الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابتزاز الناس في رمضان.. وحل مذهل لصندوق تحيا مصر


يستغل البعض موسم الخير خلال شهر رمضان،  لحصد أكبر قدر من الأموال والتبرعات للجمعيات الخيرية المختلفة..ويتحول الشهر الكريم إلى موسم للتسول والتجارة بالمرضى والأطفال والمصابين.

وتتنافس المؤسسات فى اعتصار قلوبنا حتى تستدر عطفًا أكبر وتفوز بالتبرع دون عن غيرها.. ودون اعتبار للضيق والألم النفسى الذى يسببونه للمشاهدين. 

وتنقلب الشاشات من خلال الإعلانات إلى كابوس مخيف، نرى فيه وجوه الأطفال مشوهة نتيجة لحريق، أو أطفالا فى عمر الزهور تبدلت ملامحهم وتساقط شعر رؤوسهم بسبب المرض والعلاج، وغيرها من الصور المؤلمة والمشاهد الصادمة التى تدمى القلوب، ولا تراعى حقوق الأطفال والمرضى الذين يظهرونهم فى صور جارحة.

وتصبح الإعلانات التى كانت تعد من الفقرات المحببة للأطفال إلى مشاهد خادشة للمشاعر ومبعث للهم والكآبة.. ونحن دائما ما نشجب هذه الإعلانات ودائما نستشعر أنها عملية نصب على المواطن المصري الطيب المسالم المحب لدينه .. ودائما ما يندفع بعض أصحاب القلوب الطيبة الي هذه المؤسسات ودفع زكاتهم وتبرعاتهم إليها.. ونحن نعلم جيدا أو نشعر أنها ابتزاز لأموال الناس وأكلها بالباطل.

الأمر فى مصر تحول إلى تجارة مربحة للعديد من شركات الاتصالات ووكالات الإعلانات، التى تحصل على نسب كبيرة من الأموال التى يتم جمعها كتبرعات، فتحقق مكاسب تصل إلى مليارات دون رقابة أو محاسبة من الدولة.

ونشأت كيانات تعتمد بشكل كلي على جمع الأموال دون رقابة حقيقية من قبل الدولة أو أجهزتها ووصل السباق والمنافسة الشديدة بين المؤسسات الخيرية إلى درجة لا يمكن السكوت عنها.. وبعض الجمعيات استعانت بعدد من نجوم الفن، والسياسة، والإعلام، والكرة، بل ورجال الدين للترويج لبضاعتها.

وهناك مستشفيات حكومية لا تملك أية أموال لبث الإعلانات لجلب التبرعات اللازمة لها، على الرغم من أنها تقوم بفتح أبوابها للجميع دون شرط أو قيد.

ولدى مصر 12 مستشفى للعلاج من الأورام وتكتفي هذه المستشفيات بالدخول في سباق جمع الأموال مع تقديم خدمة لعدد قليل بل إن أحد هذه المستشفيات يرفض أية حالة تم علاجها في مكان آخر بل ويشترط أن ترتفع نسبة الشفاء المتوقعة للمريض عن 70٪‏ لاستكمال علاجه.

ويظل الكثير من المرضى لا يجدون العلاج، لأن أغلب هذه المؤسسات يحتاج إلى واسطة ومحسوبية حتى يتمكن المريض من الحصول على علاج، لأن قوائم الانتظار كبيرة، تصل إلى شهور طويلة، قد يكون المرض فيها قد تمكن، وقضى الله أمرًا كان مفعولا.

ولابد من تشكيل لجنة عليا برئاسة وزيرة الصحة وأخرى برئاسة وزيرة التضامن لتنظيم عمل هذه المستشفيات والجمعيات وفق برنامج واحد متساوٍ للجميع، لجمع هذه التبرعات في رقم حساب موحد ثم يتم توجيه هذه الأموال على حسب طاقة المستشفى والجمعية وأعداد المترددين عليها سنويًا حتى يضمن الجميع فرصًا متساوية بالإضافة إلى ضرورة الرقابة على حسابات هذه المستشفيات والجمعيات من قبل أجهزة الرقابة وما أكثرها للحفاظ على أموال التبرعات.

إن هذه الفوضى تتطلب من الدولة تحركا سريعا حتى لا تترك فوضى الإعلانات تجتاح بيوتنا.. والتى تستغل رغبة عمل الخير فى استنزاف جيوب الناس دون وصول تبرعاتهم لمستحقيها الحقيقيين.

نحتاج آلية آمنة تضمن عدم استغلال المبتلين والمتبرعين على حد سواء.. منظومة التبرعات فعلا تحتاج الى نظرة حتي تذهب هذه الأموال لمستحقيها.

أزمة الفكة تمثل رزقا غير شرعى لكل محصلى فواتير الكهرباء والغاز والمياه والاتصالات والإنترنت والتذاكر بأنواعها ومهن الكاشير والصرافين والبنوك والصرافة.. وحصيلتها من كسر الجنيه تبلغ الملايين يوميا لو تم إصدار قانون يجبر كل الشركات والوزارات على تحصيل كسر الجنيه لصالح صندوق تحيا مصر لتوفرت لهذا الصندوق الذى يعد أكبر آلية للخير فى هذا البلد موارد يومية تمكن الدولة من التوسع في أمور كثيرة لخدمة فقراء هذا البلد والإنفاق على تحسين وتطوير خدمات الصحة والتعليم والإسكان الاجتماعى والأيتام ومنعدمى الدخل والبحث العلمى.

يا برلمان مصر وحكومتها، لا ينبغى تجاهل هذا الموضوع. صندوق تحيا مصر يقيم مشروعات من أجل الناس ومصر وطننا يراها الجميع ويشهد الكل بنزاهة وشفافية واحترافية القائمين على الصندوق والذى لو توافرت لديه القدرة المالية لقام بأمور كثيرة تزيد من شعور الغلابة، وهم كثيرون، بالسعادة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط