قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رحلة العمر مع بوجي وطمطم.. قصة مشوار تكمله زوجة رحمي للحفاظ على أيقونة رمضان ..فيديو

السيدة فوقية أرملة الفنان رحمي والعرائس الأصلية
السيدة فوقية أرملة الفنان رحمي والعرائس الأصلية

هنا في منزل "والت ديزني" الشرق، حيث يحمل كل جدار ذكريات رحلة طويلة لخدمة الأطفال المصريين وفي الوطن العربي بأكمله، في كل ركن توجد العرائس الأصلية الذي صنعها بيديه، فتحول منزل الفنان "رحمي" إلى أتيليه خاص به، في مقابل الباب صورة طويلة للفنان رحمي، وعلى الجدار المقابل العديد من الصور التي تلخص مسيرته الفنية وكان أبرز ما يزينها صور «بوجي وطمطم».

وعلى الأريكة ومقاعد الصالون الذهبية اللون تجلس العرائس الأصلية لعائلة «بوجي وطمطم» متراصة، تعاملها زوجته السيدة فوقية خفاجي كأنها أشخاص حقيقيون، تجلس بجوارها العديد من الساعات يوميًا، تعتني بها وتهتم بنظافتها وتستمر في تلميعها حتى لو لم يصبها غبار.

تواجد «صدى البلد» في منزل المخرج والفنان الراحل محمود رحمي، والذي حافظت زوجته السيدة فوقية على كل إرثه الفني والتراثي "شايلة كل إبرة وخيط اشتغلنا بيهم"، السيدة فوقية كانت الصديقة والزوجة والمساعدة الأولى وأول من شهد مولد شخصيتي «بوجي وطمطم».

"بحس إنهم ولادي.. أنا يمكن بحبهم أكتر من ولادي".. هكذا قالت السيدة فوقية لـ«صدى البلد» والتي تعتبر بوجي هو ابنها الأول، وتروي تفاصيل ميلاد هذه الشخصية، البداية كانت عندما ابتكر رحمي العديد من الشخصيات الكرتونيةحتى أسس فريقًا للعمل على صناعة وتطوير العرائس، وكانت السيدة فوقية واحدة من هذا الفريق.

بدءًا العمل معًا في عام 1983 فكانت السيدة فوقية «وش السعد» عليه، فقد شهد هذا العام ميلاد شخصيات «بوجي وطمطم» وكانت هي واحدة من مصممي العرائس في فريق رحمي "كنت بخيطهم بإيدي ومسئولة عن كل خيط وإبرة هيتحطوا في العرايس"، فكان رحمي يعطيها الرسمة والتصور ويستلمها من الفريق بقيادتها دمية مجسمة، وبعدها بعام ارتبطا تحديدا في عام 1984، ومنذ هذه اللحظة أصبحت السيدة فوقية بمثابة يده التي تنفذ، والعقل الذي يبتكر ويطور معه.

كانت شخصيتا «بوجي وطمطم» بمثابة الحلم الذي طال انتظاره، فتوصل رحمي من خلال هاتين الشخصيتين لترسيخ الشخصية المصرية، فمع استمرار الحلقات وزيادة شهرتها ابتكر رحمي باقي الشخصيات والتي مثلت الحارة المصرية واستمر في التطوير والابتكار حتى عام 2000 وبعدها مرض ولزم الفراش حتى وفاته في عام 2001.

لم يخفِ "رحمي" عن زوجته سرًا، فكان يفكر في ابتكار أي شخصية مع زوجته فوقية "كان اللي بيفكر فيه يقوله ليا ونتناقش فيه سوا.. وكل ورقة يكتبها أول بأول يديها ليا"، وتذكر السيدة فوقية آخر مرة فكر فيها رحمي معها وكانت خلال وجوده في المستشفى قبل وفاته بأيام، فصرح لها عن رغبته في ابتكار شخصية «شكشوكة» شقيقة «عم شكشك» والتي كانت مسافرة لفترة وعادت، وبسبب مرضه وعدم قدرته على الكتابة صرح بها لزوجته شفهيا فقط.

لم تتأخر السيدة فوقية على تنفيذ رغبة زوجها المريض وعلى الفور استوحت شكلها من «عم شكشك» ونفذتها على أن تنضم إلى الحلقات القادمة، ولكن توفى الفنان رحمي قبل أن تخرج شكشوكة إلى النور.

"حياتنا كلها بوجي وطمطم" بهذه الكلمات عبرت السيدة فوقية عن رحلتها الطويلة مع تصميم وحياكة الدمى والتي بدأت منذ دراستها بكلية الفنون الجميلة ثم العمل بعد التخرج، ولم تتوقف حتى الآن "إيدي مسابتش الإبرة والخيط لغاية النهاردة حتى لو هعمل عروسة لنا في البيت" كما قالت لـ«صدى البلد».

36 عامًا هو عمر شخصيتي بوجي وطمطم واللذين طلا على الجمهور طوال هذه المدة، ورغم انقطاع إنتاج المسلسل الكارتوني الخاص بهم منذ مطلع الألفينات إلا أنها راسخة في أذهان الجمهور، "رمضان في مصر يعني بوجي وطمطم".

حالة من الحزن يشوبها الغضب تخيم على وجه السيدة فوقية عند سؤالها "أين بوجي وطمطمالآن؟"، فعلى مدار 18 عامًا تحاول زوجة الفنان الراحل في استمرار هذا العمل "دي رسالة بدئها رحمي ولازم تستمر للأطفال في كل الأجيال"، ولكن يقف النص المناسب والإنتاج حائلًا على خروجها إلى النور مجددًا، "أنا محافظة على العرائس الأصلية فترة طويلة بس ده مش دورها.. دورها الحقيقي تطلع للنور وللأطفال".

وكشفت السيدة فوقية لـ«صدى البلد»، عن تعاون جديد مع الكاتب عمر طاهر الذي عرض عليها فكرة بكتابة قوية لإحياء بوجي وطمطم، مضيفة: "اتعرض عليا نصوص كتير لكن كانت بمستوى هابط.. وسعيدة جدا لما عمر طاهر كلمني وعجبني أفكاره وآرائه"، مؤكدة استعدادها للعرض بالعرائس الأصلية لعائلة بوجي وطمطم ولكنها في انتظار جهة إنتاج تتبنى العمل.