949 ميلادية بعد النكبة بعدة أشهر عن إعلان الدولة اليهودية قيامها تشكلت الجيوش العربية من مصر و الأردن و سوريا و العراق لمقاتلة هؤلاء و تم انضمام 48 ألف مجاهد فلسطيني إليهم و تحول الصراع إلى صراع دولي و أدى ذلك إلى وجود معاهدات و اتفاقيات سرية ضعفت من الجيوش العربية وأدت لهزيمتها و كانت النتيجة هي احتلال كل فلسطين باستثناء الضفة الغربية و قطاع غزة ، انضمت الضفة الغربية إلى الأردن وقطاع غزة إلى مصر .



تم تدمير ما يقرب من 531 قرية فلسطينية، وقامت الجماعات الصهيونية بما يعرف بالتطهير العرقي و دمرت بالكامل، وكان هناك أكثر من 50 مذبحة ارتكبت في حق الشعب الفلسطينى استشهد أكثر من 15 ألف فلسطينى، بجانب تهجير ما يقرب من 800 ألف لاجئ أكثر من 150 منطقة أطلق عليها اليهود عرب 48 بالإجمال أكثر من 78 % من مساحات الأراضي الفلسطينية قام عليها اليهود.

دمرت المدن الفلسطينية الرئيسية و أزيلت أسماءها العربية وتم تحويلها لأسماء يهودية و مدن يهودية و طردت القبائل العربية التي كانت تستوطنها لتدمير الهوية الفلسطينة بها المأساة الفلسطينية قامت قبل ذلك التاريخ بكثير إزاء وعد بلفور أثناء الحرب العالمية الأولى ، حين وعد من لا يملك إلى من لا يستحق.

اختار الفلسطينيون يوم 15 مايو 1948 ليكون عام و يوم بداية النكبة الفلسطينية و المأساة الإنسانية للشعب الفلسطينى بعد أن هاجمت العصابات القرى و أبادتها عن بكرة أبيها و تهجير السكان جبرًا، منذ ذلك الوقت، تم إحتلال أجزاء كبيرة من فلسطين و طرد ما يقرب من 800 ألف فلسطينى و تحويلهم من مواطنين إلى لاجئين بالإضافة إلى العديد من أعمال النهب و السرقة و الاستيلاء على الأرض بالقوة التي قامت بها تلك العصابات .